4 »سد عالي» في »العاصمة الإدارية الجديدة» 8 آلاف فرصة عمل.. ورقم قياسي بتوريد 350 ألف طن معدات ملحمة حقيقية تجري علي أرض مصر، البناء يعلو ويسابق الزمن ليدخل الخدمة.. واحدة من أحدث محطات إنتاج الكهرباء في العالم بل أنها الأحدث.. تكنولوجيا متطورة تتفوق حتي علي تلك المستخدمة في الدول المتقدمة.. مع شروق شمس كل يوم كانت محطة كهرباء العاصمة الادارية تشهد جديدا، لتكون شاهداً علي عظمة المصريين واصرارهم علي البناء والانجاز، حتي تحولت هذه المحطة وغيرها من المشروعات الكبري إلي رمز حقيقي ودليل يتجدد كل يوم علي إرادة المصريين في بناء مستقبلهم. المحطة أيضا تمثل حلقة مهمة في مسيرة تعاون مع أصدقاء علي المستوي العالمي، واستفادة كبيرة من علاقات مصر الدولية، فالشركات العالمية التي تعاونت مع مصر في هذا المجال، وفي مقدمتها ألمانيا، حتي تحولت هذه المحطة بالإضافة إلي المحطات العملاقة الأخري لانتاج الطاقة إلي تجربة يتابعها العالم -وليس المصريين فقط بفخر فهي دليل علي تجربة وإرادة وعلم وعمل لا يكل ولا يمل من أجل تحقيق الحلم الذي أوشك بالفعل علي الاكتمال، بعدما وصلت نسبة الانجاز بالمشروع إلي 98٪، ومن المنتظر أن يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح محطة كهرباء العاصمة الادارية قريبا، لتكون إضافة كبيرة لمنظومة انتاج الطاقة في مصر، ودليلا جديداً علي إرادة المصريين في بناء المستقبل الواعد.. »الأخبار» رصدت علي أرض الواقع الانجاز الكبير والتقت أبطال الملحمة الكبيرة. وسط مساحات شاسعة من الصحراء.. بين حبات الرمال اللامعة وتحديداً بطريق العين السخنة سيتجه نظرك بشكل تلقائي صوب طاقة نور وأمل.. وستستمع فجأة وسط ذلك السكون إلي ضجيج المعدات و أصوات الآلات الثقيلة.. وحين تقترب من تلك الأصوات ستشاهد ملحمة متكاملة تعمل في صمت تبني وتعمر وسينتابك حينها شعور بالفخر لكونك مصريا.. هذا ما شعرنا به بالفعل عقب مشاهدتنا لأكبر محطة كهرباء بالشرق الأوسط وواحدة من أكبر محطات انتاج الكهرباء في العالم.. الجولة الميدانية التي قامت بها »الأخبار» داخل محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة رصدت قصة نجاح يسطرها المصريون بعرقهم و اجتهادهم في صمت تام بعيداً عن بهرجة الأضواء داخل تلك المحطة التي تقع علي مساحة 174 فداناً بقدرة تبلغ نحو 4800 ميجا وات وبتكلفة 2 مليار يورو.. تضم المحطة عدة مبان إدارية للمهندسين و العمال و القائمين علي تنفيذ المشروع، وتعد أكبر محطة كهرباء في مصر تعمل بنظام الدورة المركبة بالغاز والثانية علي مستوي العالم، وتتكون من عدد 4موديول بقدرة 1200ميجا وات، بالإضافة إلي وحدتين غازيتين قدرة الوحدة 400 ميجاوات فضلاً عن ملحقاتها من مداخن و مآخذ هواء ومبردات وفلاتر غاز ووحدة زيوت، كما تشمل المحطة علي وحدة بخارية بقدرة 400 ميجا وات أيضاً و2 غلاية استعادة الطاقة و 3 محولات رئيسية بجهد500/22 كيلو فولت و 2 محول مساعد بجهد 11/22كيلو فولت ويوجد بالمحطة مبني تحكم حوش المفاتيح ومبني التحكم الرئيسي الذي تم إنشاؤه بأحدث الإمكانيات والأجهزة وبه يوجد ما يقرب من 8 شاشات حديثة لعرض استقرار عمل الوحدة وضخ الوقود لها.. ويؤكد المهندس محمد فوزي مدير عام الأعمال المدنية بالمشروع، أن هذه المحطة فريدة من نوعها لكونها تتمتع بنظام تبريد acc، حيث انها المحطة الوحيدة في مصر التي تقع بالصحراء ويحيطها الصخور والجبال علي عكس باقي المحطات التي يراعي عند إنشائها أن تكون بالقرب من مصدر مائي سواء نهراً أو بحراً لاستخدام المياه في التبريد، بينما تعتمد هذه المحطة علي نظام التبريد الهوائي من خلال مبرد البخار بالهواء والمقام علي مساحة 7 آلاف متر، و باستخدام 42 مروحة عملاقة لكل ميديول يبلغ قطر المروحة 12 متراً.. وتابع »أن المحطة بها نظام متكامل لمقاومة الحرائق ومحطة متكاملة لمعالجة المياه شاملة 4 خزانات فضلاً عن منظومتي لكباسات الهواء و الغاز، مشيراً إلي أن المحطة تتمتع بشبكة طرق متكاملة شاملة صرف مياه الأمطار و إنارة الشوارع، مؤكداً أنه تم إنجاز 98% من المشروع. »الصعب يهون عشان خاطر مصر».. هكذا بدأ المهندس يوسف الجبالي، المقيم بالمشروع، متحدثاً عن أبرز التحديات التي واجهتهم خلال المشروع، موضحاً أن وقوع المشروع في قلب الصحراء وعدم وجود أي مصدر للمياه المطلوبة سواء للتنفيذ أو الخدمات كان أكبر تحد واجه جميع القائمين علي تنفيذ المشروع. وتابع: »يشكل المشروع أكبر سلسلة توريد ل »supply chian» حدثت في تاريخ المحطات الكهربائية في مصر والذي يُقدر ب 350 ألف طن معدات مقارنة ب 70 ألف طن في المحطات التقليدية، وهو ما مثل تحدياً كبيراً في إدارة الشحن الجوي والبحري لغالبية المهمات والمواد المستوردة التي تم استخدامها في المشروع، بالإضافة لهذا ان المشروع علي الرغم من انه عملاق إلا اننا كنا مرتبطين بالانتهاء منه في فترة زمنية قصيرة».