وزير المالية: الآفاق الاقتصادية لمصر أكثر استقرارًا وتحفيزًا للنمو وخلق فرص العمل    «مصر للطيران» تعلن استئناف رحلاتها إلى دبي بعد تحسن الأحوال الجوية    وزارة النقل توقع مذكرة تفاهم مع «الغانم» الكويتية لتطوير ميناء برنيس    محافظ القليوبية: حصاد 12 ألف فدان من القمح وتوريد 358 طنا إلى الصوامع    «التخطيط»: 11.6 مليار جنيه استثمارات 478 مشروعًا تنمويًا بأسيوط خلال 2023-2024    وزارة الهجرة تشارك في فعاليات النسخة الثالثة للمنتدى والمعرض الدولي للتعليم الفني التكنولوجي والتعليم المزدوج والتدريب المهني إديوتك إيجيبت    صحة غزة: أكثر من 730 ألف مواطن في الشمال بلا خدمات صحية حقيقية    خبير دولي عن زيارة ملك البحرين للقاهرة: دلالة على التخطيط لعمل عربي مشترك    «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي دمر كل مقومات الحياة في خان يونس    «القاهرة الإخبارية»: زيلينسكي يعلن نفاد مخزون أوكرانيا من صواريخ الدفاع الجوي    حسين الشحات يغيب عن أولى جلسات محاكمته بالتعدي على محمد الشيبي    برشلونة الأشهر.. 3 نماذج خيالية ل «الريمونتادا» تبشر ليفربول قبل موقعة أتلانتا    أحمد سليمان يورط الزمالك فى صفقات فاشلة    ريال مدريد يقترب من فقدان نجمه أمام برشلونة في الكلاسيكو    «التعليم» توجّه بحصر أسماء طلاب المنازل الراسبين في الثانوية العامة 2023    ضبط 12 طن جبنة بيضاء مجهولة المصدر و مخبزين تصرفا فى 427 شيكارة دقيق بلدي بالبحيرة    حبس عامل شرع بقتل عاطل خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    تحريات مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثة شخص قرب محطة سكة حديد الجيزة    كل ما تريد معرفته عن مميزات وأماكن تركيب الملصق الإلكتروني للسيارات    القصة الكاملة لمصرع صاحب شركة سياحة إثر تعطل الأسانسير في الهرم    خصم 30% على إصدارات «دار الكتب» بمناسبة اليوم العالمي للتراث    بعد نجاح تجربتها مع عمرو دياب.. هل تتجه منة عدلي القيعي للغناء؟    عمر كمال يرد على ضجة سيارته:"كنت بنزل تحت رجل الست ألبسها الشوز"    مجلس الوزراء يوافق على تنفيذ مشروع تطوير مستشفى قصر العيني الجديد    الأحد.. كشف مجانى بالعيادات الخارجية بطب أسنان جامعة المنوفية    صحة المنيا توقع الكشف الطبي على 1632 حالة بالمجان    تأجيل محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب ممدوح عباس    محامي حسين الشحات يطالب باستدعاء رئيس اتحاد الكرة ولاعبين بالأهلي في اتهامه بالتعدي على محمد الشيبي    طفن إعادة التدوير.. ورشة لقصور الثقافة بمركز رعاية ذوي الهمم بالزيتون    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    25 أبريل.. انطلاق دورة إعداد المدربين TOT بجامعة بنها    مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: «لا نتوقع ضرب إيران قبل عيد الفصح»    الأحد.. النواب يعقد ثانى جلساته بالعاصمة الإدارية    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وتسليم الوحدات السكنية بمبادرة «سكن لكل المصريين»    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    بلدية النصيرات: غزة تحوّلت إلى منطقة منكوبة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    التموين تزف بشرى سارة عن أسعار السندويتشات في المحلات بسبب الرغيف السياحي    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «تعليم البحر الأحمر» تجري تعديل على موعد امتحانات الصف الثاني الثانوي بسبب احتفالات عيد السعف    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    «تموين بني سويف»: حملات مستمرة لمتابعة إنتاج رغيف خبز يليق بالمواطنين    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    حسام عاشور: حزين من كولر بعد القمة.. وقررت دخول مجال التدريب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومن اللعب ما قتل اصطياد «الحوت الأزرق» بشباك القانون
نشر في أخبار الأدب يوم 06 - 04 - 2018

اثارت حادثة انتحار بعض الشباب والمراهقين في مصر وبعض دول العالم ردود فعل واسعة النطاق في مصر، لاسيما بعد ان تم الكشف عن سبب الانتحار، والذي تمثل في مشاركتهم في لعبة الموت المعروفة ب»الحوت الأزرق»‬ والتي تستهدف الاطفال والمراهقين في ظل ضعف أو غياب الرقابة الأسرية أو المجتمعية.
لعبة »‬الحوت الازرق» واحدة من أخطر الألعاب الالكترونية التي انطلقت من روسيا إلي مختلف دول العالم، ومن بينها بعض الدول العربية، وخلال السنوات الثلاث الماضية حصدت هذه اللعبة عددا كبيرا من أرواح الضحايا أغلبهم من المراهقين، حيث نجحت اللعبة في استقطابهم من خلال تطبيقات الكترونية سهلة عبر الهواتف الذكية.
لعبة الحوت الازرق الذي يفترس عقول الشباب ويزهق أرواح المراهقين دفعت العديد من المؤسسات في مصر إلي التحرك لاتخاذ خطوات جادة من أجل التصدي لمثل هذه الألعاب الخطيرة، وفي ضوء هذا الامر تدرس لجنة الاتصالات بمجلس النواب اضافة مادة إلي مشروع قانون مكافحة الجريمة الالكترونية تقضي بغلق جميع التطبيقات والألعاب الالكترونية التي تشكل خطرا علي الأمن القومي المصري. وفي الملف التالي تستعرض »‬أخبار اليوم» ملامح وأبعاد لعبة الموت وسبل مواجهتها.
الملف الأسود للعبة القاتلة
كتب محمد جمعة:
حصدت لعبة »‬الحوت الأزرق» أرواج عدد من المراهقين، في العديد من البلدان العربية منها: الجزائر، المغرب، مصر، الكويت، السعودية، وكذلك بعض الدول الأجنبية مثل روسيا وأوكرانيا، بعدما انتشرت من نطاقها المحلي في روسيا إلي العالم بشكل سريع، وسيطرت علي عقول ضحاياها وتحدتهم لدرجة الانتحار.
الروسي »‬فيليب بوديكين» والذي يبلغ من العمر 21 عاما، هو من ابتكر اللعبة، وكان قد بدأ محاولاته فيها باستدراج الأطفال والمراهقين عام 2013، بصفتها واحدة من أسماء ما يسمي »‬مجموعة الموت» من داخل الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي، وانتهي من تجسيدها في نهاية 2014، حيث لقيت انتشارا واسعا في روسا عام 2015، وكانت أولي ضحاياه في نوفمبر من نفس العام، وبعدها انطلقت اللعبة كالنار في الهشيم إلي عدد من دول العالم في عام 2016.
خصصت اللعبة التي تتكون من 50 مهمة للهواتف الذكية، وتستهدف المراهقين بين 12 و16 عاما، وتطلب من مستخدميها قبل خوض التحدي نقش رمز »‬57٪» أو رسم الحوت الأزرق علي الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا، بعد ذلك تبدأ في إعطاء اللاعب أمرا بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجرا، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقي غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، وتستمر المهمات التي تتضمن مشاهدة أفلام رعب والصعود إلي سطح المنزل أو جسر بهدف التغلب علي الخوف، وتتسبب للشخص في مزيد من الجروح، إلي أن يصل لليوم الخمسين الذي تطلب منه فيه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين. تحتاج اللعبة إلي الاتصال بالإنترنت، وينبغي علي اللاعب إرسال صورة أو فيديو يدل علي إتمام المهمة لكي يتابع التحدي التالي، ورغم عدم ظهور بعض التحديات علي أنها مؤذية كرسم الحوت علي ورقة أو الاستماع إلي موسيقي حزينة في الليل، فإن بعضها الآخر يدعو إلي الضرب والخدش وهو ما يثير الكثير من القلق، والأسوأ من هذا كله هو التحدي الأخير الذي يدعو إلي الانتحار.
وإذا ما حاول الشخص الانسحاب من اللعبة، فإن المسئولين عنها يهددونه ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة كسب ثقتهم، كما يهددونه بقتله هو وأفراد عائلته.. ويشكل أهم عامل جذب للأطفال تجاه اللعبة أنها توهمهم بتأمين مكان افتراضي خاص بهم يمكنهم من خلاله إثبات أنفسهم فيه، خاصة الأطفال غير المندمجين مع محيطهم، وبعد أن تشعرهم بالانتماء وبأنهم أشخاص لهم أهمية وسلطة، تجذبهم نحو الانتحار.
عرفت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام 2016 استخداما أوسع بين المراهقين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار بها، وخلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقي في روسيا، وفي وقت لاحق أُلقي القبض علي بوديكين وأدين بتهمة التحريض ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار.
ولم ينكر التهمة الموجهة إليه، بل قال إن ضحايا لعبة الحوت الأزرق مجرد نفايات بيولوجية، كان يجب تخليص المجتمع منهم، وأنهم كانوا سعداء جدا بخوض هذه التجربة وسعوا إلي الموت، ومازال إلي الآن في سجن كريستي في سان بطرسبرج.
وكان من ضحايا هذه اللعبة، انتحار طفلين في الجزائر بعد أيام من الإدمان علي اللعبة، وطفلة روسية تبلغ من العمر 12 عاما، ألقت بنفسها من الطابق ال14، وطفلة من أوكرانيا 15 عاما، كما توفيت في السعودية الطفلة خلود سرحان العازمي 12 عاما.
علماء الدين: عمل شيطاني وإفساد في الأرض
كتب زكريا عبدالجواد:
وصف علماء الأزهر لعبة »‬الحوت الأزرق» وغيرها من ألعاب الموت بأنها »‬إفساد في الأرض» وحرام شرعا، مطالبين أولياء الأمور بتشديد الرقابة علي ابنائهم حتي لا يقعوا فريسة لهذه الالعاب .. وكانت دار الإفتاء قد أصدرت أول أمس فتوي بتحريم المشاركة في اللعبة المسمَّاة ب»الحوت الأزرق» والتي تطلب ممن يشاركون فيها اتباعَ بعض الأوامر والتحديات التي تنتهي بهم إلي الانتحار، وهو ما وقع فيه عدد من المراهقين مؤخرًا في مصر وعدد من دول العالم.
وطالبت الدار مَن استُدرج للمشاركة في اللعبة أن يُسارع بالخروج منها، وناشدت الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثله من خطورة علي الأطفال والمراهقين.. وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمة للعالمين، واتجهت في أحكامها إلي إقامة مجتمع راق متكامل تسوده المحبة والعدالة والمثل العليا في الأخلاق والتعامل بين أفراد المجتمع.
ومن أجل هذا كانت غايتُها الأولي تهذيب الفرد وتربيته ليكون مصدر خير للبلاد والعباد، وجعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ علي النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدًا من أهم المقاصد الشرعية؛ الخمسة وهي: النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال. فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحةٌ، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ ودفعها مصلحة.
وأوضحت الدار أن الشريعةَ قررت أن الأصل في الدماء الحرمة، وسنّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ علي نفوس الآدميين، ويحافظ علي حماية الأفراد واستقرار المجتمعات.
بيان الإفتاء
ومن جانبه أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف علي ماجاء في بيان دار الإفتاء المصرية وكذلك بيان مركز الأزهر العالمي للفتوي وحذر من المشاركة في هذه اللعبة مطالبا بضرورة ترغيب أطفالنا في كل ماهو مفيد وتعهدهم بالرعاية والعناية التي تملأ وقت فراغهم بما هو نافع وتحصنهم من كل خبيث وضار.. مؤكدا علي أن الشباب هم رأس مال الأوطان وعلينا جميعا أن نتكاتف للأخذ بأيديهم إلي الطريق الصحيح لتحصينهم من الاستهداف الممنهج سواء كان بهذه اللعبة أو غيرها، من الإغراءات سهلة التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلي شبكة الانترنت.
قال د. محمود مهني عضو هيئة كبار العلماء إن الدين نهي عن إيذاء الإنسان أيا كان معتقده، وورد كثير من الأحاديث النبوية التي تحث علي حفظ النفس، وحرمت الشريعة الإسلامية القتل، والتحريض عليه، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم» من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله» .
وأوضح »‬مهني» أن أي أذي للبشرية يكون صاحبه مسئولا عنه في الدنيا والآخرة مؤكدا أن الله جعل الحكام في الأرض ليقيموا موازين العدل ويمنعوا عن رعاياهم ما يضرهم في أبدانهم وأخلاقهم ومن دل علي إيذاء إنسان كان عليه إثم من أذاه.
مراقبة الأبناء
وطالب »‬مهني» الآباء والأمهات بمراقبة الأبناء وتوعيتهم وتوجيههم لما ينفعهم والبعد بهم عما يضرهم معتبرا أن الحد من انتشار هذه الألعاب وغيرها مسئولية مجتمعية يتشارك فيها المجتمع بكل جهاته المعنية.
اتفق في الرأي د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وقال إن حفظ النفوس من أعلي الواجبات الشرعية، وفقا لقوله تعالي» ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة» وقول النبي صلي الله عليه وسلم »‬ من قتل نفسه بحديدة أو احتسي سما أو تردي من شاهق جبل يعذب يوم القيامة بما قتل به نفسه»
وأوضح »‬كريمة» أن نشر هذه الألعاب عبر الوسائل المختلفة غرضه تدمير الشعوب ويجب التصدي لها بحزم وعلي الجميع تحمل مسئوليته تجاه هذا الامر، وأشار إلي أن الأسرة تعد أهم حوائط الصد بدورها التربوي، بالترغيب لما فيه خير النشء والترهيب عما فيه الضرر.
وأوضح »‬كريمة» أهمية الدور الدعوي للمؤسسات الدينية، وأهمها المساجد بالدروس والكنائس بالعظات، ووضع هذه النصائح في مناهج التربية الدينية، وكذلك أكد علي دور الإعلام في نشر التوعية الإيجابية في جميع مناحي الحياة، وكذلك علي أجهزة الدولة ذات العلاقة متابعة ما يتم بثه علي شبكة الانترنت حتي نحد من انتشار هذه الألعاب المدمرة للفرد والمجتمع.
وسائل تسلية
وقال الشيخ فكري حسن إسماعيل من علماء الأزهر الشريف، إن هذه اللعبة وغيرها من وسائل التسلية المدمرة وهي عمل شيطاني، ولا تندرج تحت مسمي الرياضة الذهنية ولايقرها عقل أو دين سماوي والإسلام يعتبر ميتها منتحرا ومن حرضه علي ذلك يشترك معه في الإثم مؤكدا أن الله سبحانه وتعالي لم يخلق الإنسان ليكون عرضة للأهواء ولكن جعله بنيان الله كما جاء في الحديث الشريف »‬الإنسان بنيان الله في أرضه وطالب »‬إسماعيل» بتضافر كل الجهات المعنية للحد من انتشار هذه الألعاب حتي نحفظ الفرد والأسرة والمجتمع من مخاطر تؤدي إلي الهلاك.
50
خطوة تدفعك
إلي الانتحار
نحت عبارة F57 أو رسم حوت أزرق علي يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد أن الشخص قد دخل في اللعبة.
الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقي غريبة تترك اللاعب في حالة كئيبة.
عمل جروح طولية علي ذراع المتحدي.
رسم حوت علي قطعة من الورق.
يقوم اللاعب بكتابة »‬نعم» علي ساقه إذا كان مستعدا ليكون حوتاً.
يصل للاعب مهمة سرية (مكتوبة في التعليمات البرمجية).
خدش (رسالة) علي ذراع الشخص.
كتابة حالة اللاعب علي الإنترنت أنه حوتًا.
أمر بالتغلب علي خوفه.
الاستيقاظ علي الساعة 4:20 فجراً والوقوف علي السطح.
نحت حوت علي يد الشخص المتحدي.
مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
الاستماع إلي موسيقي يُرسلها المسئول.
يتلقي اللاعب أمر بقطع الشفاه.
نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة.
يطلب من اللاعب ايذاء نفسه أو يحاول أن يجعلها تمرض.
يتلقي أمر بالصعود إلي السقف والوقوف علي الحافة.
أمر بالوقوف علي جسر.
أمر آخر بتسلق رافعة.
يتحقق شخص مسئول باللاعبة بطريقة أو بأخري لمعرفة ما إذا كان المشارك جدير بالثقة.
يبدأ اللاعب بالتحدث مع »‬الحوت» علي سكايب.
ويتلقي أمر بالجلوس علي السطح مع ضرورة ترك الساقين متدليتين من علي الحافة.
ثم تصل إليه رسالة تتضمن وظيفة مشفرة أخري.
وأمر آخر بالذهاب لبعثة سرية.
يتم الاجتماع مع »‬الحوت»
تعيين اللاعب مسئولًا في التطبيق.
أمر جديد بالذهاب لزيارة السكك الحديدية.
يتلقي أمرا بعدم التحدث مع أي شخص طوال اليوم.
يقسم اليمين بكونه حوتا.
بعد هذه الخطوات تأتي الخطوات 30-49 والتي تنطوي علي مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلي الموسيقي التي يختارها المسئول، والتحدث إلي الحوت.
المهمة الأخيرة وهي الانتحار بالقفز من مبني أو بالطعن بسكين.
خبراء النفس والاجتماع:الضحايا »‬مرضي نفسيون».. والأسرة »‬حائط الصد الأول»
ألعاب الموت تطارد الأطفال والمراهقين بين الحين والآخر أبرزها حاليا لعبة الحوت الأزرق، التي أثارت خوف الأمهات والآباء بعد ما أثير عن انتحار شاب بسبب هذه اللعبة. خطوة واحدة هي التي تفرق في هذه اللعبة بين الحياة والانتحار، مراحلها التي يتخطاها المراهق واحدة بعد الأخري تعطيه التحدي ليصل إلي مرحلة النهاية وهي تحدي الانتحار. خبراء علم النفس والاجتماع ارجعوا هذه الظاهرة، إلي التفكك الأسري والاضطراب النفسي لدي بعض المراهقين، في ظل غياب دور الاسرة والمؤسسات التربوية في المجتمع المصري، مؤكدين أن الفراغ الثقافي والادبي الذي يعاني منه المجتمع وغياب التربية السليمة للنشء وراء ادمان هذه اللعبة.
كتب مؤمن عطا الله:
يقول د. هاشم بحري استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن لعبة الحوت الأزرق، تستهدف مرحلة المراهقة بشكل أساسي، والتي يكون لدي الشاب فيها الشغف وحب الاستطلاع والمجازفة بشكل كبير جدا، تساهم في إدمان المراهق لسلوك المخاطرة في كل شيء حتي بذاته والانتحار، وقد يكون لديه سلوك إدماني، وتستنفد طاقة المراهق وجميع جهوده العقلية.
مراقبة العائلة
وشدد علي ضرورة مراقبة العائلة لابنها في هذه المرحلة، وأن يكون للدولة دور في منع وصول هذه الألعاب لهم ، ويوضح أن الالعاب الخطيرة ترفع نسبة الأدرينالين في المخ وهي مادة المخاطرة التي يفرزها الجسم ومن الالعاب التي تحفز ذلك مصارعة الثيران وغيرها ، لافتا الي أن تلك الالعاب تستهدف بصفة خاصة من يعانون من الاكتئاب بظن منهم انه يعمل علي تفريغ طاقتهم المكبوتة ، ويشدد استاذ الطب النفسي علي أن تماسك الاسرة يمنع ذلك مع زيادة التقارب بين الاباء والامهات والاطفال لان ذلك من شأنه المتابعة وملاحظة اي تغيير في السلوك وعليه فتتم معالجته أولا بأول دون اعطاء المساحة لأي مؤثرات تزيد من حدة التغييرات السلوكية العدائية ، مؤكدا أن المراهقين والمضطربين نفسيا هم الفئة الاكثر استهدافا من قبل الالعاب الاليكترونية ، مشيرا إلي انها عبارة عن تحديات وأوامر يوجهها القائم علي اللعبة وفي النهاية تطلب تنفيذ عمل خارق يصل الي حد ارتكاب الجرائم ، مشددا علي أهمية المراقبة والمتابعة من جانب الاسرة والتوعية بأهمية انتقاء المحتوي حيث إن المجتمع له دور في تنمية الدوافع العدائية لبعض الافراد في ظل التفكك الاسري وغياب المتابعة للاطفال.
ويؤكد أن اللعبة تبدو سهلة في البداية ولكن اللاعب ينتقل مع كل تقدم إلي مراحل أكثر خطورة تنتهي بالانتحار، هكذا يمكن تعريف هذه اللعبة ، مشيرا الي أنها مكونة من مجموعة أوامر تجعل الذي يمارسها يعتاد علي طاعة أوامرها تدريجيا، وتولد لديه حالة نفسية بالانكسار حتي يصل إلي تنفيذ المرحلة الأخيرة وهي قتل النفس ، موضحا أن الأسباب الرئيسية لانتحار مستخدمي اللعبة هي إدمان المراهقين للإنترنت، بشكل يحدث تغيرات كيميائية في المخ تتسبب في اكتئاب وقلق، بخلاف المشكلات الحياتية والضغط النفسي الذي يجعل الشاب غير قادر علي السيطرة علي نفسه ، موضحا أن هناك 7 أعراض لإدمان الإنترنت تتمثل في عزل النفس ، العصبية عند منع الإنترنت، رفض الخروج ، اكتئاب وقلق، قضاء ساعات طويلة لدرجة قلة النوم، إهمال الدراسة وقطع العلاقة بالأصدقاء.
ويضيف أن الجهاز العصبي للمراهقين لم يكتمل نموه حتي في سن 20 عاما ، لذلك يسهل التأثير عليه والتحكم فيه بشكل كبير بخلاف الكبار ، موضحا أنه عندما يستغرق الطفل فترة طويلة في مشاهدة العنف يتحول الأمر إلي مسلك منحرف ويجعله يؤدي نفس الدور دون النظر إلي العواقب ، وأن لعبة الحوت الأزرق تثير الحماس لدي المراهق الذي تسيطر عليه اللعبة وتأخذ منه كل الوقت، وتتسبب في عزلته عن الأسرة وحياته الشخصية، وإهمال دروسه وواجباته، فهذه اللعبة تمثل نوعا من الإدمان، وليس من السهل أن يتخلي الطفل أو المراهق عنها أو يتوقف عن اتباع خطواتها، فالمراهق لديه تمسك شديد ومبالغة كبيرة بما يريده وبرغباته التي لا يتنازل عن تحقيقها بسهولة.
أفكار وأضرار
يطالب استشاري الطب النفسي الاسرة بالحديث مع ابنائها حول اخطار وأضرار هذه اللعبة وأنها تسبب الأذي، موضحا أنه حال قيام المراهق بالمشاركة في هذه اللعبة وملاحظة تأثره بها وعدم القدرة علي الإقلاع عنها لابد من إمداده بالعلاج النفسي وإلحاقه بمركز للطب النفسي ويتم منعه من الموبايلات والكمبيوتر والإنترنت، مشير الي انه سوف يعاني في البداية من العصبية وقلة النوم والضيق والصداع باستمرار، لكن سيتم تجاوز ذلك في النهاية، لأن المراهق يعيش مع اللعبة بكل جوانحه، وتثيره الغيرة من تحقيق الآخرين مراحل متقدمة عنه ، وينصح بأن تلعب الأسرة دورا تربويا وتلاحظ جيدا تصرفات الطفل، وأن تقوم المدرسة باستكمال هذا الدور التربوي لحماية أطفالنا من خطر الانتحار.
ويتفق د.جمال فرويز استشاري الطب النفسي مع الرأي السابق ويضيف قائلا إن حالات الوفاة بسبب لعبة الحوت الأزرق في مصر تعتبر قليلة نوعا ما بالمقارنة بالدول الأخري في المنطقة خاصة الجزائر والمغرب ولبنان ، هذه اللعبة تعتبر من الألعاب الإلكترونية الخطيرة علي الأطفال والمراهقين ، لهذا يجب أن يأخذ الأهل الأمر علي محمل الجد ويحموا أبناءهم من هذه الألعاب ، مؤكدا أنه من الممكن أن تتسبب لعبة إلكترونية في تعريض حياة الأطفال للخطر، وحتي إلي دفعهم إلي الانتحار، لأن الطفل يندمج في اللعبة بشكل كامل مع مرور الوقت خلال اللعب ، موضحا أنه عند المراهقين يكون الأمر أكثر صعوبة لأنهم بالفطرة يميلون إلي روح التنافسية فيما بينهم، وكل مراهق يريد أن يثبت أنه أحق بالنجاح والفوز في أي شيء حتي لو كانت لعبة إلكترونية، مما يجعله ينصاع إلي أوامر مثل هذه الألعاب ، وللتصدي لهذا الأمر يجب علي الأهل متابعة سلوكيات أبنائهم، ومراقبتهم بشكل سليم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية، وعدم تركهم منعزلين في غرفهم طوال الوقت.
تهديد بالقتل
جانبها قالت د. سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن المسئولين عن هذه اللعبة يستطيعون كشف كل تفاصيل حياة القائمين بالتسجيل ومعرفة ميولهم وهل هم كاذبون أم صادقون لأنهم درسوا علم نفس والاجتماع بشكل جيد مما يسهل عليهم معرفة الشخص القائم بالتسجيل والسيطرة عليه بسهولة ، بالإضافة إلي أنهم يحصلون علي معلومات سرية من الضحية حتي يقوموا بابتزازه بها في حال تغيير رأيه والانسحاب من اللعبة، وتهديده بقتل أسرته ، مشيرة إلي أن المراهقين الذين يقومون بالتسجيل في هذه الألعاب، يكونون في أغلب الأحيان أشخاصا انطوائيين، أو لديهم ضغوط نفسية نتيجة وجود مشاكل أسرية ، فبالتالي يترك العالم الواقعي ويتجه إلي العالم الافتراضي، ولحماية الأطفال والمراهقين من الألعاب الإلكترونية الخطيرة، من الضروري مراقبة الأطفال والبرامج التي يدخلون عليها، وبالنسبة للمراهقين يجب متابعتهم بشكل غير مباشر فيما يستخدمون من برامج علي موبايلاتهم، وتوجيههم وإرشادهم.
وحذرت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس من لعبة الحوت الأزرق علي كل مستخدميها ، موضحة أنه عندما تفقد الأسرة الدور الحقيقي للأب والأم، يصبح الأبناء في جانب آخر، مما جعلهم يتعرضون لثقافة أخري عكس ما تربوا عليها ، والأولاد في بعض الأحيان يتعرضون لتنشئة اجتماعية غير سوية بسبب الإنترنت والعوامل الخارجية ، وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ان الثقافة المصرية تعاني من أنيميا حادة من حيث الفراغ الثقافي وانعدام دور المؤسسات التربوية في توعية النشء وبنائه، لافتة الي أن هذا يؤثر علي الشباب لانه لا يجد ما يسد فراغه فيتجه إلي الالعاب الاليكترونية.
ويفسر د. يحيي الرخاوي استاذ الطب النفسي بالقصر العيني اتجاه الشباب الي الانتحار قائلا : ان الانتحار لا يعتبر مرضا في ذاته، الانتحار هو الموت اختيارا، سواء كان هذا الاختيار بسبب أو بغير سبب، سواء تمّ ذلك بإفناء الجسد أم بالتسليم الساكن والدوران في المحل ، قرار الانتحار العميق »‬بدم بارد»، لا يحول دونه إلا أن تحب الناس، وأن تتلقي حبهم، لا يكفي أن تعلم أنهم يحبّونك، ولا يكفي أن تمارس الحب بكل مستوياته، بل لا بد أن تعيش هذا »‬التلقي» بكل لحمك ودمك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.