بعد مضي ما يقرب من مائتي عام علي وفاة جين أوستن في سن مبكرة نسبيا"41 عاما"، وإرجاع السبب في ذلك إلي إصابتها بعدد من الأمراض، بداية من متلازمة إديسون، وانتهاء بالسرطان، كشفت ليندساي آشفورد كاتبة رواية "الجريمة بالصدفة" عن احتمال جديد لوفاتها وهو التسمم بالزرنيخ. تبدأ الحكاية قبل ثلاث سنوات حين انتقلت آشفورد للعيش في قرية شوتاون، مقر إقامة أوستن، حين شرعت في كتابة رواية جديدة، حيث عثرت في مكتبة أخيها"إدوارد علي مجلد قديم يحتوي علي خطابات أوستن، تضمن خطابا يحتوي جملة كتبتها أوستن قبيل وفاتها بعدة شهور كتبت فيها: "أنا الآن أفضل كثيرا، فقد بدأت حالتي تتحسن نوعا ما، بعد أن كانت سيئة بما فيه الكفاية، وتبقع لوني بالأبيض والأسود وغيرهما من الألوان"، وحين بدأت البحث في التقنيات الحديث للطب الشرعي والسموم حول تلك الأعراض، اكتشفت أنها ترجع إلي التسمم بالزرنيخ، وبعد فترة التقت بالرئيس السابق لمحبي جين أوستن في أمريكا، الذي أخبرها بإجراء تحليل لخصلة شعر جين أوستن، كان زوجان أمريكيان حصلا عليها من مزاد سنة1948، وجاءت نتيجة التحليل ايجابية. تقول آشفورد: "بعد بحث أعتقد من المرجح أنها أعطيت دواء يحتوي علي الزرنيخ"، وأضافت أنها تتعجب من أن أحدا لم يلتفت لهذا الاحتمال، حيث كان الزرنيخ يدخل في تركيب بعض الأدوية، إلا انها في روايتها الجديدة "الموت الغامض للآنسة أوستن" كشفت عن احتمال قتل الأديبة قائلة: "لا أعتقد أن القتل أمر مستبعد، خاصة أنه بعد البحث في خلفيتها العائلية، وجد أن هناك الكثير مما لم يكشف عنه النقاب، و يمكن أن يصبح دافعا للقتل، ففي أوائل القرن التاسع عشر كان الكثير من مرتكبي جرائم القتل بالزرنيخ يفلتون من العقاب، لعدم اعتماده سلاحا للقتل، بسبب عدم تطور طريقه اكتشافه من رفات المتوفين". أما البروفيسور جانيت تود محررة طبعة كامبريدج لرواية جين أوستن فقد أكدت أن احتمال القتل وارد بقولها: "أشك كثيرا أن تسممها جاء عمدا، فهو احتمال بعيد، فقد تكون قد تناولته كعلاج للروماتيزم، إلا أن موتها المبكر كان شيئاً غاية في الغرابة، لسبب لم يدركه أحد في ذلك الوقت"، وعبرت عن رغبتها في خضوع رفان أوستن للتحليل، إلا أنها تتفهم جيدا عدم تحمس البعض لتلك الفكرة.