جرافيتي II أحبُّ المدينة بصحبة فتاة تهب البركة لشوارعها الخالية من الأحداث. في سبيل هذه المدينة شتمتُ مروِّجي الشائعات، وقلت عنهم حمقي.. لا يعرفون شيئاً عن جمال نهديها والعطور التي تفوح بين وركيها. أجزم إذا قلت إنها المكان الخفي لآدم في رحلته للوصول إلي فرج حواء. *** محادثة تليفونية مع مارلين مونرو أحبك يا سليلة العاطلين عن العمل. أحبك جالسةً أمامي، في نفس المقهي علي طاولات عديدة. أما آن لي أن تعتليني بأسنانك الأقرب إلي أسنان غيمة؟ يا ابنة ليل أكبر من قصيدة بورنو. أراك من مكاني نقطةً بعيدةً، تدوسها الأقدام في تقاطع شارع وميدان. وحيدةٌ متروكةٌ ليلاً... ولم أشك مطلقاً كونك بطلة وقديسة. لا تصلحين للخرتيين الذكور حاملي الأكمام البيضاء. أحبك وكفي يا صديقتي. أتخيلك تمشين هنا والآن، في هذه المدينة التي لا أذكر منها سوي حلم. حلمت بك سمكة تشيخ في زاوية المقهي المملوء بالماء البارد. كلُّ ما حولك ثابت، ليس مسموحاً بالضجيج لأحد سواك. حلمت بك عجينة لمدينة من ثلاثة طوابق، ضاعت مفاتيحُها... واعتقد الشجعان أنها ملك للجميع، فناموا وحلموا بالخلاص. وبنْوها غداً عشاً للعصافير الطليقة. آكل وجبة أرز ساخنة، وأتأملك في زيّ بهلوان نائم علي حافة الشبّاك. ألتهمك عارية.. أنا وأنتِ في سرير واحد. لا باب ولا نافذة نري منهما الخارج، وكلُّ ما أتمناه أنْ أغلق فمي علي خلاعتك.. وأمضغها بتأنٍّ. ثم أهرب من أمامك، وأغوي مدينة عرفت أنك نائمة في جوفي. مدينة لا تغازل اليأس، ولا تكره أصحاب الظهور المقوسة الذين يدخلونها منحنين. هل المدينة شجرة أم موسيقي صاخبة أم فتاة تنادي فتاها مفتول العضلات: «خذني في الحديقة علي إيقاع جرعة هيروين خام». اسمك يا مارلين يتردد بوزن زائد في أذني. تعويذة الفأر أنا الفأر.. رأس صغير وذيل، وما بينهما من كتلة لحم درامية. صندوق قمامة هو فمي. أريد أن أرحل بعيداً لأتكلم: «من قال إنّ الفئران ليسوا وعاظاً كاذب كاذب». سمني ما تشاء: معقد.. متعال.. منحط، ولا تهرع إلي مقبض الباب. نحن في حاجة إلي طغاة أكفاء. كنتُ فأراً صغيراً أقلّدُ وجوه وحيوات آخرين أحياء. أصبحت في منتصف العمر أقلّدُ شيخوختي. أمشي ببطء.. أفرح ببطء. يذكرني وجهي في المرآة بفأر آخر بلا أصدقاء. لا أعرف متي وكيف متُّ. كلُّ ما أعرفه أنني كنتُ أسهم في تطوير معني أن أكون قواداً؛ أغازل الجميع ولا أكره أحداً. أنا الفأر أحدثكم من الحفرة ذاتها التي في منتصفها باب. مكتوب حيث دربتني يداكِ الأجنبيتان كيف أتفادي اليأس وأربي الأمل. أكتب إليكِ حاملاً حياتي الملتوية فوق ظهري، كأنني شبكة ل صيد الفئران. ألا توافقيني الرأي أنني علي ما يبدو- لم أكن سوي قمر الليل داخل جوفك المليء بالقاذورات. وكانت (لا) الحقة يفصلني عنها البيت والشجرة وبلد أنساه. لذا تضاعفي ضدّي علي مدخل البناية خارج الباب. أنا خادم ردفيك. آكلهما جائعاً وأدللهما مثل طفولة لا تعطلها لغة وإشارات. كلما مرت في خاطري رائحة ثمرة الجوافة المنتشرة علي شاطئك.. أهتاج وأتلفت حولي حاملاً بؤسي من غيابك. أنتِ كاتبة أغانٍ حقيرة. جلبت لك الشهرة بين صديقاتي. قلت لكل واحدة منهن حكايتك وأضفت أكاذيبي. أكره الكلب عندما يموت الكلب قد أجد شيئاً جديداً أقوله للأطفال، بدلاً من الجملة الفعلية المعتادة: «احذروا الكلب». ستتسع مساحة الكلام للحب، وسأنتبه أن ثمة كلباً قابعاً داخلي يأكل حاسة اللمس. عندما يموت الكلب سأنزع خصيتيه، وألعب بهما كيفما أشاء. ستظهر روحي الفردية ويتقاعد الخوف. أحلام محلية لا بدايات بين رجل وامرأة، ولا نهايات أيضاً. كلُّ خطة موضوعة في رأس أحدهما لا تقول الحقيقة... حتي لو كانت هناك كشَّافات مضاءة علي أفكارهما لحظة الوصول إلي نفس المكان. يبدأ الرجل بالتلعثم في قص حكاية عن ماضيه التعس. وتمضي المرأة في ركنها نائمة تحلم بمستقبلها. يدق الباب فيتحول الرجل إلي فأر بينما تصير المرأة لبؤة تزأر في عرينها: «لا تخف» تقول المرأة.. «أنا ملاذك من الخارج فاذهب وافتح باباً لغدك». صلاة عربة الجنس يوماً ما سأجلس وجهاً لوجه مع الله، وسأخبره بأنني أحبه. سأخبره بذلك أيها الصامتون أشباهي، وسأبلغه منكم اسماً اسماً السلام. في الحقيقة يا إلهي.. أنا مذعور من الضياع في قلب امرأة شهية؛ لا تؤمن إلا بنفسها وحركة الناس الصباحية. تناديني.. قم يا رجلاً ليس مفتول العضلات، وأهتف بحياتي. يا ابن أمٍّ تهب الفراغ صفة البيت في تمام العزف علي آلات البناء.. لا تكن عدمياً ولا تؤمن بالطريق الترابية للمقبرة. أنتَ راوي المدينة، وحارس جسدي، شرقه وغربه. صنعت لي أغاني تتحرك علي كل لسان.