[email protected] الاستخدام السياسي لكرة القدم فعل يومي، الكل حريص علي توظيفه لحسابه الشخصي، الأمن يواصل مطاردة (الألتراس) كبلطجية، تكدّر الأمن العام، وتحول الثورة السلمية إلي ثورة عنيفة لا هم (بلطجية) ولا هم ( ثوار)، لا هم خارجون علي القانون، ولا هم قطاع طرق، ولا مسجلو خطر، ولا عصابات، ولا هم أيضاً طليعة ثورية، تحلم بالتغيير وتسعي لتحقيقه، ليس لهم انتماء صريح أو موقف سياسي واضح، ولا هم مهمومون بالوطن ومشاكله وأحداثه، هم فقط مشاعر جارفة عاصفة، ومنفلتة، كل ما يشغلهم الهوس بكرة القدم، والتعصب لفريقهم الكروي، ومتابعته في كل مكان.. (الألتراس) ساكنو المدرجات الخلفية، مبتكرو الشعارات والأغاني الحماسية من أجل فريقهم، الجنون الذي يشعل المدرجات، الجماعة التي تتبع هواها إلي آخر مدي، العشاق المولعون بالنار والشماريخ، ولاشيء آخر، (هم حريصون علي تأكيد ذلك) السياسة لا تشغلهم، ولا تعنيهم، ولا يحملون أفكاراً اجتماعية، أو أحلاماً بالتغيير، ليس سوي كرة النار التي يحملونها في داخلهم.. الألتراس تحوّلوا تلك الأيام إلي ظاهرة خاصة، (مدانة) لدي البعض (وثورية) لدي البعض الآخر، وفي الحالين يقوم الجميع باستخدامهم، استخدام عدائهم التاريخي مع رجال الأمن وقوات الشرطة، استخدام قدرتهم علي حشد الحشود، وطاقتهم علي الكرّ والفرّ.. الثوار أيضا يستخدمونهم، يطالبونهم بالنزول معهم إلي التحرير، والاستفادة بخبراتهم الطويلة في التعامل مع الأمن وإنهاكه، وهو ما حدث بالفعل إلي الحد الذي اعتبر البعض أن الالتراس أحد العناصر الأساسية والمؤثرة في حماية الثورة المصرية، خاصة دورهم أثناء موقعة الجمل، وأحداث كوبري قصر النيل.. الألتراس ظاهرة كروية ليس أكثر، لكن كرة القدم ومنذ زمن بعيد، تحوّلت إلي فعل سياسي محكوم من خارج المستطيل الأخضر، حيث الجالسين في المدرجات هم المسيطرون بالأساس علي المباراة، حيث الجالسين في المكاتب المكيّفة، في البورصة، في الشركات الكبري، رجال الصفقات والسماسرة، مافيا السوق والإعلانات والميديا هم الذين يديرون المباراة ويخططون لها، رجال السياسة قبل كل ذلك ومنذ زمن بعيد، اكتشفوا أهمية كرة القدم في إلهاء الجماهير عن جرائمها وسرقاتها، أهميتها في تمرير خطابهم السياسي ومشاريعهم وأغراضهم.. الاستخدام السياسي لكرة القدم فعل يومي، الكل حريص علي توظيفه لحسابه الشخصي، الأمن يواصل مطاردة (الألتراس) كبلطجية، تكدّر الأمن العام، وتحول الثورة السلمية إلي ثورة عنيفة.. والقوي السياسية تدفع بهم إلي ساحة السياسة عنوة، في محاولة لتثوير التشجيع الكروي، ومنحهم شرف حماية الثورة وصيانتها، حالة من التوظيف المتعمد لحشودهم وطاقتهم ولياقتهم في التعامل مع الأمن، بينما هم لا حول لهم ولا قوة، هم محض مشاعر منفلتة، حب مجنون، خارجون إلي لا شيء،غضب عاصف، ريح محمومة، ربما تنتظر الفكرة والموضوع!!