في إطار الأنشطة الأدبية والثقافية التي ينظمها مركز الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب، ومختبر السرديات بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، قدم مجموعة من الباحثين الأسبوع الماضي، يوما دراسيا بعنوان "دراسات في الأدب والنقد". بدأت فعاليات اليوم بكلمة الكاتب والناقد شعيب حليفي نوه فيها بمجهود الباحثين، وأشار إلي أن الهدف من مثل هذه اللقاءات أنها تساهم في إثراء البحث المعرفي والفكري و الأدبي في إطار انفتاح البحث علي الثقافة بكل أشكالها وعلي قراء متعددين ينتمون إلي المحيط الثقافي. أدار الشريشي لمعاشي اللقاء تاركا الكلمة للباحث عبد الغني الحميدي الذي تقدم بورقة حول كتاب "ترويض الحكاية" للناقد شرف الدين ماجدولين، مؤكدا علي أن هذا الكتاب يقدم دراسات نهلت مواضيعها من التراث العربي، ويتأرجح موضوع هذه القراءات بالأساس حول أجناس أدبية من قبيل "السيرة الشعبية"و"الرحلات" و"الأخبار" و"المرويات"و"النوادر" وقد استهل الناقد شرف الدين ماجدولين- حسب رأي الباحث- عمله بالجانب النوعي مع كل من النقاد سعيد يقطين حول السيرة الشعبية وحسن محراوي في المرويات الشفاهية و محمد مشبال حول موضوع النوادر، قبل أن ينتقل إلي الجانب الموضوعي المنفتح علي مختلف الأجناس الأدبية مع النقاد عبد الفتاح كيليطو في موضوع اللغة و نور الدين أفاية انطلاقا من مقولة الآخر وموضوع الجسد مع الناقد فريد الزاهي. الورقة الثانية قدمها الباحث نبيل لهوير حول كتاب" صور العنف في الرواية الجزائرية" للناقدة سعاد عبدالله العنزي (الكويت) وعرض محتوي الدراسة في بابين، حيث تطرقت الدراسة في بابها الأول لموضوع مدارات السرد ثم تجليات الخطاب الروائي من خلال ثلاث تقنيات ( العنونة التناص الصوت السردي ). وحول كتاب" صورة الآخر في الخيال الأدبي" لتوني موريسون (ترجمة محمد مشبال)، تحدثت الناقدة حسني كرون، و قد تمحورت هذه الدراسة حول القضايا الجمالية و الصورة مع التركيز علي اللون الأسود، في جميع أشكاله من لون بشرة أو بقعة علي اللوحة أو حتي لون ظلال، وقد استهلت الباحثة قراءتها بتوضيح فكرة أساسية، مفادها أن هذا الآخر ليس هو الأجنبي، بل الآخر الذي له نفس الانتماء: أي داخل نطاق الأمة، لكنه من أصل أبيض، أي ذلك الشخص الموسوم بالبياض، و هنا يتولد الصراع الروائي و ليس الصراع السياسي أو الإجتماعي ويتجلي في محاولة العثور علي جواب لسؤالها الذي كان يتعلق بصورة الآخر و قدرته علي التأثير في صورة الرواية. بعدها تحدثت الباحثة آمال الحسيني عن كتاب "مرآة الغريبة" للناقدة شهلا العجيلي (سوريا)، فقدمت قراءة في عنوانها حاولت فيها الإشارة إلي العلاقة بين المرأة والمرآة علي مستوي الدوال والمدلولات، لتري المرأة انعكاس صورتها داخل القارئ. الورقة الأخيرة جاءت تحت عنوان "الكتابة بين سؤال النقد و جواب الإبداع " تحدث فيها الباحث سمير ملاح عن كتاب الناقد نبيل حداد( الأردن) " الكتابة بأوجاع الحاضر"، متوقفا علي فعل الكتابة باعتباره محفزا قويا يتيح فرصة الخروج من الحيز الضيق و التطلع إلي ماهو إنساني شامل.