تشارلز دىكنز احتفالا بالمئوية الثانية للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز، تقرر إطلاق جميع أعداد مجلته الأسبوعية علي شبكة الإنترنت، ما يتطلب إعادة مراجعة حوالي ثلاثة بلايين كلمة، الأمر الذي يشكل عقبة أمام الأكاديميين الذين يعملون علي قدم وساق للانتهاء منها قبل الموعد المحدد في 7 فبراير القادم. بدأت الحكاية في سنة 1850 عند صدور أول عدد لتلك المجلة والتي حملت عنوان"كلمات مألوفة"، ثم كان علي ديكنز تغيير عنوانها إلي"جولة طوال العام"، بعد أن استغني عن ناشره، ليتولي هو إدارتها بنجاح منقطع النظير لعشرين عاماً، ظل القراء خلالها ينتظرونها بشغف كل أربعاء، ليس فقط بسبب تقديمها ريبورتاجاً حياً لأحداث تلك الأيام، بل لاحتوائها علي حلقات مسلسلة من روايات ديكنز. تشرف علي مشروع الرقمنة الأكاديمية الحديثة بجامعة بيكنجهام، وقد وجهت الدعوة للمتطوعين للمساعدة في الانتهاء من الترقيم الإليكتروني لجميع أعداد المجلة التي يبلغ عددها ألف ومائة وواحد، حيث يتوقع لها استعادة شعبيتها الجارفة التي كانت عليها خلال صدورها في العصر الفيكتوري حين بلغ توزيعها 300 ألف نسخة في العدد الواحد، حتي أن الممثلة المعاصرة لها إلين تيري وصفتها في مذكراتها بأنها: "الشيء الوحيد الذي يدفع داخلي مشاعر الحنين إلي لندن«، كما يمكن فهم كيف كان معاصروها يجتذبهم كل ما هو جديد، من مشهد الأولاد وهم يتسابقون في الشوارع للحصول عليها، كما لو كانوا في انتظار الإعلان عن الفائز النهائي في مسابقة ما، فضلاً عن الإقبال المنقطع النظير عليها في جميع أنحاء العالم". المشكلة التي تواجه ترقيم المجلة حالياً هي أنه عند تصوير الصفحات إليكترونياً تطير بعض الكلمات سهواً، ولا يمكن تدارك ذلك إلا بمراجعتها بالعين البشرية، ما يحتاج وقتاً وجهداً كبيراً وهو ما يشكل عقبة أمام الإنتهاء منها في الموعد المحدد،لاأو كما أعلن الدكتور جون درو كبير المحاضرين بجامعة باكنجهام قائلاً: "نحن لم ننجز سوي 15٪ من العمل الأرشيفي فقط، حيث نستعين بطلبة الدراسات العليا والأكاديميين، و بعد نشر نداء لمتطوعين في جريدة الجارديان البريطانية تقدم الكثير منهم و استطعنا حتي الآن انجاز 20 بالمائة". كانت تلك المجلة تلقي احتراما هائلا من القراء، فبالإضافة لاحتوائها علي أجزاء مسلسلة من روايات مثل"الآمال الكبري"، و"شمال وجنوب"، و"أوقات صعبة"، وغيرها، تحتوي علي الشعر، والتحقيقات الصحفية، وأدب الرحلات، والعلوم، و التاريخ، والتعليقات السياسية، وأيضاً تفاصيل تاريخية دقيقة، ولهذا يمكن اعتبارها تسجيلاً حياً للمشاكل السياسية والاجتماعية في العصر الفيكتوري، ومصدراً هاماً للكنوز الأدبية من أعمال أدباء من أمثال ويلكي كولينز، واليزابيث باريت براوننج، وجورج سالا، وإليزابيث جاسكل. كما كشف ذلك المشروع لأول مرة عن موهبة مجهولة لشقيق ويلكي كولينز و يدعي تشارلي، والذي كان يكتب في المجلة تقارير إخبارية من قلب الأحداث في غاية الحيوية والتميز، وكان متزوجا من ابنة ديكنز، وساهم بكتابة معظم مواد المجلة خلال العشر سنوات الأولي، كما بدأ ديكنز نفسه عمله الصحفي كمراسل برلماني في تلك المجلة، واستمد شهرته الممتدة حتي العصر الحديث من كتابة رواياته لجمهور مجلة واحدة.