الوقت متكوّمٌ بينما أنا متكئٌ علي سجادة محروقة الحواف تدغدغ إبطي الأيمن الذي خدل تماما من فرد كتفي إلي أقصي اتساعه، قلت الوقت متكوم وأنا أعرف أنه هو، دون كينونة ملموسة أو مرئية، فقط رائحة زنخة انحشرت عند الزاوية الوحيدة الواضحة في غرفة بلا معالم تقريبا ولا أول يظهر لها ولا آخر- إلا الزاوية المخنوقة بهذه الرائحة و برصٌ يقترب بحذر (كان ذيله صلبا لا يتحرك حركاته العصبية العشوائية كما اعتدت ) أري عيني البرص ناتئة واضحة التدوير وحدهما خارج جسده الذي يتحول إلي الأسود كأنه يتسخ- أتذكر سامية جمال فجأة فتظهر لي شارون ستون في لحظة نشوتها الجنسية في فيلم غريزة أساسية ، فأتقزز ولا ينتصب عضوي الذكري تتضح معالم الغرفة بعد فشل عضوي في الانتصاب ممتدة بطول لا نهائي وعرض ضيق جدا يكاد يمتد بطول قامتي إذا استلقيت علي أرضيتها الزلقة بلزوجة تشبه البلغم
الموناليزا تمارس العادة السرية بهدوء بسمتها الشهيرة، يدها تتسلل من جيب يبدو مرتجلا علي عجل- فوق فرجها تماما، تبكي لما تصل إلي نشوتها، وأضحك أنا حتي يختلط ضحكي بشخر متقطع تقع معه أسناني دون أن أتألم فأجمعها وأصنع عقدا أهديه للموناليزا، فتلعقه ببطء شديد حتي يسيل الدم من لثتي العارية من الأسنان، فينادي علي أخي الصغير ويعاتبني علي أمر لم أستبنه، أخلع ملابسي ببطء شديد فينسلخ جلدي عني وأشعر بخجل شديد من دمي المتماسك داخل لحم جسمي المفتت، أدخل لأستحم فيغلبني النوم.
أجلس علي طاولة في مقهي باريسي كما أراه في الأفلام مع أحمد لطفي السيد وميجان فوكس يتغازلان بفجاجة أداء الأفلام المصرية الأربعينية- هو يتحدث بعربية رصينة وصوت عميق وهي تنظر إلي فمه بتشهِّ فاضح ، ويضع كل واحد منهما يده علي فخذيّ، أسبهما بأميهما فيقول لي لطفي السيد: أنا ليبرالي يا روح أمك ولا هايفرق معايا طولة لسانك، تعالي يابت هنا، فيمزق عنها ملابسها في حركة واحدة مثل استعراضات بيوت التعري، ويخرج عضوه الذي كان ضخما جدا- ويدخله فيها دفعة واحدة، فأزغرد دون إرادة مني، وتتفتت ميجان فوكس تماما لحظة قذف العضو الهائل منيه ويتطاير في كل أكواب القهوة في المقهي ، كأنه مدرب علي هذه الفعلة، أقيء فأنحف جدا ويتضخم عضوي جدا فيربت عليه لطفي السيد ويقبلني في فمي.
أتأهب للقَصاص من جنة تكوّرت في قبضتي اليسري، تشاءمت -علي إثر وجودها في يسراي- من كل جنة،ولم أندهش من تقطيبة حاجبي فتاة مرت أمامي سريعا،تشبه جواري ألف ليلة وليلة اللاتي تخيلتهن،أفتش في جيوبي ما يخمد تعب الجنة المنكمشة،فلم أجد أصبعي الإبهام والسبابة،والخنصر قابع في المنتصف،أجد جيبي الأيمن واسعا كأنه خبأ جنة اليسري قبل ذلك،أحاول أن أنقل الجنة من يد لأخري فلا أقدر! دقّقت النظر في الجنة فوجدتها مثل غابات الأمازون كأنها صغرت وصارت تفاصيلها العظمي منمنات والصغري مجهرية..لكن صوتها كان واضحا جدا وصوت خرير الماء يحرق أحشائي بالعطش..دققت النظر أكثر فمرق جانب أذني اليمني ما لم أسمعه باليسري..سمعت صوتا كأنه لجارية مرت سريعا تقول لي:الشجرة حرث صخري خدّاع،والعطش تمامُه..تلفّت فلم أجد أحدا،حككت مؤخرة رأسي بخنصر المنتصف فاكتشفت أن رأسي مجدبة من كل شعر غير أفعي قضمت الخنصر،أعياني كمّ الزحام الذي يتراص ولم أعٍ للأجساد التي ارتميت عليها وأغمضت عيني أفتح عيني علي رائحة تتكدس حول أنفي،أتحرك للأمام قليلا فتختفي الرائحة،فأرجع لأجد الرائحة قد اختفت وأري أباريق مهشمة جانب رؤوس سليمة لكن دون أجسادها،وأنظر تحتي فأري أجساد بشرِ وغزلان وفئران وضباع منتنة -وحدها الضباع كانت منتنة- فلم يرعني شيء من كل هذا وبحثت عن أثرِ لأي شيء أمسكه فأحيط بأي شيءٍ،فلم أجد فحاولت أن أغني..غنيت ليالي الأنس في فيينا..فاشتعلت الأباريق المهشمة وتكاثف الدخان وصارت رائحته مثل الرائحة التي افتقدتها منذ قليل،علا صوتي وازداد الدخان، ثم صمتت فجأة فاختفي كأنه لم يكن واختفي كل شيء غير إبريق وحيد مدقوق العنق واقف وممتلئ بسائلِ يشبه النبيذ،لما رأيته تذكرت أني عطشان فشربته دون أن أنظر،كان مرا ولاذعا ،حاولت أن أتقيأ فكان حلقي يزعق -دون قصد مني- والسائل يخرج من عيني أخضر وأراه..يخرج من عيني وأراه..تكوّم السائل وأنا ألهث أراقبه فيتشكل ويكوّن كلمتين:العالي زهوك..أنظر أمامي فأري تلة منخفضة قليلا لونها يميل إلي الزرقة الداكنة،لمستها فوجدتها صلبة ذات قمة لزجة كالهلام،لمستها بيدي اليسري الوحيدة الباقية علي حالها،تذكرت جنتي فوجدتها في جيبي الأيمن ولا أدري ما الذي أرجعها فيه مكتومة الصوت كانت وسوداء بكل تفاصيلها التي رأيتها قبلا ..ألقيتها فزحفت سريعا إلي جيبي الأيمن ،ثقبت جيبي والتصقت برجلي اليمني وتحركت ببطء شديد،أنزلت بنطالي وجلست أراقبها مستمتعا بالدغدغة دون رهبة.