أحمد فؤاد نجم موقع إسرائيلي ينشر مقالة مطولة بالعبرية عن الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم ودوره في ثورة 25 يناير. المقال كتبه الشاعر الفلسطيني تامر مصالحة، والذي يعمل بالترجمة من العربية إلي العبرية، ونشره في موقع "هاعوكتس" الإسرائيلي. وفي نهاية المقال قام مصالحة أيضاً بترجمة قصيدة نجم "شيد قصورك" للعبرية. يبدأ مصالحة مقاله بافتراضه الخاص: "الثورة بدأت بالشعر، لا بالإنترنت. قبل اختراع الشبكات الاجتماعية بكثير، علّم الشاعر أحمد فؤاد نجم مصر أنه علي التحرر الوطني والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية السير كتفاً بكتف مع الحرية والديمقراطية.. دقت ساعتنا وابتدينا". يعارض مصالحة في بداية مقاله النقاش الدائر حول فضل الإنترنت في تفجير الثورات العربية، ويراه حديثاً عنصرياً يأخذ العرب وفقا له دوراً سلبياً، ويصبحون بمقتضاه مجرد متلقين للتكنولوجيا، وبالعكس، فهو يري أن أي ثورة في التاريخ تبدأ بالقصيدة، ليس شرطاً أن تكون قصيدة بعينها، وإنما القصيدة في عموميتها التي تؤدي لعدم الارتياح للوضع القائم، ومثاله الذي يستخدمه هو قصائد أحمد فؤاد نجم. يشير للألقاب التي تم إلصاقها بنجم، مثل "الشاعر قليل الأدب" كما أطلق عليه السادات، "شاعر السطوح"، "شاعر اليسار"، "شاعر الحشيش"، أو "أبو الأمة ونبيها"، ولكن الناس يطلقون عليه ببساطة، كما يقول الكاتب "عم احمد". وهذا هو عنوان المقال: "عم أحمد لا يملك حساباً علي تويتر". تسرد المقالة تاريخ حياة نجم، منذ مولده عام 1928 بالشرقية، وسفره للزقازيق حيث عرف عبد الحليم حافظ، ودراسته السياسية في السجن، حيث انضم لدوائر اليسار العربي وبدأ في نشر قصائده، وانتقاله إلي حوش قدم بالجمالية. "منذ بداية طريقه كان نجم شاعر الهامش، ركل وأهان باسم الإنسان المصري البسيط كل من رآه مسئولاً عن وضعه الحالي". شعره النقدي يتوجه ضد أربعة عناصر، كما يقول مصالحة: نقد السلطة، وبالتحديد كل ما يتصل بالقمع وغياب الحرية، والنقد ضد عدم العدالة الاجتماعية، والفقر والاستغلال، ونقد ضد التخلف الاجتماعي والاقتصادي ، بالإضافة إلي نقد الغرب والتبعية للغرب، وتدخل في هذا الإطار أيضا انتقاداته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. "لقد فهم نجم في قصائده ما فهمته القومية العربية بعد تجربة مريرة دامت لخمسين عاما. فهم أن التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية، عليهما السير مع الحرية والديمقراطية. وهو الدرس الذي لم يبدأ في البروز لدي اليسار إلا بعد فترة السادات والإخوان المسلمين ومبارك، كما بدأ في البروز لدي رجل الشارع. لا يمكن الفصل بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية". ويختتم الشاعر الفلسطيني مقاله بالقول: "نجم هو نبي الثورة. هو الثورة نفسها، ولكن أحداً لن يفهم هذا، ولا حتي هو ذاته". جدير بالذكر أن هذا لم يكن أول مظاهر اهتمام بعض الإسرائيليين بالشاعر المصري الكبير، فقد سبق وتم ترجمته قصائده في عدد من المجلات المستقلة، مثل "معيان" وغيرها.