خرجت الفرنسيات، الشقراوات، اللواتي قال عنهن عدد كبير من شهود العيان، بأنهن جميلات، حسناوات، بعيون زرق مثل المحيطات، وشعر منسوج من شعاع القمر والشمس، خرجن سافرات إلي شوارع المدينة صباح اليوم، فيما كان يتطاير شعرهن مع نسيم هواء حارق، وتلتصق ثيابهن بأجسادهن بسبب الرطوبة. وقد علمنا من مصادر موثوقة أنهن قد خرجن سافرات من مضاجعهن الكائنة في المجمعات السكنية التي باتت وكأنها معسكرات محصنة، أو سجون محروسة، أو مناطق منبوذة طبيعية، تهدف إلي إبعادهن عن باقي المجتمع المحافظ، المستقيم، الرصين، النقي. قالت التقارير إنهن قد خرجن سافرات لأول مرة في تاريخ المدينة احتجاجاً علي إرغامهن أن يلبسن غطاءين من قماش أسود اللون: أحدهما لشعرهن والآخر لأجسادهن، واحتجاجاً علي التدخل في حريتهن الشخصية في الظهور سافرات، كما تسمح لهن عادتهن وتقاليدهن ومذاهبهن في بلادهن. وفي محاولة للحفاظ علي أمن الدولة، قامت السلطات الرسمية بإرسال وحدات الأمن إلي الشوارع، وفرض حظر التجول علي الرجال، بغية حمايتهم من التعرض لمخاطر جسيمة إثر العبوات التفجيرية الأنثوية التي تهتز في تظاهرة نسوية لم تشهد شوارع المدينة لها مثيلا، وأيضاً لحمايتهم أي الرجال من دعوات الإثم الذي تحمله المتظاهرات داخل خصيلات شعرهن، وفي أريج عطوهن، وحفيف خطواتهن، التي بدأت تتكاثر وتغزو أكثر الشوارع ضيقاً وصغراً في المدينة. إلا أن بيانا رسميا أدلي أن وحدات السيطرة علي الأمن فقدت السيطرة كلياً أمام شرارات حرف النون، وانتشارها وباء فتاكا يقتحم أنوفهم، وحناجرهم، ومساماتهم، ويدغدغ لحاهم المنكوشة، ويتخلل عبر ثغرات ضعفهم. كما تسللت شرارات النون عبر نوافذ، وأبواب، وفتحات البيوت الدقيقة، لتصل إلي رجال المدينة المحظورين من التجول، فعلت الصلوات، والأدعية، خوفاً من هذا الشر الذي يهز النفوس، ويضعف العزيمة، رغم مضاعفة إحكام إغلاق العين، والأنف، والفم، والعقل .. وفي قرار عاجل أعلنته القيادة العامة، فوضت قوات الأمن باستخدام كل ما تملك من أسلحة مقاومة الشغب، والتجمعات غير القانونية، والمظاهرات غير الشرعية (كتلك التي لا تقف خلف مواقفها، أو تبادر بها، هيئات الدولة الرسمية). وقد شملت معدات مقاومة هذه التظاهرة التي استهجنها واستنكرها كبار الدولة، خوذات منع البصبصة ذات الغطاء الداكن للوجه، وأدرع خاصة تحمي أجساد القوات من أي تلامس عن قصد/من غير قصد، وملابس وقائية تحول دون الاحتكاك المباشر وغير المباشر، بالمتظاهرات، فيما استخدمت وحدة الردع الخاصة معدات ضخ المياه القوية، التي تهدف إلي تشتيت التجمعات. وقد بلغنا أن الذي حدث علي أرض الواقع هو أن قوات التحالف (من شرطة وأمن ودفاع مدني)، لم تتمكن من مقاومة المقاومة, فقد وقف رجال الوحدات في حالة انبهار، وشبه انهيار تمام أمام تلك الحشود الناعمة، المتدللة، المدللة، المتدلية، حيث كانت نتيجة رشهن بالمياه زيادة تبلل فساتين المتظاهرات الرقيقة والتصاقها المبالغ بأجسادهن، وتبلل شعرهن الحريري، وازدياد لمعان بشرتهن اللؤلؤية. كما تسبب ضخ المياه بقوة في تعثر النسوة، ووقوعهن بعضهن فوق بعض، فتعرت أعناق، وزنود، وسياقان، فظهرت، علي لسان عدد أكبر من شهود العيان، ظهرت الممشوقة، والنحيلة، والممتلئة، والبضة، وغيرها من الأوصاف التي ربما كانت بعدد المتظاهرات، وقد شلت تماماً جميع أعضاء قوات التحالف أمام هذا العرض المفاجئ، الزخم للمفاتن والمحرمات. عند وصولي إلي موقع الشلل الرئيسي، كان الجيش الأميري قد وصل هو الآخر، بمدرعاته، ودباباته، وكان هذا الحضور القوي قد جاء لردع هيجان الأعضاء المتحالفة، التي تجردت مما تستخدمه من عقولها، فكانت علي وشك الاندلاع في الشوارع بعد مرحلة الشلل التي أشرنا إليها آنفاً، والتي دامت لبضع دقائق، فوجد الجيش الأميري نفسه متورطاً في موقف لا يحسد عليه .. ألا وهو الدفاع عن السافرات. تعقيبات: دائرة الشرطة المركزية: صدر بيان رسمي نفت فيه دائرة الشرطة المركزية رسمياً الخبر القائل بأن عددا كبيرا من عناصرها نزع خوذات منع البصبصة، وذلك رغم العثور علي العديد من هذه الخوذات متناثرة ومحطمة في أرجاء المدينة. كما أوضحت أن أسباب هذه الظاهرة الغريبة غير واضحة في الوقت الحالي، وأنه سيتم دراستها ضمن الاستراتيجية القومية التي يقوم بإعدادها وكيل مجلس المشورة. إدارة قوات الأمن: نفت إدارة قوات الأمن الخبر القائل بأنها قبلت مبالغ ضخمة مقابل تعديل مواصفات الملابس الوقائية. وقد أكد لنا مراسلنا أنه تم فعلاً تعديل مواصفات الملابس الوقائية، وأفادنا بتقرير واضح فاضح عن رقة الأنسجة المستخدمة، التي قال إنها برقة ورق السجائر الأمريكي المستورد ... بيد أنه قام بنفسه بتجربتها وذلك عبر ملامسة إحدي المتظاهرات وهو يرتدي القفزات الوقائية التي عثر عليها في ساحة المظاهرة. وتدل نتائج التقرير، بناء علي التجارب الميدانية العديدة التي قام بها مراسلنا شخصياً، وبعض من زملائه الذين تطوعوا لمساعدته في إعداد هذا التقرير الخاص، تدل النتائج علي أن القفزات لا تشكل أي نوع من الحماية لأيادي، بل وبالعكس، فقد أكد مراسلنا أنها تضاعف في النفوس والأجساد تأثير الملامسة المحظورة. الجيش الأميري: نفي الجيش الأميري الاتهامات بأنه كان يحاول حماية السافرات، وملاطفتهن، وبأنه قام باعتقال عدد ضخم من أعضاء قوات التحالف المتضخمة، كما نفي قيادة الجيش الأميري بأنه تم تكليف عناصر خاصة لمرافقة ما تيسر من السافرات وإرجاعهن إلي منازلهن، بيد أن العناصر المكلفة بهذه المهمة الخطرة اختفت لساعات يقال أنها لصعوبة تنفيذ هذه الأوامر. تصريحات الشارع: صرح البعض أن الشهامة الذكورية التي يتمتع بها أبناء هذا الشعب الكريم، هي التي شلتهم، فمنعتهم من التعرض إلي الحسناوات السافرات المتظاهرات، بينما أدلي آخرون بتصريحات أثارت غضب كبار المسئولين بالدولة، تشير إلي أن أحداً لم يدرك ماذا يفعل بهن، أي المتظاهرات، أو كيف يتم إيقافهن، أو القبض عليهن، ولا من أين يتم الإمساك بهن. دبي