عصمت داوستاشي واحد من الفنانين القلائل، الذين يؤمنون بقدرة الثقافة علي تغيير الإنسان، قاتل من أجل أن يحقق أمنيته في أن يكون فنانا مثقفا.. نشأ علي حب القراءة والكتاب، فأصبح لديه مكتبة ضخمة من أمهات الكتب في مختلف المجالات، التحق وهو ابن العاشرة صبيا بدون أجر، في دكان الحاج أحمد الوحش الخطاط والرسام، ليتعلم المهنة التي أحبها، لذا طلب من جده إبراهيم أن يكلم الحاج أحمد، ليقبله متمرنا عنده بعد انتهاء اليوم الدراسي، وكذلك خلال فترة الإجازة الصيفية. أخترت هذه الحكاية لأقترب من عالم داوستاشي، وسألته عن تفاصيل التحاقه بهذه الدكانة وأثرها في تكوينه الفني، فأجاب: كنت في العاشرة من عمري عندما إلتحقت بدكان المعلم أحمد الوحش كمساعد (صبي) بدون مرتب، لأتعلم الرسم والزخرفة والخط العربي والإفرنجي، واستمريت معه حتي انتهائي من الدراسة الإعدادية، وهكذا دخلت مرحلة الثانوية الفنية ، التي اخترتها بنفسي .. علي عكس رغبت والدي فالتحقت بمدرسة الإسكندرية الثانوية الزخرفية طالبا مستوعبا تماما كل مناهج الدراسة قبل أن أتلقاها، فلم يكن غريبا أن أكون الأول دائما كل عام، والأول علي منطقة الإسكندرية وإقليم غرب الدلتا وأن ألتحق بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، و أظل أيضا الأول بالكلية، التي تخرجت فيها بامتياز عام 7691. في إطار سردك لتكوينك المعرفي و الثقافي .. هل أثرت أصولك الجريتلية عليك ؟ مزيج البحر متوسطي يشكل أغلب سكان الإسكندرية والفنان الكبير حسين بيكار المولود بالإسكندرية كان أيضا من أصول جريتلية .. لقد هاجر جدي إبراهيم من جزيرة كريت بعد انهيار الامبراطورية العثمانية وولد أبي بالإسكندرية وتزوج أمي المصرية الرشيدية، وجئت منتميا إلي جنوب أوروبا شكلا وإلي شمال مصر الأفريقي روحا .. وقد أثر ذلك عليَ كثيرا خاصة بعد أن اتخذت لقب أسرتي ( داوستاشي ) إسما فنيا لي .. حتي أنه في بداية حياتي الفنية كان كثيرون يعتقدون أنني فنان أجنبي وهذا كان يحزنني كثيرا فأنا أشعر داخلي بأني مصري حتي النخاع وتشهد كل أعمالي علي ذلك .. كانت الاسكندرية مدينة كزوموبلتية تضم جنسيات عديده امتزجوا جميعا في النسيج المصري وكان هذاهو الحال في معظم مدن شمال الدلتا في مصر .. كانت الإسكندرية بوابة مصر لأوروبا كما قال د . جمال حمدان .. ويؤكد د. طه حسين في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) أن العقل المصري منذ عصوره الأولي عقل إن تأثر بشيء فإنما بالبحر المتوسط .. وإن تبادل المنافع علي اختلافها فإنما تبادلها مع شعوب البحر الابيض المتوسط .. فلم يشغلني هذا الأمر في رحلتي الفنية والحياتية وانطلقت أتعلم من الحضارة المصرية القديمه والفن القبطي والاسلامي والشعبي مفرداتي الفنية .. ليس ذلك مقاومه مني لأصولي الجريتليه ولكن لإيماني بمصريتي ووطني وحضارتي ووهبني تكويني البحر متوسطي التجديد والتجريب والتنوع في مسيرتي الفنية التي امتدت حتي الآن إلي خمسين عاما تقريبا بتميز وتفرد وأصاله شهد عليه الجميع. لماذا اخترت طريق الفن بديلا عن الدروشة وهل كان موضوع الدراويش محور لأعمالك الفنية؟ لقد هربت من الدروشة الي الفن .. فعندما ذهبت مع أسرتي إلي القاهرة عام 1962 لإمتحان القبول بكلية الفنون الجميلة.. وإقامتنا بالقاهرة دائما كانت بتكية البكتاشية الموجوده بجبل المقطم ونقلتهم ثورة 23يوليو الي المعادي واستولت علي مغارة الدراويش فهاجر معظمهم إلي الخارج .. لم تكن ثورة يوليو تريد أي دروشة أو أي تكايا .. بعد ذلك وجد ( بابا أحمد سري دادا) شيخ الدراويش نفسه وحيدا في تكية المعادي فقرر أن أكون درويشا ثم بابا للتكية حتي تستمر وألبسني ملابس الدراويش فعلا .. فهربت من هذا العالم الصوفي الجميل إلي عالم الفن البديع .. لأني أخترت الفن تكيتي والإبداع دروشتي .. وقد انعكس عالم الدراويش والتكايا والموالد الشعبية في كثير من اعمالي خاصة في معارضي ( المستنير دادا - 1977 (و(الدروة 1984) و (معلقات - 1990) وغيرها .. وقد إستطعت أن أجعل مرسمي وبيتي بالعجمي تكية بها عالمي الخاص أعيش فيه في دروشة فنية. معروف عنك حب شراء الكتب حتي أصبح لديك مكتبة كبيرة. كيف تكونت؟ ما أهم الكتب التي تحتفظ بها عبر الأعوام الطويلة ؟ بدأ الأمر مع مكتبة أبي المتواضعه جدا .. قرأت فيها وأنا صبيا مجلدات ألف ليلة وليله وروايات الهلال لجورج زيدان وكانت مجلة الهلال ومجلة المختار ( مترجمة من ريدر ديجيست الامريكية ) من أهم ما أحرص علي قرأته لمتعتي بالمعارف الإنسانية .. وبدأت أشتري بعد ذلك الكتب و مجلات الأطفال، وقتها كنا في منتصف القرن الماضي مثل مجلة علي بابا ومجلة السندباد وروايات ارسين لوبين وشاروك هولمز. كنت أحتفظ بكل هذه الكتب والمجلات حتي بدأت أبحث عن كتب الفن في أكوام الكتب عند بائع الجرائد المجاور لمنزل جدتي في حي الجمرك حين اقترح عليَ البائع أن أحضر المزاد كل يوم جمعة بعد الصلاة، ووقتها يمكنني أن أشتري كل الكتب بثمن بسيط. كان مصروفي في ذلك الوقت خمسة مليمات والمزاد يحتاج علي الأقل جنيه واحد بالتمام والكمال و هو مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت ولكنني أخذته سلفة من جدتي وحضرت المزاد واشتريت الكتب وأخذت منها ما أريد وبعت الباقي .. ثم أكتشفت بعد ذلك شارع النبي دنيال (مثل سور الازبكية بالقاهرة) واشريت منه الكتب بقروش قليلة.. ومع مرور الوقت كبرت مكتبتي .. وكان اهتمامي الأول بالروايات وكتب الفنون.. وعندما اشتريت روايات نجيب محفوظ وخاصة الثلاثية وكتب د. طه حسين ثم مجلدات الجبرتي .. عرفت وقتها أنني أملك مكتبة بحق وحقيقي.. ومع ظهور معرض القاهرة للكتاب أصبحت أعود منه للإسكندرية محملا بالكتب.. وعندما بدأت السفر للخارج منذ عام 1968 أصبحت الكتب هي التي تملأ حقائبي وليست الهدايا.. والكتاب الذي يعجبني واجده مهم جدا اشتري منه نسخ لإهدائها إلي أصدقائي .. ومكتبتي تنقسم الآن إلي : مكتبة كبيرة تقليديه بها معظم الكتب الموجوده في أي مكتبة، ومكتبة متخصصة في كتب الفنون الجميلة بكل اللغات التي لاأعرفها ولكن أهم ما فيها هو كتب ومجلات الفنون المصرية منذ مطلع القرن العشرين، ومكتبة تضم كتالوجات معارض الفنون الجميلة منذ منتصف القرن الماضي حتي الآن، وهي ضمن أرشيفي عن الحركة التشكيلية في مصر والدول العربية، ومكتبة كاملة لطوابع البريد والكروت السياحية ومعهم العملات الورقية والمعدنية، وأرشيف بصري كامل من صور فوتوغرافية وشرائط سينمائية 6 ممم و16 مم وفيديو من تصويري لكثير من فناني مصر واعمالهم ورحلاتي الفنية ومكتبة c.d الجرائد اليومية والأسبوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما احتفظ بها مع المجلات والدوريات المهمة وإن كنت بدأت هذا العام في التخلص من الجرائد لبائع الروبابيكيا للمشاكل الكثيرة في حفظها ولم تعد صحتي ولا قدراتي البدنية قادرة علي رعاية هذا الكم من الجرائد التي هاجمتها الفئران وكل انواع الحشرات في مخزنها . باختصار مكتبتي أصبحت هم لي ولإسرتي وأولادي وأحفادي الذين يمزقونها الآن .. وتحتاج الي مجهود كبير ..وامتلأت جدران بيتي بأرفف الكتب وتناثرة في كل مكان ورغم ذلك يصعب عليَ الاستغناء عن ورقة واحده منها. وصفت القذافي في أحدث كتبك (الرملة البيضاء) بأنه صاحب أفكار مستنيره تهز العالم هزا .. هل أنت جاد في هذه الرؤية، بعد الأحداث الجارية في ليبيا الآن، خاصة أنك عشت فيها سنوات؟ طبعا لا .. وكنت أساسا أسخر من القذافي.. ومشكلة القذافي أنه كان مشروعا لفنان ومبدع وجد نفسه علي كرسي الحكم .. فأبدع في شعبه العجب العجاب .. لقد سافرت الي ليبيا بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية عام 1967، وحضرت هناك في بنغازي ثورة الفاتح من سبتمر عام 1969 علي الأسرة السنوسية الحاكمة وبحكم عملي في التليفزيون الليبي كمخرج ومهندس ديكور صممت أول منصة لأول خطاب للقذافي في بنغازي وكان معقولا حتي عام 1973 ، عندما بدأ يفنن وأطلق ما سماه بالثورة الشعبية ووزع السلاح علي كل الشعب الليبي ثم حرق كل الكتب في الميادين العامة .. لحظتها لم أتحمل الوضع وقدمت استقالتي . وعدنا الي مصر لنجد مشروع فنان ومبدع أخر يحكم مصر .. حسبيي الله ونعم الوكيل من حكامنا .. والقذافي سيدخل التاريج كأبشع حاكم قتل شعبه لتمسكه بكرسي الحكم وستكون نهايته عبرة لكل حاكم مجنون وظالم . رحلت عن الاسكندرية سواء في رحلات طويلة للعمل أو قصيرة .. ما تأثير هذه الرحلات علي تكوينك؟ الرحلات والسفر جزء من تكويني الفني ومصدر أساسي لثقافتي العامة وخاصة البصرية، وقد قمت برحلات في كل أنحاء مصر ورسمتها وصورتها بالفيتوغرافيا والفيديو وكتبت عنها يوميات وبعض المقالات في الصحف والمجلات .. وهذا ما أفعله في كل رحلاتي خارج مصر.. وكانت معظم رحلاتي فنية إما لإقامة معرض أومشاركة في معرض دولي او مؤتمر وهكذا.. فتعرفت مثلا علي أهم فناني الوطن العربي وعلي مسيرتهم الفنية.. وفي أوروبا زرت معظم المتاحف العالمية وشاهدت علي الواقع الكثير من الأعمال الفنية التي كنا نراها في كتب الفن وتعرفت علي فنانين أجانب وتجاربهم الفنية.. ولكن المتعة الحقيقية عندي في السفر هي عشقي للمدن القديمة: مكة بغداد قسطنطينية بالجزائر دمشقروما و باريس، وأعرفها كما أعرف مدينتي الإسكندرية وغيرهم من مدن أوروبا وقد انبهرت وعشقت أخيرا مدينة بودابست بالمجر وفيينا بالنمسا، ولكن أهم رحلاتي وأكثرها ثراء بالمعرفة والفن كانت في الصين عام 2008 وفي مدينة تعد من أحدث مدن العالم وأجملها وعمرها ثلاثون عاما فقط وهي مدينة شنجن المجاورة لهونج كونج والتي جمعوا العالم كله داخلها مع حضارة الصين العريقة.. وانشأت الصين هذه المدينة لتكون المقر الرسمي للنهضة الاقتصادية وللمؤتمرات العالمية وجعلتها مدينة للفنون والثقافة وشاهدت بها حي كامل به أكثر من ألف جاليري لبيع اللوحات الفنيه والأدوات والخامات التي يحتاج إليها الفنانين.. وقد ذهبت للصين قومسيرا لمعرض الفن المصري المعاصر وعندما وصلت مدينة شنجن التي أنبهرت بها لم أجد معرضنا قد وصل بعد والذي سيقام ضمن فعاليات مهرجان الصين (نظرة علي أفريقيا) فالصين الآن تهتم بأفريقيا جدا جدا.. وبالاتصال بالسفارة المصرية ببكين قالوا انهم شحنوا المعرض إلي مصر لأن أحدا لم يخبرهم إلي أين يذهب.. وليس هذا هو المؤسف المبكي والمضحك في هذا الأمر.. ولكنني وجدت كل الدول الافريقية قد أرسلت معرض وفرق للفنون الشعبية للرقص والغناء وأرسلت سفارائها ووفود كبيرة، بينما مصر غائبة، لم ترسل حتي المعرض الذي تشارك فيه في الاحتفال وقد كانت هي ضيف الشرف وأهم المشاركين فيه، وقد بكيت علي حال بلدنا وعندما رجعت لمصر كتبت في الصحف والمجلات عما حدث وأرسلت لوزارة الثقافه وقطاع الفنون التشكيلية، والمسئولين ولكن آذانهم كانت من طين وعجين وفساد .. وحكاياتي عن رحلاتي لا تنتهي وأدونها الان في كتاب بعنوان ( رحلات داوستاشي). تجربتك في تأسيس مكتبة في مقهي شعبي هل نجحت أم لا؟ طبعا فشلت .. رغم ان المكتبه مازالت في المقهي بمعني عندنا في مصر متاحف كثيرة فهل نجحت هذه المتاحف في رسالتها المتحفية .. طبعا فشلت لغياب الجمهور عنها .. كذلك مكتبتي في مقهي خفاجه بالورديان وهي منطقة شعبية بالاسكندرية وكانت ضمن مشروع لتحويل جدران المقهي الي قاعة للمعارض التشكيلية وإقامة ندوات أدبية وشعرية وفنية ومكتبة ليكون المقهي منتدي ثقافيا شعبيا ومع صاحب المقهي صديقي الفنان علي خفاجه الذي ورثها عن والده الذي كان يقيم بها دروس محو الأمية لأهالي المنطقة في الستينيات .. بدأنا المشروع ونجح واستمر عاما كاملا وأقمت معرضا من أهم معارضي وهو ( مزاج المدينه ) عن عالم المقاهي وبخامات المقهي نفسها .. وتوقف المشروع بعد أن تركته وأهمل رواد المقهي مكتبتي لك تجربت في أخراج المصحف الشريف حدثنا عنها ؟ لي مع اخراج الكتب والمجلات تاريخ مبكر من حياتي عندما كنت أصدر وأنا فتي صغيرا كتباً ومجلات لأنفذها بيدي وأكتبها وأجعلها وكأنها كتب ومجلات حقيقية .. واستمر هذا الشغف بإخراج المطبوعات ملازم لي حتي ظهور الكمبيوتر وظهور جيل جديد يستعمل هذه التقنية التي مازلت اجتهد لتعلمها .. وفي منتصف الثمانينيات عملت كمشرف ومخرج ومصمم لمطبوعات مؤسسة جديده اسمها ( الزهراء للاعلام العربي) وكلفت بثلاثة مشاريع كبيرة بجانب تصميمي وإخراجي لعشرات الكتب .. المشروع الأول: لتصميم واخراج أول أطلس خرائط لتاريخ الاسلام وضعه الدكتو حسين مؤنس في مجلد كبير وطبع في إيطاليا.. والمشروع الثاني: اعادة طبع كتاب الحملة الفرنسية (وصف مصر) مترجما الي العربية وكان الكاتب الكبير انيس منصور مستشارا لهذا المشرع الذي لم يتم وطبعه بعد ذلك مدبولي ولكنه أتاح لي أن أحيط علما بكل تفاصيل كتاب (وصف مصر)، فنشرت عنه العديد من الدراسات.. والمشروع الثالث: كان اخراج (المصحف الشريف) جديد في كل زخارفه واستغرق عملي فيه عاما كاملا وتم تحت إشراف الأزهر.. وكان تجربة جديدة ومهيبة بالنسبة لي ونفذته يدويا أي (قص ولصق ) للزخارف التي قمت بتصميمها ورسمها علي النص القرآني الكريم بالخط والقراءة التي وافق عليها الازهر.. وبه أنهيت عملي في إخراج وتصميم المطبوعات ماعدا كتبي التي أصدرها علي نفقتي منذ عام 1977 باسم ( كتالوج 77) ويحتل هذا المصحف الشريف أهم مكانة في مكتبتي. هجرت السياسة منذ قيام ثورة يوليو وعدت إليها بعدما رأيت في التليفزيون فعاليات المؤتمر السادس للحزب الوطني، واستفزك ما قيل فيه، كيف ترصد المشهد السياسي المصري قبل وبعد ثورة يناير؟ قبل وبعد الثورة.. هو عنوان آخر معارضي بالقاهرة بجاليري اكسترا والذي انتهي آخر يونيو الماضي.. أنا أكره السياسة أساسا، وقد دفعتني تغييرات الدستور عام 2005 خاصة المادة 76 التي ستتيح توريث الحكم لأسرة مبارك وكذلك أحداث المؤتمر السادس للحزب الوطني إلي الثورة والانفجار فأصدرت مجموعة (معرض في كتاب) في 25 مايو من كل عام وهوتاريخ تعديل مواد الدستور سيئة السمعة.. أصدرتها علي ورق أسود ثم ورق أحمر، وهكذا كل عام وأوزعها مجانا كعمل فني مفاهيمي حداثي وأطلب من الناس أن ترسم أو تكتب في صفحاته التي أتركها خالية حتي تفجرة ثورة 25 يناير وأصيب ابني عبد الله مرتين بالرصاص الغادر لقتله، ولكن الله أراد له الشفاء ليواصل الثورة مع شباب مصر البطل وشعب مصر العظيم، الذي حطم حاجز الخوف من البغضاء الفاسدين فأصدرت العدد الاخير السابع من (معرض في كتاب ) تحية لشهداء الثورة ولشبابه.