من يدافع عن حقوق المترجمين؟ ومن عليه أن يعد أجيالاً من المترجمين لتحمل عبء نقل الثقافات الأخري إلي اللغة العربية؟ ومتي يتم وضع المترجم في الكادر بدلاً من تهميشه؟ تلك الأسئلة طرحتها العديد من الصفحات والجروبات علي الفيسبوك، مطالبة مجدداً بإنشاء نقابة للمترجمين. يقول الدكتور حسام الدين مصطفي، مؤسس ورئيس جمعية المترجمين واللغويين إن الهدف من النقابة "استرداد حقوق المترجمين الضائعة". مضيفاً "لكن بالإضافة للحقوق الضائعة علينا أن نضيف سوء المعاملة التي يلقاها نقلة الثقافة". سوء المعاملة التي يقصدها مصطفي تبدأ، عدم وضع أسماء المترجمين علي أغلفة الكتب، كما تفعل دار الشروق، ومروراً بدور النشر الخاصة التي لا تضع الترجمة أصلاً من ضمن برامجها في النشر، وفي الكثير من المرات التي تخالف خططها وتنشر ترجمات ينشب بينها وبين المترجمين مشكلات علي الأجر، تنتهي بقرار المترجم بالتوقف عن التعامل معها. فتكون المحصلة قلة الأعمال المترجمة، ويتبع ذلك عزل اللغة العربية عن الحراك الثقافي العالمي. دور النشر الحكومية أحسن حالاً في الجانب المادي، لكن الأعمال المترجمة تأخذ دورتها في النشر مما يؤدي لتأخير صدورها ووصولها للقاريء". لكن مشاكل الترجمة تكمن أيضاً في عدم وجود جهة تقوم بإعداد المترجمين، وإن قام المركز القومي للترجمة بهذا النشاط ببطء. لذلك فمن ضمن خطط نقابة المترجمين إعداد ورش يتبادل فيها المترجمون الكبار خبراتهم مع المبتدئين. ولغياب مناهج متطورة في تعليم الترجمة، تطمح النقابة في المشاركة في رسم سياسة التعليم الخاصة بهذه المناهج وتطويرها والتدريب الفني، وإقامة مشروعات ترجمة للكتب والمناهج. يضم مشروع نقابة المترجمين أيضاً الارتقاء بالمستوي العلمي للمترجمين وذلك بإصدار المجلات والنشرات الدورية والمواقع الإليكترونية والمشاركة في عقد ندوات ومؤتمرات داخل مصر وخارجها وتشجيع الأبحاث في هذا المجال. فضلاً عن بحث قضايا الترجمة والثقافة بصفة عامة. ولأن الترجمة من المهن الحرة، التي يقوم بها متطوع يقدم ثقافات أخري، دون أن يجد ما يستحقه سواء علي المستوي المادي أو المعنوي، تضع نقابة المترجمين، التي لا تزال تحت التأسيس، علي رأس أولوياتها، العمل علي تهيئة الظروف المادية والمعنوية التي تصون مصلحة المترجم. إنشاء نقابة للمترجمين ليس إلا خطوة أولي نحو تحسين وضع الترجمة والمترجمين، وليس إلا مطالبة بالمساواة بمهن أخري، كما أنه تعزيز للثقافة التي انحدرت لأسباب كثيرة منها الزهد في الترجمة والانعزال عن العالم في عصر العولمة.