يعشق محمد المخزنجي النيل، ثمة ملامح تجمع بين الكاتب والنهر. المخزنجي مقتحم جسور، مغامر رغم ملامحه الهادئة، وإن لم يدخل في معارك أدبية أو شخصية تفقده روحه المتسامحة. »تاريخ الحضارة الإنسانية هو تاريخ ضبط النفس«، يقول ضاحكاً:» أنا أمارس هذا لأحمي نفسي وأحررها في الوقت ذاته، الدنيا مش خناقة وهي تحتاج التأمّل، وخصوصاً إذا كنت رجلاً تمتهن الكتابة«. ربما كان المخزنجي أكثر المغامرين، والثوار في مجال الكتابة الإبداعية: من قصصه القصيرة جدا إلي القصص الأطول، ومن القصص النفسية مرورا بالخوارق، إلي القصص المبنية علي المعرفة العلمية..مرورا بأدب الرحلات التي جمعها مؤخرا في كتاب هام صدر عن دار الشروق بعنوان:"جنوبا شرقا". في الكتاب يبحث عن مساحات الدهشة:"اندهشوا، تنتعشوا" شعاره الدائم، ولهذا كانت اختياراته في البلاد التي سافر إليها، رحلاته كلها نوع من المغامرة " شعرت أن هناك كنزاً حضارياً في الجنوب والشرق كنت مشدودا له ولا أزال".. لكن الدرس الأكبر الذي استفاد منه صاحب "سفر": " ليس بالغرب وحده يحيا الإنسان" يوضح:" هناك فرق بين الغرب والمدنية، الغرب قطعا متمدين، مدنية محكومة بالقانون الصارم والاختيارات الحرة، ولكن ثمة شيء جمالي خاص بالجنوب يشدني، أحس أنه أقرب لنا، ناهيك عن أن العديد من دوله نهضت لدرجة أنك تعتمد علي التنسيق معها في نهوضك الحضاري، ما تقوم به الصين واليابان والنمور الأسيوية دليل علي أنه ليس بالغرب وحده يحيا الإنسان".. أسباب أخري للاختيار يضيفها المخزنجي:" بالرغم من أن القطاعات المثقفة في الغرب منفتحة علينا ولكنها في النهاية قطاعات، لكن في المجمل هناك إرث كبير ومرير يحتاج إلي أن يُغسل ويُنظف، ولابد أن نتجه إلي دول لم تستعمرنا أو تقصفنا يوما ما، هذه الدول ستمنحنا في حدود إرادتنا نحن لأن إرادتك في النهاية هي التي ستحدد". أسأله: هل تري أن ثورة 25 يناير يمكن أن تكون بداية نهضة مصرية عربية..وخاصة أن مشروعات النهضة السابقة ساهمت في إجهاضها عوامل عديدة من بينها الغرب نفسه؟ يجيب:" من الممكن، ولكن قبل أن نتحدث عن مشروع إنقاذ. قبل ثورة يناير كنا في اتجاه الجحيم أو الهاوية علي مستوي البنية والموارد المستدامة، الأرض التي كانت تجرف لصالح الاستثمارات العقارية التي كانت مغارة علي بابا التي يغرف منها اللصوص، وينهبونها، هناك ما يقرب من 2 مليون فدان من الأراضي الزراعية تم تبويرها. وعلي مستوي الطاقة سنري إهدار الغاز الطبيعي لصالح ما يدس في جيوب "العملاء" من تحت الطاولة، هم لم يكونوا مجرد شرهين وطماعين للمال فقط، بل أيضا عملاء، لأنك عندما تبيع وقود المستقبل لأعداء الأمة التاريخيين أو لغير أعدائها، هذه خيانة وليست مجرد فساد عادي. أنت إذن أمام نظام كان يدمر البنية المستدامة، ويقضي علي إمكانية التنمية. لذا كنت أتوقع أن مصر سوف تفلس وتبور خلال سنوات. نجاح ثورة يناير هو بداية الإنقاذ، ويجب أن يكون الآن هناك مشروع للإنقاذ. أسأله وما أولويات هذا المشروع؟ أجاب علي الفور: "الحفاظ علي تماسك الدولة" يضحك متذكرا مرات اعتقاله : " كانت براعة أساتذتنا في القانون مثل عصمت سيف الدولة، ونبيل الهلالي في دفاعهم عنا في توضيح أننا نريد تغيير نظام الحكم، لا نظام الدولة، أظن يجب الحفاظ علي مؤسسات الدولة الأمنية والقانونية والتعليمية والصحية.." يضيف المخزنجي: " أعتقد أن الأولوية الأولي الآن ينبغي أن تكون استعادة الأمن بمنطق ثوري، لن تجدي سياسات الترقيع التي تتم الآن بل يجب العمل بشكل تكتيكي علي إعادة بناء المؤسسة الأمنية وتجديدها والاحتفاظ بالشرفاء المجيدين فيها والتخلص من الفاسدين والمفسدين والعاجزين". كتب المخزنجي مقالة بعنوان " شرطة نجدة الشجر" قدم فيها العديد من الاقتراحات المسعفة لإعادة بناء مؤسسة الأمن، لإعادة هيبة الدولة العادلة لا الدولة الباغية، وكان من ضمن اقتراحاته الدفع بأسطول سيارات جيدة التجهيز بدلا من السيارات الخربة، تعطي انطباعات للخارجين علي القانون أن هناك جهازاً قوياً قادراً علي ردع الجنوح والإجرام، لأن الحاجات الأساسية للإنسان -بحسب هرم عالم النفس إبراهام ماسلو- قاعدتها الغذاء والأمن، أمن الجسد والنفس، وتنتهي قمة الهرم بالثقافة. المدهش أنه تمت الاستجابة لاقتراح المخزنجي، وتم التعاقد كما أخبره بعض المسئولين، مع شركة لتجميع السيارات ولكن كما يقول: "بنفس العقلية القديمة" السيارات التي تم التعاقد عليها هي سيارات بوكس، يوضع في صندوقها الخلفي عساكر الشرطة والمجرمون ليتركوا عرضه للجماهير! أسأله: ولكنّ كثيرين يرون أن جهاز الشرطة بشكله القديم ينبغي (تفويره) لأن قياداته وأفراده تعلموا أن قانون الطواريء هو القانون العادي، ولأنهم لا يعرفون شيئا عن قانون الإجراءات العادية؟ يجيب: فيما عرفته من بعض ضباط الشرطة، أن الجهاز لم يتم تطويره التطوير الواجب بما يخدم الناس، هناك قطاع واحد يخدم أمن النظام وحراسه مواكبه وقمع معارضيه متطور جدا، لم يكن ينقصه من إمكانيات القمع والردع سوي الدبابات والطائرات، ولكن القطاعات التي لها علاقة بعموم الناس واحتياجاتها لم يتم تطويرها، سياراتهم متهالكة، سنترالاتهم قديمة، حتي ثيابهم غير ملائمة، مثلا الزي الأبيض الذي يرتدونه غير مناسب لدولة تجتاجها العواصف الترابية طوال أيام العام. جهاز الشرطة في حاجة إلي إعادة بناء بشكل مبدع..والإبداع مشكلة الثورة! أستفهم منه.. ماذا يعني بذلك؟ يجيب: مشكلة الثورة أنها كانت ثورة مبدعة فعلا، عندما تتأمل ما كان يحدث في الميدان، كل شيء فيه إبداع، ابتداء من التنازل عن الإيديولوجيات والتحيزات التنظيمية، الكل كان في واحد والواحد في الكل، كل شخص في الميدان يصنع إبداعه الخاص في إطار إبداع الكل. ولذا لم يبالغ كل الخبراء في العالم عندما طالبوا بتدريس الثورة المصرية في مدارسهم، سواء تكنيكات الثورة، استخدامها للتقنيات الحديثة، إلي سلميتها المنجزة التي واجهت القمع.. كل هذا إبداع، ولكن عندما يأتي من يحكم بعد ذلك ينبغي أن يكون علي مستوي هذا الإبداع، نحن نحتاج إلي حلول إبداعية مبتكرة لتنفيذ هذه الإبداعات، ومشكلة الأمن لن تحل إلا بأفق إبتكاري إبداعي وفي ظل القانون. أسأله: هل كنت تتوقع الثورة بهذا الشكل؟ " لا " يجيب علي الفور، كل الظروف تقول أن هناك ضغطاً داخل الصدور، يكاد يفجر هذه الصدور، ولكن متي وكيف؟ هذه أسئلة لم نكن نعرف لها إجابة. طليعة الشباب الذي خرج ليفجر الثورة فاجأنا، هؤلاء الشبان الذين كنا ننظر إليهم بعيون الأجيال القديمة، أو بعيون الأباء حتي الثوريين منهم بنظرة غير معوِّلة، إذا بهم يظهرون بسالة غير عادية وذكاء ووعياً أدي إلي أن تلتف حولهم الأمة كنواة، ودائما في سيكولوجيا الجماهير لابد من وجود رأس حربة، الحربة تنطلق ثم تتبعها الأجنحة العريضة، وهذا ما حدث. يحكي صاحب "البستان " أنه كان يقرأ قبل أيام من الثورة كتاب "البجعة السوداء" للفيلسوف اللبناني الأصل الأمريكي الجنسية نسيم نيكولاس. الموضوع الرئيسي للكتاب أنه ينبغي أن نضع في حسباننا " الشيء غير المتوقع".. قصة الكتاب تحكي عن اعتقاد علماء البيولوجيا بأن كل البجع لونه أبيض، ولا يوجد بجع أسود، وعندما تم فتح قارة استراليا التي كان الغرب يستخدمها كمنفي للخارجين علي القانون اكتشفوا أن هناك بجعا أسود. وعلي هذه المعلومة بني المؤلف نظريته حول حساب غير المتوقع باعتبار أن الأحداث الكبري في التاريخ لم تكن متوقعة سواء الزلازل أو البراكين.. والثورات. يوضح المخزنجي:" قبل الثورة بشهر أو يوم لم يكن من الممكن توقع ما جري". ولكن الثورة المصرية وحدها في التاريخ حدد الشباب موعدا لها؟ يضحك : هذا شيء مدهش فعلا، لم يكن متوقعا، هي شيء مبدع وأرجو ألا تفسد الثعالب العتيقة الكروم. أساله: عن تخوفاته؟ يجيب: أخشي من الأفعال غير المسئولة أخلاقيا ودينيا وسياسيا، من قطاعات تتسم بالتعصب، ليس فقط التصعب الديني وهو أخطر أنواع التعصب بل تعصب الإيديولوجيات، ووجهات النظر الخاصة، ولكي نتغلب علي ذلك ينبغي أن نستعيد روح "الكل في واحد والواحد في الكل" التي كانت موجودة في ميدان التحرير عندما تخلت الجماهير عن دروعها الإيديولوجية والطائفية، ولابد إن لم يقتنع ممارسو التعصب بضرورة التخلي عنه فلابد أن يمنعهم القانون عن ذلك، لابد أن يكون هناك قانون ضد الشحن الطائفي والتحريض، ويكون قانونا رادعا لأن الطائفية شرارة يمكن ان تحرق وطنا بأكمله. ليست الطائفية وحدها هي ما يصيب المخزنجي بالقلق علي الثورة، ولكن أيضا " عدم الإبداع " في معالجة أمور مهمة يوضح: "عندما أسمع تصريحا لرئيس الوزراء يقول فيه سنمضي قدما في تنفيذ المشروع النووي، فهذا كلام صادم وغير مسئول ، ولا أفهم كيف لرجل علم أن يفكر بهذا الشكل، هناك أسئلة كثيرة تحوط المشروع بعلامات الاستفهام وتضعه في موضع المقامرة، وليس المغامرة، ما حدث في اليابان مؤشر علي ذلك، بالإضافة إلي أنّ مافيا الصناعات النووية تروج الآن لتجارتها التي تبور في العالم نتيجة لنمو قطاع استخدام الطاقة النظيفة، ومن مصادر بديلة مثل الشمس والرياح، ونحن لدينا حقل شمسي من أخصب حقول العالم. يضيف المخزنجي:" تصريحات رئيس الوزراء نموذج من نماذج التفكير غير المبدع، لمجرد مغازلة الجماهير، فضلا عن أنه تفكير غير استراتيجي لا علي المستوي الاقتصادي أو البيئي أو الأمني، لأنك عندما تضع مفاعلا نوويا علي أرضك كأنك تضع قنبلة داخل بيتك يكفي أنّ يصوب عليها القناص المعادي حتي يدمر حياتك". يتحدث المخزنجي عن مغازلة الجماهير .. هل اكتشف المثقف أن خطابه بعد الثورة لم يكن فاعلا وبدأ يتجه إلي الجماهير مغازلا إياهم؟ يجيب:" هناك خطأ مارسته وزارات الثقافة السابقة علي مدي سنوات طويلة، هو أن الثقافة لم تكن متاحة لعموم الناس خارج العاصمة، تركت العقول في القري والنجوع للترويجات الدينية حتي المهجورة من قبل العقلاء والمجتهدين والمنصفين. هذه الترويجات بدأت تستولي علي العقول في غيبة أي حراك عقلي لهؤلاء الناس. لم يكن هناك اهتمام بمسرح جوال يطوف بالمدن والقري والبلدات الصغيرة، لم تكن هناك قوافل ثقافية تختلط بالناس وتناقشهم وتستمع إليهم، ولم يكن لدينا أحزاب تقوم بذلك الدور أيضا، كان الاهتمام بالضوضاء الثقافية ، كما كان هناك تصور سطحي بأن الثقافة هي ثقافة النخبة فقط ، بل نخبة العاصمة، هذا الغياب للحراك العقلي أعطي فرصة لتمدد وتغول الدعاوي المغلقة ذات المسحة الدينية، لأن الدين في جوهره العميق أسمي من كل التخرصات المعتمة والمتعصبة. ومن هنا لم يكن باستطاعة المثقف أن يفعل شيئا، وأصبحت لغة المثقفين بعيدة تماما عن الناس ، ولذا أرفض دائما أي ندوات أدعي إليها لأنني لا أملك لغة الجمهور. ولكن في الوقت ذاته أعترف بدور المتواضع يرسل خطابه للنخبة، والنخبة ترسله إلي مستويات تمتلك قدرة التواصل مع عموم الناس. في أيام السادات الأخيرة، بكت هوانم مجلس الشعب، طالبن بتغيير الدستور من أجل أن يظل السادات رئيسا للأبد، أغمي عليهن من البكاء..ولكن السادات قُتل ولم يهنأ بدستور الهوانم، لو أن العقلاء حاكموا هؤلاء الهوانم ما خرج نوع من المثقفين يدعم مشروع التوريث، ويطالب به عبر دعاوي وخطابات بهلوانية.. هل خان المثقفون الثورة، هل مهدوا لها ... ؟ أسال صاحب "حيوانات أيامنا" ويجيب:" لا أريد أن نتحول إلي جلادين لذواتنا، الناس يصفون حسابات لدوافع شخصية، أو دوافع " نفسية" في حقيقة الأمر. في رأيي لم يخن المثقفون ، بل لعبوا دورا مهما في الثورة. ولكن الحقيقة أن ممارسات السلطة والنظام الحاكم هي السبب الرئيسي الذي فجر الثورة. لأن أي نظام قد يحرم الناس من الحرية ولكنه يقدم لهم رشاوي للصمت سواء الغذاء والسكن والرعاية الصحية، وهناك تجارب عديدة ومعروفة لدينا ولدي آخرين حول ذلك الأمر، أو يمكن أن يقدم لهم النظام الحرية ولا يستطيع أن يقدّم الخبز، النظام الحاكم في مصر لم يقدم لا الحرية ولا الخبز بل بالعكس كان يهين ويقمع ولهذا لم يكن ممكنا أن يستمر. إذن النظام نفسه كان ممهدا للثورة بسلوكه المشوه، الأمر الثاني تأثير هذا التشوه علي عموم الناس حيث تم استساخ النظام في أنظمة أصغر تصل إلي الموظف الصغير الذي يقمع الإنسان العادي. إذن جرائم النظام وغضب ضحاياه كانا من العناصر الأساسية للثورة. أما المثقفون فقد لعبوا دورا هاما من خلال الإعلام والصحافة المستقلة ، كانوا أشبه بمن يهدم جدران السلطة بإبرة ، كان لهم دور في صناعة مناخ الرفض. أسأله هل أنت ضد فكرة المحاكمات الرمزية للمثقفين الذين مهدوا الطريق لمشروع التوريث أو ساهموا في تغيير القوانين أو دعموا قمع النظام..؟ يجيب علي الفور: " هؤلاء ليسوا مثقفين، ما يروج عن فتحي سرور بأنه عالم قانون ليس صحيحا ، لا أظن أنه عالم أو مثقف حقيقي ، في أي مجال لا يقبل المثقف الحقيقي أن يتحول إلي بوق باسم أي نظام ، وهؤلاء لا يحتاجون إلي محاكمات وإنما إلي عزل بالقانون. أسأله بمعني التسامح؟ يجيب:"لا ينبغي أن نتسامح مع المفسدين وفلول النظام الذين يريدون تخريب البلد..هؤلاء يجب عزلهم لفترة حتي نستطيع تقوية الجسد المصري". أسأله: ولكن المحاكمة الرمزية لهؤلاء ستجعل أمثال هؤلاء لا يكررون ما حدث في عهود قادمة؟ يجيب: يا ليتنا نلملم قوانا التي فيها بصيص أمل ونور، وهذا من الذكاء السياسي، كل القوي الظلامية الآن تحشد نفسها علي الرغم من الاختلافات الشديدة بينها، وعلي قوي التنوير أن تصنع وحدتها رغم تبايناتها أيضا. التسامح مطلوب مادام الشخص لم يرتكب إثما مشينا كالترويج للتوريث والدخول في شبكات الفساد الاقتصادي والإداري. ولكن ما الذي يضمن ألا يقفز هؤلاء من باب النظام القديم ليدخلوا من شباك الثورة... مثقف مثل علي الدين هلال كتب في الأهرام قبل الثورة مهدداً المتظاهرين وسخر من فكرة الثورة..وبعد سقوط مبارك كتب في الأهرام أيضا مقدما نصائح ووصايا للثوار وكأنه مفجر للثورة؟ علي الفور يجيب المخزنجي:هذا نموذج منافق، لا أتحرج من ذكر اسمه. هو ليس بعالم ولا مثقف حقيقي ، عندما ترصد محتوي خطابه، ستجده محتوي تلفيقياً، ولكن في وقت من الأوقات كل من يقول "كلمتين شكلهم تقدمي" نضعه في مرتبة عالية، ونتعامل معه باعتباره شخصا تقدميا وتنويريا ..هذا ليس كافيا، ما المحتوي الثقافي الذي يقدمه ، وما تكوينه العلمي؟ في النهاية ستجد تكوينه هشا، بالونة ولكنها بالونة تقدمية تتحول إلي بالونة مباركية وتوريثية حسب اتجاه الريح. . يؤكد المخزنجي: المثقف الحقيقي من الصعب أن يكون ذيلا لأحد، لأي سلطة، لأنه يستشعر كرامته، وهناك كثيرون التزموا الصمت أو انتقدوا بقدر ما أُتيح لهم. وأكرر ، هناك حالة من جلد الذات غير المبررة ، المثقفون لعبوا دورا مهما في مناهضة النظام، و"النخورة" في بنائه القمعي الذي اتضح كم كان هشا، عبر مقالاتهم في الصحافة الإعلام وأنا شخصيا بلا ادعاء أظن أنّ لي سهماً ضمن ال 85 مليون سهماً التي كانت سبباً في الثورة!