شهدت ساحة السراغنة بدرب السلطان بالدار البيضاء المعرض الوطني للكتاب في دورته الرابعة التي انطلقت يوم 4 إبريل تحت شعار (الثقافة المغربية العوائق والرهانات)، وهي الدورة التي تنظم بشراكة بين الجمعية البيضاوية وكلية الآداب والعلوم، فقد اختار المعرض الذي صار تقليدًا سنوياً أن تنفتح هذه الدورة علي كل المبدعين الشباب في مختلف المجالات الثقافية، حيث ركزت اللجنة المنظمة علي الاحتفاء بكل أصوات الهامش لرد الاعتبار للثقافة المغربية الحقيقية الملتزمة بهموم وقضايا الإنسان المغربي المسحوق والمهمش. وقد افتتحت هذه الدورة بكلمة يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية، التي تحدث فيها عن أهمية المعرض ودوره في التأسيس لثقافة بديلة تنفتح علي محيطها الشعبي. وفي لقاء مُهدي إلي الشاعر النبيل محمد بن طلحة، قدمت مجموعة من القراءات الشعرية بأصوات عدد من المبدعين الشباب، فقرأت آمال الحسيني قصيدة لمحمود درويش "تنسي كأنك لم تكن"، بعدها قدم عبد الغني الحوميدي قصيدة مالك بن الريب راثيا نفسه، كما شارك سمير ملاح بقصيدته "آخر الأماني"، لتنتقل بعده حسني كرون إلي رومانسية نزار قباني من خلال قصيدته "من علمني حباً كنت له عبداً". وفي القسم الثاني من الأمسية قدم الشاعر محمد عرش دراستهً حول تجربة الشاعر المغربي محمد بنطلحة، متتبعاً ًتجربته منذ إصداره الأول "نشيد البجع"، مبرزاً كيف بدأ الشاعر من السماء إلي الأرض، ومن الأرض إلي السماء محاولا تشذيب لغته لتصير إيحائية، كما توقف عند أهم محطاته الشعرية "سدوم" التي تحاول في نظره الاقتراب والامتزاج بالأسطورة، ثم "بعكس الماء" التي تمثل نموذجاً للقصيدة النثرية الملتحمة بالواقع, كما توقف عند ديوانه الجامع "ليتني أعمي"، قبل أن ينهي كلمته حول العمل الأخير لبنطلحة "قليلا أكثر"، الديوان الذي مزج فيه الشاعر بين المنطق والفلسفة وحاول فيه أن يكون بعيدا عن ذاته. وإلي جانب الشعر المغربي تعرف زوار المعرض علي شعراء موريتانيا عبر أصواتهم، حيث قدم أحمد ولد مصطفي قصيدة بعنوان "مئذنة البوح" للشاعر محمد ولد الطالب، ثم تلا محمد ولد بادي قصيدة "البتول" لولد ابن ولد احميدة، وبعد ذلك ألقي محمد جناني قصيدة "اختاري"، قبل أن تختم آمال الحسيني الأمسية بقصيدة "خطا يخطو". وبعد ذلك تواصلت الفعاليات التي تخللتها حفلات التوقيع والندوات والقراءات.