الشخصية القبطية في الرواية المصرية في الفترة من 2591- 7002.. دراسة حصل عنها الباحث وليد لطفي أبوقورة علي درجة الدكتوراة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطا. وفيها أوضح الباحث أن الشخصية لم تحظ بعناية الباحثين، فمعظم الدراسات الأدبية والنقدية التي اختصت بدراسة الرواية المصرية، خلت من دراسة مستقلة عن الشخصية القبطية علي الرغم من تعدد أنماطها داخل الرواية المصرية، وكذا العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر من خلال القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية. وفي رسالته حاول الباحث استبصار فلسفة الشخصية القبطية وثقافتها وأفكارها ومعتقداتها، وأثر ذلك في علاقتها الاجتماعية.. إضافة إلي كشفه عن مكنونات الشخصية القبطية، وما يدور في خوالج ذاتها من آمال وتطلعات.. واتبع الباحث في ذلك المنهج التحليلي النقدي الذي يهتم بإبراز القيم الفنية والجمالية في النص الروائي، واستقراء النص وما يحويه من سمات تعكس أنماط الشخصية القبطية وعناصر تكوينها وبنائها. توصل الباحث إلي أن نظرة الروائيين إلي الشخصية الدينية المسيحية كانت موضوعية، وأن قلة من الروائيين هم الذين تعرضوا للشخصية الدينية، لكن الأغلب منهم تجنب تجسيد هذه الشخصية لعدم إلمامه الكافي بثقافتها الدينية وعقائدها خاصة إذا كان لا ينتمي إلي المسيحية وليس معني ذلك أن الروائي المسلم تحاشي النظر إلي الشخصية الدينية المسيحية، فهناك »خيري شلبي« الذي جسد شخصية القس في نصه الحكائي، وهناك نجيب الكيلاني وهو من الإخوان المسلمين الذي جسد شخصية »المطران الأنبا ميتاوس« في رواية »الظل الأسود« التي تحاشاها أغلب الروائيين سواء كانوا مسلمين أم أقباط نظراً لحساسية هذه الشخصية ووضعها ومكانتها الدينية. ورصد النص الروائي عناصر نسائية كان لها دور كبير في الخدمة الكنسية وأبرز مواقف رجال الدين من المرأة الناسكة، ومعارضتهم لها في الحياة الدينية. تضمنت الدراسة المنظور الروائي من خلال المعتقد الفكري للشخصية القبطية من حيث الاتجاهات الدينية في مخزون الشخصية القبطية من الأفكار والمعتقدات، بغية إزاحة الغموض عنها، كما تناولتها اجتماعياً من حيث العادات والتقاليد التي انفردت بها الشخصية القبطية، وقضية شظف العيش وأثرها علي التمسك بالدين. ومن الناحية السياسية فقد تناولت الدراسة المتغيرات التي طرأت علي الساحة السياسية من صراعات وفتن ونشاط الجماعات الدينية، وأثر ذلك علي الأقباط ودوافع الهجرة إلي الخارج. كما تعرضت الدراسة للمنظور النفسي للشخصية القبطية، وبينت أن الوصف يكشف عن خبايا الشخصية ومكوناتها، وقد تفاوتت رؤية الروائيين للشخصية القبطية فمنهم من جعلها شخصية سوية تنسجم مع الآخرين، ومنهم من جعلها انطوائية تميل إلي العزلة والانفراد.