قد يكون هذا الجيل محظوظا فيما يتعلق بالجوائز، لأنها شهدت في السنوات العشر الأخيرة تطورا كبيرا، سواء فيما يخص عددها أو ارتفاع القيمة المالية الممنوحة عنها، فمثلا لسنوات كثيرة مضت، كان لدي مصر جوائز الدولة، وعلي استحياء كانت هناك جوائز قليلة أخري باسم شخصيات، أو هيئات، ولكن مع مرور الوقت تم التوسع في الجوائز الأخيرة، وأصبحت الساحة مليئة بالجوائز، خاصة تلك التي تحمل أسماء شخصيات ثقافية وأدبية، ولعل آخرها جائزة الأديب الراحل يوسف أبورية، التي يشرف عليها اتحاد الكتاب، وفاز في دورتها الأولي واحد من أبناء هذا الجيل محمد محمد مستجاب، الحاصل علي العديد من الجوائز الأخري. كما شهدت الساحة في السنوات الماضية جوائز جديدة انطلقت من أهمها، لما تحدثه من ضجيج سنوي، جائزة البوكر العربية، التي استطاع اثنان من أبناء ( جيل الألفية) أن ينافسا الكبار، بل ويتفوقا عليهما، حينما جاءت القائمة القصيرة للبوكر لعام 2009-2010، متضمنة اسم منصورة عز الدين، وفي قائمة 2010-2011 تضمنت اسم خالد البري، ولكن الفارق أن منصورة هي أول أبناء جيلها التي ضمتها قائمة البوكر عن روايتها " وراء الفردوس"، وهي من مواليد 1976، بينما خالد البري من مواليد 1972، وانضم للقائمة القصيرة عن روايته ( رقصة شرقية)، وكلا العملين صدرا عن دار العين. وقد منعت اللوائح أن يقترن اسم طارق إمام بفوزه بأول جائزة تشجيعية تمنح لأبناء جيله، إذ بعد أن أعلن عن فوزه بجائزة الدولة التشجيعية لهذا العام عن روايته ( هدوء القتلة)، أكتشف المسئولون في المجلس الأعلي للثقافة وجود بند يحول دون أن ينال الجائزة، التي رشحتها له لجنة فحص الجائزة، ومازال الأمر معلقا، إذ تم الاحتكام إلي مجلس الدولة لبيان هل يستحق طارق الجائزة قانونا أم لا، والجميع في انتظار الإجابة، والمبرر في تعليق هذه الجائزة، يعود إلي فوز طارق بالجائزة الثانية في مسابقة ساويرس عن ذات الرواية. وربما شهدت السنوات السابقة نشأة وصعود جائزة ساويرس، باعتبارها من أهم الجوائز، فقيمتها المالية للشباب جيدة، فالمركز الأول 30 ألفا، والثاني 20 ألفا، بالإضافة إلي أنها تقسم إلي قسمين، الأول للكبار، والثاني للشباب، وبالتالي لايتم المزاحمة بينهما، وقد فاز بها عدد من أدباء هذا الجيل، منهم: أحمد العايدي عن روايته ( أن تكون عباس العبد) التي حققت نجاحا كبيرا، وطبعت أكثر من مرة، وفاز _أيضا- بالجائزة، شريف عبد المجيد عن مجموعته القصصية ( خدمات ما بعد البيع) وهو حاصل كذلك علي العديد من الجوائز، منها جائزة نادي القصة، ومن الفائزين بجائزة ساويرس من أبناء هذا الجيل: هدرا جرجس عن ( مواقيت للتعري)، كما فاز بجائزة الصدي الإماراتية، وعن مجموعته ( الحافة) حصل علاء أبوزيد علي جائزة ساويرس، بينما فاز عن مجموعته ( القريب الأمريكي) بجائزة مجلة الثقافة الجديدة. ومن أصغر أبناء هذا الجيل الذي فاز بجوائز عديدة محمد صلاح العزب من مواليد 1981، وله مجموعة قصصية بعنوان ( لونه أزرق بطريقة محزنة)، وروايات: ( وقوف متكرر)، ( سرير الرجل الإيطالي)، ( سيدي براني) وقد سبق له أن فاز بجوائز من هيئة قصور الثقافة، ساويرس، وجائزة د. سعاد الصباح. ولعل _أيضا- من أهم المسابقات التي يحرص شباب الأدباء علي التقدم إليها، خاصة الأدباء من خارج القاهرة، المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة، وفاز بها العديد من الأدباء، ومنهم هاني عبد المريد، الذي فاز- أيضا- بجائزة ساويرس. ومن الجوائز المهمة في السنوات الماضية، جائزة كتاب اليوم الثقافي، التي تنظمها مؤسسة أخبار اليوم ممثلة في اصدارها الشهري( كتاب اليوم) وفاز بها العديد من الأدباء منهم أسماء عواد عن قصتها (إنها فقط عشر سنوات) وصدرت القصة عن كتاب اليوم ضمن مجموعة قصصية بعنوان ( مولد سيدي المراكبي). طارق الطاهر