بنى تسيفار الشاعر الإسرائيلي بني تسيفار زار القاهرة مؤخراً. وكعادته في زياراته المتكررة لمصر فلقد كتب عن الرحلة في مدونته بصحيفة هاآرتس. بدأ كلامه بالقول: "أعتذر عن عدم وجودي في البلد من أجل الاشتراك مع الجميع في كارثة الحريق بالكرمل. آسف علي كل شيء. ولكن هل كنت أستطيع الإفادة بأي شيء بخلاف الثرثرة عن هذا مع الجحميع، والبحث عن متهمين، والشعور هكذا أنني أنتمي للموضوع" الشاعر والصحفي، الذي يدافع كثيرا عن وزير الثقافة المصري فاروق حسني، تحدث عن ترميم القاهرة الفاطمية هذه المرة. قال: "في زقاق ناسجي الخيام، يستقبلني واحد منهم ويعرض عليّ نماذج جديدة من أعماله. هي أزقة غير مكتملة، يتشابك الواحد منها بالآخر، حتي أنك تعتقد دائما أنك تزورها للمرة الأولي، لأنك دائما ستضل طريقك بها. ومع هذا فلقد تغيرت قليلاً _ وزارة الثقافة المصرية وضعت لنفسها هدف إعادة ترميم القاهرة الفاطمية، قاهرة العصور الوسطي، والتي كانت عندها القاهرة في عز مجدها. قلت لنفسي إن فاروق حسني، مع كل ما يقال عنه في موضوع تصريحه البائس بأنه سيحرق بيديه أي كتاب إسرائيلي يعثر عليه في أي مكتبة بالقاهرة، فعل الكثير من أجل ترميم القاهرة، والتي يصعب تمييز أجزائها القديمة من فرط ازدهارها وتنميتها". وأضاف: "جلست مساء خارج أحد الأبواب المرممة للمدينة القديمة، باب الفتوح، عند زيزو. "زيزو" هو مطعم ما شعبي هائل ومفتوح لكل من يريد لحما رخيصاً وجيداً. من هناك دخلنا البوابة الأحادية. وجلسنا في كافيه "لورد" بقلب حي الجمالية. في الشارع من أمامنا كانت تمر طول الوقت عربات وعليها ميكروفونات تصدر منها ألحان دعائية لمرشحي الحزب الناجحين في الانتخابات الأخيرة. كل من سألته أكد لي أنه لم يصوّت في الانتخابات، هذا هو الحال في مصر، وهذا علي ما يرام: ثمة من يصوت لأجلك". ويحكي عن خبرة الحراسة الأمنية له فيقول: "ربما بسبب أجواء الانتخابات، فلقد تم إرسال رجال أمن إلي الفندق حتي يرافقونا من هنا فصاعداً إلي أي مكان نذهب إليه. ثارت زوجتي، وبعربيتها السلسة أعلنت علي آذان رجال طاقم الشرطة المجتمعين حولنا أنه إذا كان الحال هكذا، فلسوف تحزم أمتعتها وتعود إلي بلدها. ارتعبوا وهدأوها. تم إجراء عدة مكالمات تليفونية وفي النهاية وقعت علي خطاب أعلن فيه تنازلي عن المرافقة الأمنية. سعد رجل الأمن بعودته، وأصبحنا أحراراً من جديد". "هذا أيضا واحد من أسرار جمال القاهرة. يمكن الوصول إلي ترتيب مع السلطات. عليك فقط أن تعرف كيف تتكلم. الأدب والضيافة هنا يتغلبان علي جميع المصاعب (كنت أتمني لو رأيت موقفا مشابها في إسرائيل. في إسرائيل، في اللحظة التي يهتم فيها الشاباك بشيء ما، فلسوف يقوم ب"تطليع روحنا"، بإخلاص وفعالية)." "وفي المساء - في إحدي الأزقة الأكثر تواضعا للمدينة... رأينا عرضا تقدمه مجموعة مغنين من بورسعيد، اثنان يضربان علي الدف، اثنان يعزفان علي السمسمية، وهي نوع من القيثارة المحلية، وثلاثة مغنين وراقص. كان هذا عرضاً خلاباً. ختم بني تسيفار مقاله بالقول: "هذه هي المدينة التي أشعر فيها بالهدوء الشديد، أنام فيها بهدوء، أشعر فيها كأنني في بيتي".