تشهد العاصمة الكويتية في الفترة: من 24 26 يناير المقبل أعمال الندوة السنوية لمجلة"العربي" العريقة التي اتخذت من " العَرَب يتَّجهُون شَرْقًا" موضوعاً لها، ويذكر المفكر الدكتور سليمان العسكري، رئيس تحرير"العربي"، ورئيس الندوة أن محاورها تتناول: تأصيل العلاقات التاريخية والحضارية بين العرب والشرق من أجل استقصاء تلك المساعي لاستكشاف الآخر من قبل الطرفين. مع استعراض المحاولات الحالية لاستعادة ازدهار ذلك التواصل، ومحاولة إيجاد السبل التي تمكِّن من رسم غدٍ أفضل. وتغطي الأوراق البحثية في هذا المحور الدور الذي لعبه التجار العرب والمسلمون في نشر اللغة العربية في الشرق، والسِّفارات المبكِّرة من دول الشرق إلي الوطن العربي..ويدور المحور الثاني للندوة حول أدب الرحلة ودوره في التأثير الحضاري المتبادل، وهو يسعي إلي قراءة نصوص مهمة في أدب الرحلة، سواء الرحلة الشرقية إلي البلدان العربية، أو الرحلة العربية إلي تلك البلدان. ويقول الدكتور سليمان العسكري: في ظننا أن هذا الأدب، بنصوصه وأعلامه، لم يُكتشف كاملاً بعد، لذلك نأمل أن نضيء نصوصاً مجهولة أو مهملة، وأن نعرض سير أعلام مؤثرين في هذا المجال، دون أن ننسي تجربتنا في مجلة "العربي" بعد ثلاثة عقود من الاتجاه شرقاً، وتتناول الأوراق المقدمة في هذا المحور: الرحلات البحرية.. بين الأسطورة والواقع، الرحلات السبع للسندباد الصيني المسلم أمير البحار، رحلات الدارسين في آسيا الصغري إلي العالم العربي، رحلات "العربي" إلي آسيا، رحالة المغرب العربي إلي دول الشرق.. ابن بطوطة نموذجاً، التأثيرات المتبادلة بين فنون العمارة بين العرب والشرق، والتأثيرات المتبادلة في الموسيقي والغناء بين العرب وآسيا. وفي المحور الثالث الذي يحمل عنوان "الترجمة جسر للتواصل" تضيئ الندوة الدور الفردي والمؤسسي للترجمة، في العصر الحديث، الذي قامت فيه بدورها في تقديم نصوص مهمة في التاريخ والأدب والفن، في كلا الجانبين، العربي والشرقي، وقد تناولت الأوراق البحثية المقدمة في هذا المحور مؤسسات الترجمة إلي اللغة العربية عن اللغات الآسيوية، ترجمة الأدب العربي إلي اللغات: الصينية، الفارسية، الكورية، الهندية. ويحمل رابع محاور الندوة عنوان "المؤسسات التعليمية ودورها في التواصل الثقافي والحضاري"، فمع اتساع حضور الجاليات في الجانبين نشأت الحاجة إلي دراسة آداب الآخر الشرقي والعربي ولغاته والتعرف علي ثقافاته وحضاراته، لذا تدور بحوث هذا المحور حول: المؤسسات التعليمية الآسيوية في الخليج العربي.. الكويت نموذجاً، المخطوطات العربية في بلدان آسيا الصغري، والبعثات التعليمية إلي جمهوريات آسيا الصغري..فيما يخصص خامس المحاور لدور الإعلام المعاصر في التواصل العربي الشرقي، إذ يشهد العالم طفرة في الإعلام الإلكتروني والورقي وعبر الوسائط السمعبصرية، بما يجعله السفيرالأكثر سرعة في تجاوز حدود الخرائط واجتياز مسافات اللغات.وتصبح دراسة دور هذا الإعلام وما يقدمه لتحقيق التواصل العربي الشرقي ضرورة ماسة لتقييم حضوره، وتتناول الأوراق في هذا المحور دور الإذاعات العربية الموجهة بلغات آسيوية، وحضور الثقافة العربية علي المواقع الإلكترونية الآسيوية، وصورة العرب من خلال عيون الفضائيات، وقنوات التليفزيون الآسيوية، والإصدارات الثقافية الآسيوية الموجهة باللغة العربية.