"الدين اليهودي خرج عن القضبان"، هذا ما قاله مؤخراً الروائي يورام كانيوك في مظاهرة احتجاجية دعا إليها فنانون ومفكرون ضد ما وصفوه ب"موجات التشريع العنصرية" حيث اجتمع حاخامات مدينة صفد لتحريم تأجير بيوت اليهود للطلبة العرب في المدينة، كما تم توزيع منشورات تحرض علي الطلاب العرب وتصفهم بالهمجيين الساديين، وهو ما نتجت عنه مواجهات عنيفة بين اليهود المتطرفين والعرب من سكان المدينة. شارك في المظاهرة حوالي مائتي شخص أمام مبني الاستقلال بشارع روتشيلد بتل أبيب، وهو المكان الذي أعلن منه بن جوريون قيام دولة إسرائيل علي الأراضي الفلسطينية المحتلة. من بين من ألقوا المحاضرات كان شولاميت آلوني، مردخاي كرمنيتسار، أوري أفنيري، ويورام كانيوك. قال كانيوك في خطابه: "لا أريد الربي عوفديا يوسف، لا أريد الربي إلياشيف الذي لا يسمح بزراعة الأعضاء، لا أريد نظاماً عنصرياً فاشياً مثل الذي لدينا اليوم، نظام المتدينين والحريديم... أنا غير مستعد للحياة في دولة يسيطر الدين عليّ فيها. أنا يهودي للغاية بروحي، أنا أعرف اليهودية ودرستها، وهذه ليست اليهودية التي أعرفها". وعن عوفديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية المتطرفة ، قال: "هو يقول إن اليهود سوف يستقبلون الأغيار بوصفهم خدماً لهم. رأيي أنه ينبغي الرد علي هذا الشخص بعبارة قومية تحكم بحبس الشخص الذي يقول شيئاً كهذا ويعرض وضع إسرائيل للخطر في العالم." كما وصف يوسف بأنه "شخص مخيف ومهدد. هو يعرف شفوياً كل أنواع الشرائع ولكن ليس له قلب ولا روح ولا رحمة _ ولا أي شيء. هؤلاء الناس يسيطرون علينا". ويضيف كانيوك، الذي _ بالمناسبة- لم يتخل أبداً عن مبادئه الصهيونية: "هنا أقمنا دولة كان من المفترض أن تكون دولة نموذجية. واليوم هي دولة محنية القامة، مسكينة وتعيش تحت السلطة المخيفة لأناس لا يهمهم شيء بخلاف الجلوس علي كراسيهم مثل باراك وبيبي (نتنياهو)". أما النشط بحركة "جوش شالوم" أوري أفنيري فقد قال في المظاهرة إنه "عندما تم الإعلان عن هذه الدولة في هذا البيت، لم تكن شولاميت آلوني هنا، ويورام كانيوك لم يكن هنا ولا أنا كنت هنا، كنا في الوحدات المحاربة وحاربنا من أجل إقامة هذه الدولة. ليست هذه هي الدولة التي صلينا لأجلها ولا التي حلمنا بها.. تقريباً بكل أسبوع يتم في الكنيست اتخاذ قرارات عنصرية جديدة، الواحد في إثر الآخر، وعلي جميعها مطبوع ختم نورمبرج." في إشارة للمدينة الألمانية التي تم فيها محاكمة القادة النازيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وزيرة التعليم السابقة شولاميت آلوني لم يخل كلامها من نبرة صهيونية أيضاً، حتي وهي تعادي القوانين العنصرية. أدانت آلوني الهوية اليهودية لصالح الهوية الإسرائيلية العلمانية وقالت: "أعلن رئيس وزراء إسرائيل أنه لا يوجد شعب إسرائيلي وإنما فقط الشعب اليهودي... أريد القول أنني بحثت في كل كتب الصلوات، بما فيها صلوات رأس السنة ويوم كيبور، وكلمة "يهودي" لم تكن موجودة هناك. هناك كلمة "شعب إسرائيل" و"إله إسرائيل"، ونحن نريد أن نكون إسرائيليين." وتطرق البروفسور مردخاي كرمنيتسر، نائب رئيس المعهد الإسرائيلبي للديمقراطية إلي دعوة ليبرمان لسحب الدعم عن الفنانين الداعين لمقاطعة هيخال هتربوت بآريئيل بالضفة الغربية، وقال: "ثمة هنا محاولة للزعم بأن أي شخص لا يؤمن بمشروع الاستيطان لا يعد جزءاً شرعياً من هذه الدولة. ثمة هنا ادعاء كاذب بأن أي منظمة تدعمها الدولة، بما فيها المنظمات الاجتماعية والمدنية التي تقوم بدور هام للديمقراطية في إسرائيل، سواء تلك الأكاديمية أو المسرحية، ليس لديها الحق في التعبير عن آرائها، بما أنها مدعومة علي يد الدولة... كأن الدولة هي الحكومة".