نشأت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بمبادرة من جمال عيد وعدد من النشطاء الحقوقيين، كان الهدف الأساسي من المنظمة أن تكون بمثابة شبكة وحلقة وصل بين جميع المنظمات العربية العاملة في مجال حقوق الإنسان. لذلك فحينما بدأت الشبكة نشاطها في 2005 ارتكز عملها علي محورين الأول هو الموقع الإلكتروني الذي تحول إلي المصدر الأساسي الذي يمكن للزائر من خلالها متابعة كافة القضايا والفعاليات الحقوقية في جميع دول العالم العربي، والمحور الثاني هو تجميع إصدارات تلك المراكز من بيانات، تقارير، وكتب والعمل علي إتاحتها للجمهور. يحكي جمال عيد بداية تأسيس المكتبة "كنا ننشر الكتب والتقارير التي تصلنا من المنظمات العربية الآخري علي موقعنا الإلكتروني، إلي جانب صورة الغلاف وعرض بسيط لمضمون الكتاب، لكن بعد ذلك كان يأتي إلينا بعض الباحثين يبحثون عن نسخة ورقية من تلك الكتب، وللآسف غالباً لا يكن لدينا من الكتاب إلي نسخة واحد فلا نستطيع إعطاءه له" في مرحلة تالية وصل عدد الكتب الموجود في الشبكة إلي 300 كتاب، عند هذه النقطة بدأ التفكير في مشروع المكتبة. يوضح عيد "أردنا أن نجلعها مكتبة ديمقراطية لا تقتصر علي إصدارات المنظمات الحقوقية، بل تحتوي علي كتب تاريخية، قانون، أدب، تراجم وغيرها من فروع العلم". كأي مشروع من مشروعات منظمات المجتمع المدني فقد تم إنشاء المكتبة من خلال التقدم بطلب لتمويل مشروع إنشاء المكتبة، حيث تم الاستفادة من التمويل في شراء عدد متنوع من الكتب. اسأل جمال لكن كيف تحافظون علي عملية تحديث المكتبة؟ يجيب جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة "بعض المؤسسات أصبحت ترسل لنا أكتر من نسخة من كتبنا، أحياناً نعتمد علي شراء بعض الكتب النادرة والقيمة من سور الأزبكية حيث تتميز غالباً بأنها رخيصة لذلك لا تؤثر علي ميزانيتنا، إلي جانب ما سبق فبعض دور النشر كدار ميريت تحديداً ترسل لنا كتبها كإهداءات للمكتبة" الآن يصل عدد الكتب الموجودة في المكتبة إلي 2800 كتاب، وعلي القسم المخصص للمكتبة في موقع الشبكة الإلكتروني يجد الزائر قائمة كاملة بالكتب الموجودة في المكتبة وإلي جانب كل كتاب عرض مبسط لمحتوي الكتاب، الأمر الذي يسهل كثيراً من مهمة الباحثين حيث يمكنه زيارة الموقع للبحث عن الكتاب الذي يرده وعند زيارة المكتبة يمكنه أن يعثر علي الكتاب بسهوله من خلال رقمه الموضح علي الموقع. يمكن للزائر قراءة الكتاب داخل المكتبة أو استعارته. تركز معظم كتب المكتبة علي قضايا حرية الرأي والتعبير وتداول المعلومات إلي جانب القضايا الحقوقية المتنوعة، كما تتضمن المكتبة أهم التقارير السنوية التي تصدرها مؤسسات حقوق الإنسان ، سواء المحلية أو الدولية، إلي جانب قسم خاص بالكتب القانونية يتضمن نصوص القوانين وأمهات الكتب القانونية والمراجع والشروح المختلفة التي تهم المحامين والباحثين المتخصصين. أما قسم الأدب فيحتوي علي مجموعة من الأعمال التي كانت موضوعاً لقضايا حرية الرأي والتعبير علي رأسها رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، أعمال سلمان رشدي بترجمة دار الجمل وعدد من دور النشر السورية. تقدم المكتبة أيضاً خدمة آخري للمهتمين بحقوق الإنسان أو بالنسبة لمؤسسات حقوق الإنسان نفسها، وهي إنشاء مركز توزيع لإصدارات مؤسسات حقوق الإنسان التي توزع بالمجان، حيث يمكن أن يحصل المترددين علي المكتبة علي الإصدارات الجديدة التي نشرتها مؤسسات حقوق الإنسان، عقب إرسال هذه المؤسسات الحقوقية عددا من النسخ التي ترحب بمنحها للمواطنين والباحثين والمحامين و للجمهور بشكل مجاني.