الممثل الإسرائيلي زئيف ريفح، وهو أحد أكبر الممثلين في إسرائيل من أصل مشرقي، مغربي بالتحديد، حصل مؤخراً علي جائزة الأكاديمية الإسرائيلية للسينما في احتفال تسليم جوائز "أوفير". ريفَح تحدث أثناء تسلم الجائزة عن بيته القديم في الرباط بالمغرب، وعن شعوره دوما أنه ينتمي لإسرائيل، قال كلاما أقل ما يوصف به أنه صهيوني من النوع التقليدي ويروج للخطاب السائد حول إسرائيل. قال: "دوما ما شعرت أن هذا هو مكاني. حتي في الرباط، المدينة التي ولدت بها، كنت أعرف أنني أنتمي إلي هنا. أبي، الذي كان معلماً للعبرية والفرنسية في مدرسة Alliance Francais كان يؤلّف كتب نحو بالعبرية. في البيت كنا نتحدث اللغة المقدسة وكذلك ولدت أنا، أتحدث عبرية سلسة، تشوشت للمفارقة عندما وصلت لإسرائيل." ويضيف: "كان أبي يقوم بتهريب التلاميذ لإسرائيل في هجرة غير شرعية عن طريق مارسيليا. عندما جاء دورنا للخروج في رحلة لإسرائيل، فرحنا جدا. قال أبي إنّ كل ما نمر به حاليا هو آلام الجيل الأخير قبل الخلاص. "الرب خصّنا بأن نهاجر إلي إسرائيل وقت الخلاص" اعتاد علي أن يقول هذا، وبهذا الإحساس جئنا هنا. في المغرب كنا نصلي صلاة "العام القادم في القدس"، والرغبة في زيارة القدس كانت تشتعل في دمي... صحيح أننا في الرباط كنا نسكن في بيت جميل وواسع ولدينا خادمة ولكن هذا الحنين لأرض إسرائيل -والذي كان غير مدرك في هذا الوقت- كان شوقا مسيحيا ارتبط بي أيضا، ربما لأنني الطفل البكر". جاور ريفح مسلمين وعربا في فلسطين، ولكنه لم يرهم، ولم ير أرضهم المسروقة، كل ما رآه هو بيت المقدس اليهودي، يقول: "حلمي وأمنيتي كانت أن أصل إلي القدس وهذا ما فعلناه. اشتري أبي شقة وتركنا المعبرة إلي القدس. سكنا في حي موسرة وكل صباح كنا نصحو مع نداء المؤذن "الله أكبر" من المساجد حولنا، ولكن دوما ما كانت تحلّق في الجو حقيقة أنه في هذا المكان ثمة بيت المقدس، وأن هذا المكان هو بيتنا." وحتي عندما ينتقد الدولة العبرية فهو لا ينتقدها إلا بسبب الألم اليهودي، الذي لا يري غيره. يقول: "أنا شخص وطني لا يرجي لي علاج ولكن أشعر بألم كبير من حدوث أشياء لا ينبغي حدوثها في دولة يهودية. لا ينبغي أن يسير يهود في الدولة اليهودية جائعين للخبز. لا ينبغي أن يفقد اليهود احترامهم في الدولة اليهودية. فقدان الكرامة يفسد الناس.. دولة إسرائيل تكرر أخطاء الماضي اليوم مع الطائفة الأثيوبية وتنشئ أجيالا من الأطفال بهذا التشوه الذي لا يمكن حساب ضرره بالمال".