قَدر المتحف الإسلامي أن يظل لغزا. رغم افتتاح الرئيس له منتصف الشهر الماضي إلا أنه حتي الآن لايزال يقفل أبوابه أمام الجمهور، بعد افتتاح الرئيس قيل إن المتحف سيتقبل الجمهور عقب عيد الفطر، ومر العيد ولم يحدث شيء، لغز الافتتاح كان قد بدأ مع توالي التواريخ بدءاً من الثامن عشر من يونيو 2007 حيث أصدر المجلس الأعلي للآثار بيانا يؤكد فيه انتهاء أعمال ترميم وتطوير متحف الفن الاسلامي بباب الخلق، وأكد البيان أن الافتتاح سيكون في ديسمبر من العام نفسه، كما نسب البيان إلي وزير الثقافة قوله بأنه سيتم افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة قبل افتتاح أقسام متاحف الآثار الإسلامية الجاري إنشاؤها بمتحف اللوفر ومتحف المتروبوليتان بنيويورك ومتحف برلين بألمانيا ومتاحف الفن الإسلامي في كل من قطر والإمارات المتحدة وهو ما لم يحدث بالطبع. لم يكن التاريخ السابق هو الأول ولم يكن بالطبع الأخير فقد توالت التواريخ الكاذبة للافتتاح، وكان آخرها السابع والعشرين من سبتمبر الماضي، ولم يحدث شيء، ثم وكالعادة أعلنت الوزارة عن احتفالية دولية أواخر العام الماضي لافتتاح المتحف، ولم يحدث أيضا. وأخيرا وبعد افتتاحه الرسمي لاتزال أبوابه مغلقه أمام الجمهور! المفاجأة أنه وبحسب مصادر مطلعة من داخل المتحف فإن "تغييرات جذرية" تجري الآن لأسلوب العرض المتحفي بعد أن توالت الملاحظات قبل الافتتاح وبعده، كان أبرزها ما قاله وزير الثقافة واكتشف عدم تنفيذه في الافتتاح الرسمي. علي الجانب الرسمي ينفي محمد عباس مدير المتحف مسألة تغيير العرض المتحفي، ويقول إن ما يجري الآن مجرد "تجميل" للعرض، مع تنفيذ "بعض الملاحظات" التي قيلت أثناء الافتتاح، مدير المتحف قال إن الافتتاح النهائي سيكون في أكتوبر المقبل _دون أن يحدد يوما- وتجري الآن تحضيرات لحفل فني ضخم يقدمه الفنان وليد عوني ويقام في قصر محمد علي بالمنيل للإعلان عن المتحف ووضعه علي قوائم الزيارة، كما تم طباعة 10 آلاف "بوستر" وستوجه دعوات رسمية لعدد من الملوك والرؤساء والشخصيات العامة لحضور الافتتاح. الجدير بالذكر أن القطع المعروضة في الشكل الجديد لن تتجاوز 1700 قطعة -التصميم القديم كان يعرض ما يقرب من عشرة آلاف قطعة- المدخل سيكون من شارع بورسعيد وليس من الحديقة المتحفية كما كان في السابق، وسيواجه الداخل من البوابة الرئيسة قاعة استقبال ستضم مجموعة متنوعة من الآثار تعطي فكرة عامة عن محتويات المكان، ثم يقسم المتحف إلي قسمين شمالي وجنوبي، تبدأ الجولة من الجناح الشمالي الذي يضم قاعة للعصر الأموي، وأخري للعباسي، ثم 3 قاعات للعصر الفاطمي، وقاعتين للأيوبي، و3 للمملوكي، وقاعتين للعثماني، أما الجناح الجنوبي فيقسم بحسب المواضيع وفيه قاعات للنسيج والخط والفلك والطب والفن الجنائزي، والمياه والحدائق، والألوان والأضواء.