من أول وهلةْ طبعتُ علي شفتيها قبلةْ لم أدر بنفسي وأنا أفعل تلك الفعلةْ أشياءٌ ما فيها جذبتني غلبتني أخذتني من حال الوعي إلي الغفلةْ تحدق فيْ .. أحدقُ فيها ودقات قلبي كدقات طبلةْ في نظرتها بعض الحدّة في خديها بعض الحُمرةْ لم تزعجني تلك النظرة إلا أني كنت أودُّ أعيدُ الكَرّة لاتنظري لي هكذا شذراً إني رجلٌ حسنُ السمعةْ لكن إذا ما رأيت الجمالَ هبَّ فؤادي مثل الطفلِ لم أسطع أبداً يوماً منعَه أنا حقاً عفويٌّ جداً كلُّ أموري مندفعة كررتُ اعتذاري بطريقتينِ حتي بدي كأنهُ خدعة فكرتُ ألاطفها بدعابةْ كي نخرج من تلك الحدةْ فضلتُ بأن أبقي جاداً فملامحها كانت جادة وظللتُ أردد أشياءً لا أعنيها كي أبقيها اطولَ مدة لكن ما أدهشني أني لم أتلق صفعة قالت: ياهذا أنا لستُ امرأةً من تلك النسوةْ اللاتي من قدمَ لي معروفاً أشكرهُ في السرِّ وأنكر في الظاهر فضلًهْ ياهذا إني من أتوسمُ فيهِ الخيرَ أتقربُ منهُ .. لَعَلًّهْ يا هذا أو تدري أعظمُ مخترعٍ في التاريخِ من اخترع القُبلة بللتُ شفاهي من طرفِ لساني وتوجهنا شطر القِبلة يا امرأةً ليس بي عِلَّة فزيدي كما شئتِ الطين بلَّة طالت نظرتها وانكسرَتْ رمشت جفنيها وانحدرَتْ دمعتُها صارت وجنتُها مُبتلَّة ولمحتُ بعينيها أسفاً لا تدري ماتبغي قولَه أحسستُ بأني متهمٌ وسقتني من عينيَّ أدلَّة وهممتُ بأن أبتعدَ وهمّتْ ليداري كلٌ منا خَجَلَه شيءٌ ما أبقاها لا أعرفهُ شيءٌ ما أبقاني تعرفهُ من أولِ وهلةْ صامتةٌ تستجمعُ قولاً في عينيها وأنا أصمتُ خشيةَ زَلَّة والصمتُ ثقيلٌ وعقابٌ تباً هل مسكتْ لي ذِلة قالتْ: غرتْكَ الضحكةُ يا هذا فظننتَ بأني منحلةَ ورسمتَ خيالاتٍ في رأسك أيقظتَ النائم كُلَّه رَكّبْتَ ضحكتي علي وجه عاهرةْ ورأيتَني أتركُ ذاكَ يطوقُ خصري أتركُ ذاك يقبلُ وجنتيَ الفاترةْ تلمحهُ بالصدفة عابرٌ يأخذني معهُ وأنا بالصدفة عابرةْ تلمحُ صدري العاري وأنا بالكرسيْ الخلفيِّ لسيارتهِ الفاخرةْ تصحبُني معكَ بلا استئذانْ لا أسألُ: أيَّ مكانْ؟ في وهمكَ كنت كما كنت الآنْ أنا ضحكتي شخصيتي ليس لها عِلّةْ لكن ما قابلني شخصٌ مثلُك إلا ورآني سهلة وتصرفَ مثل الصبيانِ وتمتمَ هل نقضي الليلة ؟! ولأن الجنس وراثيٌّ وسياسيٌّ وغريزيٌّ أعذرُ مع كرهي الرجل الأبلَهْ أنا لا أحسدُ إلا امرأةً عشقتْ وطموحي أن أصبحَ(عَبْلَة) أحتاج لأن أَعشقَ يوماً أحتاج لأن أُعشقَ ليلة أنا بعض امرأةٍ مكبوتة وسواسُ الحب برأسي كطنين النحلة كمراهقةٍ .. أرسم قلباً وأخطُّ اسماً أحبك جداً -لا أقرأ قصصَ الحبِّ- أكرهكَ أبكي أتأوهُ وأنا مشتعلةْ لن تنساني قد تلقاني بعد سنينٍ أُمَّاً وأنا أحملُ طفلة قد تلمح وجهي بجريدةْ أسفل خبرِ القبض علي عاهرةٍ منحلةْ- أو قد لا تعرفُ أن امرأةً ماتت ثَمِلَة كن بين القربِ وبين البعدِ فالفرصةُ فيْ لا زالت محتملة الحبُّ كالتقوي حين أفقدهُ- تصبحُ رأسي بالجنسِ أو بالموتِ محتلُّة .