نال الشاعر حمزة قناوي درجة الماجستير بتقدير امتياز عن رسالته المُقدَّمة إلي قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة عين شمس، بعنوان "ثنائية الحاكم والمحكوم في روايات صنع الله إبراهيم- قراءة اجتماعية". وقد أشرف علي الرسالة كل من الناقدة الراحلة الدكتورة ثناء أنس الوجود ربيع، الرئيس السابق لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، (آخر رسالةٍ أشرفت عليها قبل رحيلها، رحمها الله)، والناقد الدكتور سعيد الوكيل، الرئيس الحالي لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وناقشها كل من الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور خيري دومة، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة. وذلك وسط حضور كثيف من المهتمين بأدب صنع الله إبراهيم، والمتابعين للشأن الأكاديمي والرسائل الجامعية، كما كان في طليعة الحاضرين كلٌّ من الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، والدكتور إيمان يحيي، أستاذ الجراحة بجامعة قناة السويس "وصاحب رواية الكتابة بالمشرط"، والدكتور فكري أندراوس، العالِم بوكالة "ناسا" سابقاً، وعدد كبير من جمهور . في بداية مناقشة الرسالة، وتحليل المنهج المُتَّبع فيها، وعرض مباحثها المُشكِّلة لفصولها ، أوضح الباحث . أن سبب اختيار الموضوع، هو ما مرت به الساحة العربية من أحداث اجتماعية وسياسية كاد بعضها أن يكون تنبُّؤَاً لما أورده وناضل من أجل تغييره صنع الله إبراهيم، كما أن الوعي المكتسب بعد هذه الأحداث يكشف ضرورة النظر المعمَّق للأدب السياسي الذي يشتبك مباشرةً مع أنظمة الحكم السياسية في الواقع العربي. وأوضح الباحث أن صنع الله إبراهيم الذي يُعد بين أبرز الروائيين المصريين من جيل الستينيات، المُنتمين إلي الفكر اليساري المعارض،والذين رصدت أعمالهم الواقع المصري والعربي في أكثر من سياق، ما بين الاجتماعي والسياسي، فقد شكَّلت تجربة اعتقاله في الفترة ما بين (1959)- (1964)مركز خبرته السياسية ونواة رؤيته لتجربته الأولي (تلك الرائحة)، التي صدرت بعد خروجه من المعتقل، وأثارت ضجَّةً كبيرة آنذاك ، كما تتميز أعماله بميزتين رئيستين تشكلان التوجُّه الفني والقيمي لأعماله، وهما صلتها وثيقة التشابك مع سيرته من جهةٍ ومع تاريخ مصر السياسي من جهةٍ أخري، ثم التوثيق السياسي والاجتماعي للمجتمع المصري عبر سُبُلٍ فنيةٍ مختلفةٍ، وعبر المراوحة بين الأشكال الفنية التي استخدَمَ فيها هذا التوثيق بين استخدام تقنيات (الصحافة) روايتا "شرف"، و "ذات"، و(الفيلم التسجيلي) "بيروت- بيروت"، و(المسرح) "شرف" و(الوثائق التاريخية والمخطوطات). "العمامة والقبعة" و"القانون الفرنسي"، وهما الميزتان الأساسيتان اللتان ميَّزتَا روايات الكاتب الذي لم يمتهن أية مهنةٍ أخري في حياته سوي الكتابة، ما أكسَبَهُ تفرُّدَاً آخر قلَّما وُجِدَ في أحد كُتَّاب جيله. وأوضح الباحث أنه برغم تنوُّع وتعدُّد الأشكال الفنية التي يستخدمها صنع الله إبراهيم في الرواية، فإن توجُّهه القيمي ظلَّ ثابتاً في إبداعه الروائي، فالقضايا الأساسية التي ظلَّ المؤلف يتناولها في أعماله هي قضايا تثوير وعي الإنسان، وتعرُّضه للاستغلال من قِبَل الدولة أو المؤسسة، أو علي المستوي الأوسع من "الرأسمالية العالمية" التي استعبدت "الفرد" مقابل عولمة شرسة، جعلته ترساً صغيراً في آلةِ إنتاج ودعاية "كاذبة" ضخمة. تجلَّت هذه القيم علي التوالي في روايتي ( اللجنة) و(شرف). كما تناولت رواياته قضية الاستعمار وتوجهه إلي ضرب القوي الوطنية واستنزاف موارد الشعوب ( وردة) و(أمريكانلي) و(العمامة والقُبَّعة)، وتزييف التاريخ لجهة مصالح هذا الاستعمار. ما جعل رواياته تُحلل فكرة السُّلطة وتغوُّلها وتحاول مساءلتها ورصدها، في مواجهة الطبقات الكادحة والمسحوقة، عبر ظاهرة الحاكم والمحكوم، والأشكال التي تتجلي فيها هذه السلطة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية). والكاتب الذي خرج من أعماق الطبقة الوسطي المصرية في الأربعينيات، عندما كان مفهوم "الطبقة" لايزال قائماً، ظلَّ محافظاً علي انتمائه هذا، مخلصاً لقضايا الطبقة الوسطي في رواياته (قبل أن تتفتت هذه الطبقة الوسطي المصرية نفسها، وتالياً يتفتت مفهوم الطبقة نفسه)، عبر التحوُّلات التي شهدها المجتمع المصري، والتي رصدها الروائي في أعماله منذ بدايات نهضتها الحديثة، مروراً باستشراف النكسة والهزيمة (تلك الرائحة) ومروراً بالانفتاح- الذي كان أخطر مرحلة من مراحل تحوُّلات المجتمع المصري والتي بدأ فيها في فقدان هويته وبدأ تفتته- وعبَّر الروائي عن هذه المرحلة في روايتيه (ذات) و(شرف). أما المجتمع المصري في الأربعينيات فقد رصده من خلال إحدي رواياته الحديثة (التلصص). وقد اهتمَّت أعمال صنع الله إبراهيم بالواقع العربي في مظاهر احتدامه وتشكُّل قضايا مجتمعاته التحررية ورصد إرباكاته وانقساماته. تبدَّي ذلك علي سبيل المثال في رواية (وردة)، التي تتناول الثورة العربية الاشتراكية- المنسية- ومحاولة (جمهرة) سلطنة عُمان في الستينيات بواسطة الثوريين الاشتراكيين. كما أنه رصد الحرب الأهلية في لبنان في روايته (بيروت- بيروت). جاء اهتمام الباحث بالخطاب الروائي عند صنع الله إبراهيم. كخطابٍ أدبي، له علاقة بالواقع المعيش، أو الواقع المُتخيَّل والمُتشكِّل في ذهنه، والذي يسعي من خلاله إلي أن يؤرِّخ لقضايا الواقع، أو أن يخلق نظرةً شموليةً تسعي للتفكير والتأثير في بعض متغيراته. والقارئ عند تلقيه لهذا السرد الروائي عند صنع الله إبراهيم يلمس تلك العلاقة القائمة بين الرواية والواقع المحليِّ والعربي، والتحوُّلات والمُتغيّرات الإنسانية، ليدركَ أن هناكَ صلةً وثيقة بين الأدب بوصفه فناً، والأدب بوصفه مادةً للتعبير عن الحياة والعالم الخارجي، الذي يتصارع مع العالم الداخلي عند المبدع. مباحث الرسالة.. بين التوجُّه المركزي للموضوع والمعالجة المنهجية ، وقد جاءت رسالة حمزة قناوي لتدرس الخطاب الروائي عند صنع الله إبراهيم في ظل علاقته بالواقع، لتقف في المقابل علي العلاقة بين الروائي وعالمه/ واقعه بمستوياته وتشكيلاته المختلفة في ثلاثة فصول انطلقت مباحثها الأساسية- التسعة- من التوجُّه المركزي لفكرة الرسالة، وتنوَّعت المناهج المتَّبعة في تناولها محاولةً تحليل ظواهر هذه المباحث بدون عسفٍ أو انحيازٍ لمنهجٍ موجَّه،وهذه المباحث هي: جاءت الدراسة في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة.. أوضح التمهيد التعريف بالكاتب ومكانته وإبداعه الروائي. واهتمَّ الفصل الأول بدراسة : التمرد علي السلطة في روايات صنع الله إبراهيم، وقد انقسم هذا الفصل إلي ثلاثة مباحث: المبحث الأول: مظاهر السُّلطة ( سياسية- اجتماعية- اقتصادية- ثقافية)في التعبير الأدبي. المبحث الثاني: التمرُّد الكيفي في روايات صنع الله إبراهيم بين السلب والإيجاب. المبحث الثالث: الكثافة التكرارية لظاهرة التمردفي روايات صنع الله. المبحث الرابع: تحليل رواية اللجنة بنيوياً وعُنيَ الفصل الثاني بالوقوف عند: السياق التداولي لثنائية الحاكم والمحكوم.. وجاء أيضاً في ثلاثة مباحث: المبحث الأول: التداولية وصلتها بالسياق المبحث الثاني: الراوي والسياق الاجتماعي في أعمال صنع الله إبراهيم المبحث الثالث: السياق الاجتماعي وتناول الفصل الثالث: الرمز والقناع في علاقة الحاكم بالمحكوم، وهو مكوَّن من مبحثين: المبحث الأول: مفهوم الرمز والقناع ووظائفهما في السرد الروائي. المبحث الثاني: الرموز الحيَّة والجامدة. أما الخاتمة فقد تناول فيها الباحث النتائج التي توصل إليها في الفصول السابقة، وهي كشف العلاقة الثنائية بين الحاكم والمحكوم، علي مدي المراحل المختلفة التي مرَّت بها روايات صنع الله إبراهيم. تتبع هذه الثنائية، واكتشف أنها جزء جوهري أصيل من بنائه الإبداعي، ومن محور الرسالة المتضمنة في عمله والتي يحاور من خلالها جمهور قرائه. وفي سبيل استقصاء هذه الثنائية، تتبعت الرسالة التالي: ثُنائيَّة السُلطة والتمرُّد في روايات صُنع الله إبراهيم التنوع المتعدد للسلطة مثل: السلطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حيث تقف روايات صنع الله كمرآة عاكسة وكاشفة لمختلف الصراعات التي تحدث في المجتمع، والتي مر بها المجتمع المصري والعربي ثم العالمي في وقت لاحق بحسب ما اتضح في المبحث الأول من الفصل الأول. في المبحث الثاني تناول الباحث التمرد الكمي والكيفي في روايات صنع الله إبراهيم، وتتبع جوانب التعبير عن التمرد السلبي الذي يكتفي بذكر الأشياء وفضح جوانبها، دون تخطي ذلك لاتخاذ موقف تجاهها، والتمرد الإيجابي الذي يناهض ويحرِّض مباشرة لاتخاذ موقف ضد الأحداث التي يرفضها الكاتب، وضد السياسات سواء المحلية أو الدولية. وفي المبحث الثالث من الفصل الأول رصدٌ للكثافة التكرارية لظاهرة التمرد، وأوضح الباحث جانباً آخر من جوانب التمرد في أعمال الروائي الكبير، يقوم علي إعادة تكرار وتقديم الأشياء التي يرغب في مناهضتها، وتوصل من ذلك إلي وضع ترتيب لأكثر الروايات التي تحتوي علي تمرد كمي مقارنة بباقي الروايات، فكانت النتائج علي النحو التالي: رواية »اشرف«ثم »اللجنة«، ثم »ذات«، ثم »وردة«، ثم »يوميات الواحات«، ثم »تلك الرائحة«، ثم»بيروت بيروت«، ثم »نجمة أغسطس«، ثم »أمريكانلي«، ثم »التلصص«، ثم »العمامة والقبعة«. حيث » شرف« هي الأكثر تمرداً، و»العمامة والقبعة« أقل في القيمة التمردية. أما في الفصل الثاني فقد تناول السياق التداولي لثنائية الحاكمة والمحكوم، وقدم في المبحث الأول تعريفاً للتداولية التي مازالت تحتاج إلي العمل والتوضيح في الممارسة النقدية العربية، ومن خلال المُعطَي الذي تم الاستقرار عليه تناول: حضور السياق السياسي ( السلطة التشريعية - السلطة التنفيذية - السلطة القضائية ) في روايات صنع الله، واكتشفت أنه يمكن الكشف عن حضور هذا السياق عبر (الراوي)، حيث مر الراوي لدي صنع الله بثلاث مراحل: المرحلة الأولي: راوي السيرة الذاتية، وفيه يروي الأحداث من خلال ما يحدث معه، كاشفا عن ملاحظاته في شكل مبسط عبر ما يراه السارد/ المؤلف الضمني. المرحلة الثانية: الراوي متعدد الرؤية، وفيه قام السارد بالتنويع من نمط السيرة الذاتية، ليروي أحياناً من منظور أنثوي كما حدث مع »ذات«، و»وردة«، أو أكثر من منظور كما حدث مع شرف. المرحلة الثالثة: الراوي في مواجهة العالم، وهي الروايات المتأخرة التي يتقمص فيها السارد دور أستاذ التاريخ، ويحلل السياسة العالمية من منظور تاريخي مقارن، وقد أوضح كل مبحث كيف تتبدي وتظهر ويتم عرض السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. أما أضعف أنواع السُلُطَات التي تم عرضها وتناولها فهي السلطة الاجتماعية، (سلطة القبيلة- العائلة- الأسرة- العادات والتقاليد)، وقد ربطت بين طبيعة الحياة الأسرية التي تعرض لها صنع الله في حياته، وبين انصرافه عن الاهتمام بتحليل علاقات الأمومة والأبوة والطفولة، ومشاعر الارتباطات الاجتماعية من صلات قرابة مختلفة، لصالح التحليل السياسي والاجتماعي العام ومواجهة الهيمنة الغربية، وسوء السياسات المحلية. في الفصل الثالث تناول الباحث الرمز والقناع عند صنع الله إبراهيم، وقام بتتبع أنواع الرموز، وأهميتها، وأقنعة الرواية، والرموز الحية وغير الحية، وكيف استخدمها وكيف وظَّفَ هذه الرموز ما بين مدن، وأماكن وسجن، أو رمزية الأنثي، أو رموز حية أو غير حية. وبهذا التناول حاول الباحث في رسالته أن يكشف عن مُجمَل ما تبدَّي له من تقنيات سردية وظفها المؤلف صنع الله إبراهيم في رواياته حول علاقة الحاكم بالمحكوم، وتحليل المراحل المختلفة التي مر بها الوعي الروائي في رصد وتحليل وتقديم رؤية الكاتب حول الوضع السياسي المصريوالعربي والعالمي. لجنة المناقشة.. التوجيهات والتوصيات بعد أن قدَّم الأستاذ الدكتور سعيد الوكيل، المشرف علي الرسالة مع الدكتورة الراحلة ثناء أنس، التحية والشكر للحاضرين، وحيَّا الروائي صنع الله إبراهيم لحضوره مُذكّراً بموقفه النبيل في رفضه جائزة القاهرة للرواية عام 2003، أجمَلَ فكرة الرسالة، ومباحثها، والجديد الذي قد تضيفه إلي مكتبة البحث النقدي العربي، في تناولها فكرة تفكيك السُّلطة، وتحليلها، وتوضيح آليات عرضها في الروايات المختلفة، وتوسُّل الطرائق الفنية المبتكرة لذلك، إضافة إلي المنهج، أو المناهج المتبعة، في الرسالة لاستقصاء تجليات السلطة وثنائية الحاكم والمحكوم. كما رحَّب برئيس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب، والمناقش الخارجي الأستاذ الدكتور خيري دومة. وعندما تناول الدكتور خيري دومة الكلمة ألقي الضوء علي أهمية الرسالة، ومركزية تميُّزها من أنها تتناول إبداع كاتبٍ كبير، من زاوية معالجةٍ جديدةٍ تتعلق بموضوعٍ حساسٍ وشائك هو السلطة وتفكيكها في أحد ملامح ثنائياتها، الحاكم والمحكوم وأنه أعجب بالرسالة، غير أنه أشار إلي أن هناك بعض الهنات المنهجية التي يجب إعادة النظر فيها والتي تمت عند معالجة الفكرة المتناولة في الرسالة، عبر أكثر من منهجٍ، كان يمكن أن تكون أكثر تماسكاً منهجياً في حال تلمست منهجاً واحداً للمعالجة، إضافة إلي بعض الأخطاء التي قد يقع فيها أي باحث في مرحلة الماجستير تتعلق بالإحالة علي المصادر والاستشهادات غير الدقيقة. أما الدكتور محمد عبد المطلب، فقد أثني علي الباحث، وحيا جهده في تناول فكرة السلطة في أعمال صنع الله إبراهيم، وأن التناول المفصَّل لتجليات هذه السلطة في أعماله حاول أن يستقصي آخر حدود البحث علمياً، ما جعل الباحث يجهد نفسه في كثير من المباحث التي كان يمكن اختصارها، وأن الإضاءات التي قام بها علي المناهج التطبيقية المختلفة أثرت البحث، وحاولت معالجة الفكرة بشكل موضوعي. كما أشار الناقد الكبير إلي بعض الأخطاء التي وقعت في الترجمة فيما يتعلق بالمصطلحات، وقام بتقييمها، شارحاً الجذور التداولية للمصطلحات المترجمة في استعمالها السياقي. ثم رُفعت الجلسة لربع ساعة تقريباً، خرجت فيها اللجنة إلي غرفة التحكيم للتداول حول الرسالة، قبل أن تعود وتنعقد علي المنصة، ليُلقي رئيس لجنة المناقشة، الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب قرار اللجنة بالإجماع.. بمنح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز. لقطات من المناقشة قام الباحث حمزة قناوي بتوجيه تحيةٍ لأستاذته الراحلة الدكتورة ثناء أنس الوجود، التي قال إنه "لن ينسي فضلها عليه طوال حياته وأنها ساندته في إتمام هذه الرسالة من بدايتها وحتي آخر أيام حياتها"، فدوت القاعة بالتصفيق. وجَّهت المنصَّة التحية والتقدير للناقد الكبير د. سيد البحراوي، الذي كان له الفضل في فكرة هذه الرسالة منذ عشر سنوات في جامعة القاهرة، حيث تبناها من البداية وشجّع الباحث عليها، كما أنه دافع عنها بقوةٍ في سيمنار عقد لها بكلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 2007، غير أن مغادرة الباحث مصر واسقراره بالخارج منذ ذلك التاريخ، جعلت الرسالة تُنسي في أدراج الجامعة، قبل أن تعود للنور مرةً أخري بعد كل هذه السنوات ولكن في جامعة عين شمس، ولم تفُت هذه اللفتة المشرف علي الرسالة، الدكتور سعيد الوكيل، فوجه التحية للمشرف (الأول ) الداعم.. الدكتور سيد البحراوي. كعادته حين يحضر ندواتٍ أو لقاءاتٍ أدبية، ظل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم صامتاً طوال فترة مناقشة الرسالة التي تناولت أعماله، مكتفياً بالتركيز في كل ما يُقال، ومتابعاً باهتمام آراء الباحث ولجنة المناقشة، إلي أن انتهت الفعالية، فالتف معظم الحضور، بمن فيهم أعضاء لجنة المناقشة حوله.