لم تكن البدايات الأولي للفتي اليافع والطالب الشاب علاء الديب ، تلك البدايات المشحونة بكل آمال وطموحات عريضة ، تنذر بتلك الإحباطات الجمّة التي أحاطت بعلاء الديب الرجل الصحفي والمثقف والرجل، إذ إن أباه "حب الله" كان رجلا "طيبا" بمعني الكلمة ، كما يؤكد ذلك علاء نفسه بصدق وعفوبة نادرتين،ذلك الصدق الذي ظلّ علاء يدفع ضريبته طوال حياته ، ورغم أنه لم يسجن، ولكنه تعرّض في حياته الصحفية للإيقاف مرتين ،وذلك دون أسباب معلنة، ولكن الأسباب الخفية واضحة تماما، إذ إنه لم يكن دائما علي هوي المديرين والرؤساء وأصحاب الصحف، والمرّة الوحيدة التي حصل فيها علي عقد عمل في إحدي البلاد العربية ، ليعمل صحفيا ، لم يمكث أكثر من شهرين،إذ أنه لم يصلح للعمل ، رغم أنه حصل علي تأشيرة وموافقة تقول :"إنه يصلح للعمل في جميع الأجواء"، وظلّت هذه الجملة الأخيرة الشغل الشاغل لعلاء الديب، وأصبحت مصدرا لإشعاره الدائم بعبثية كل شئ. كان الأب الحنون "حب الله" قادرا علي ترك علامات وقسمات حادة في الفتي علاء ، يقول الديب :"تأثير أبي علي حياتي مبالغ فيه ، كعقدة أوديب بالنسبة للأمهات ، ربما لأنني طفله الأخير ، بعد ثلاثة من الصبية وبنتين ، مما أتاح لي علاقة قريبة معه وربما لأنه كان شخصية إنسانية مميزة ، له حضور هادئ مشع لا ينسي، يحضرني كثيرا ومازلت أشتاق إليه ، وله من اسمه عندما يكتب وينطق صحيحا الشئ الكثير". ويبدو أن ذلك الأب الطيب ، ظل مقيما في نفس علاء حتي سنوات عمره المتقدمة ،ذلك الأب الذي كان يقرض بعض الشعر ، ويحتفي بمعاني التصوف ، ذلك التصوف الذي يغرق الروح في زهد إنساني عارم ، هذا الأب كان يعمل مهندسا زراعيا ، وتخرّج من معهد دمنهور الزراعي العريق بتعبير علاء ، وتخصص في الحدائق والبساتين ،وآخر وظيفة شغلها "مدير حدائق القاهرة وزارة الأشغال"، وكان الوالد يحب عمله جدا، بل يقدّسه، وكان دوما يذكر لأولاده طوال حياته، بأنه شارك في تصميم وتنفيذ ممرات حديقة الحيوان المشغولة بالزلط الملون. أعتقد أن رحابة شخصية الأب، وحنوها، وصفاءها ، وتتيمها ببعض الشعر، جعلت لعلاء سندا روحيا كبيرا، ذلك السند الذي امتد للأسرة بكاملها، وكان من بين أفراد الأسرة، ذلك الأخ الأكبر، وهو شقيقه "بدر"، الذي أصبح بعد ذلك شاعرا وقاصا ومترجما كبيرا، وكان رائدا في كل تلك المجالات، وكان "بدر" بمثابة المفتاح الأول لبعض ما ينغلق أمام فهم الصبي، فكان علاء يسأل أخاه عن بعض تلك المستغلقات، وكان بدر يقوم بالشرح وسرد تاريخ تلك المستغلقات. أي أن علاء كان قد ترعرع في ظل رقة أبيه "حب الله"، وموسوعية شقيقه "بدر"، ولم تكن جماعة "الإخوان المسلمين"، التي التحق بها بعضا من الوقت ذات أثر بالغ عليه، إذ أنه انفلت منها سريعا، بعدما شعر بأن أحد أعضائها الأقوياء، يضرب أخته بعنف غير مبرر، إلا أنه كان يعترض علي حريتها، فما كان من ذلك الأخ الأخواني إلا أن يضرب شقيقته بعنف، ويترك في وجهها شجّا عميقا، وهذا جعل علاء ينفر بشدة من تلك الجماعة وسلوكياتها العنيفة. كذلك انفلت من أحزاب اليسار، ومن أسر الشيوعية بشكل كامل، حيث إنه شعر بأن هناك مسافة واسعة بين الشعارات التي يقولونها، وذلك الواقع المزدحم بالقضايا والمشاكل المتفاقمة، ورأي أن الأمر كله مجرد توزيع منشورات وفقط ،ولا يوجد احتكاك حقيقي بالجماهير المزعومة في تلك المنشورات، ورغم ذلك فعلاء الديب كان هواه دائما يساريا، ولكن بطريقته الخاصة. وبعد والده وشقيقه وانفلاته من أسر أكبر أيديولوجيتين كانتا مؤثرتين في الشباب، ولهما استقطابات واسعة، التحق بكلية الحقوق، وكانت مكتبة الجامعة مكانه المفضل والطبيعي، ذلك المكان الذي انتشل معظم وقته، فقرأ في مكتبة القاهرة العريقة كمّا وكيفا هائلا من الكتب، مما أهله ليصبح مثقفا حقيقيا ، وفي تلك الفترة كان يلتقي عبر شقيقه بدر بقامات ثقافية شامخة وجامحة في ذلك الوقت من 1957 حتي 1960، مثل محمود أمين العالم ويوسف الشاروني ومصطفي سويف وبهيج نصار ، وكان شقيقه عضوا في جماعة للكتاب والفنانين يجتمعون في بيتهم الكبير ،وكان علاء شاهدا وقريبا من بدر الديب شقيقه عندما كتب المقدمة الأهم في تاريخ المقدمات النقدية ، لديوان "الناس في بلادي" للشاعر الشاب صلاح عبد الصبور. كانت المكونات ثرية ،ومزدحمة ، أب حنون ، وشقيق مثقف كبير ، يقرأ باللغات الأجنبية ويترجم عنها ، اقتراب من أوسع تيارين سياسيين وعقائديين، الجلوس مع قامات ثقافية كبيرة والإنصات إلي حواراتهم المحتدمة، مكتبة القاهرة وما تحويه من كل صنوف الثقافة والفكر والأدب، إنها مكونات تركت ذلك الأثر العميق في شخصية ذلك الفتي ، وعندما التحق بعد تخرجه من الكليّة بمجلة "صباح الخير"، كان لافتا للكاتب الكبير فتحي غانم ، فكتب قصتين جعلتا الكاتب الكبير يثق فيه ، ويكلّفه بكتابة زاوية في المجلة تحت عنوان "جديد". كان ذلك التكليف مذهلا بالنسبة لعلاء ، ودافعا قويا لاستثمار ثقافته الواسعة والفتيّة في تحريره ،وقبل كتابة تلك الزاوية كان قد كتب بضعة تحقيقات وموضوعات صحفية ، ففي 3 أغسطس عام 1961 نشرت له المجلة موضوعا موسعا عنوانه "مشكلة بنت حسن أفندي" ورغم أن الموضوع كان تحقيقا صحفيا ،إلا أن الصحفي الشاب كتبه علي غرار سردي قصصي، فبدأه قائلا :"الأستاذ حسن الموظف بوزارة الأشغال بالدرجة السادسة يعيش في مشكلة ..ابنته نوال أصبحت في السابعة وحتي الآن لم تجر لها عملية الطهارة ..إنها تعترض بشدة. والأستاذ حسن يفكر.. ولا يدري حتي الآن ماذا يفعل "، كانت تلك البداية التي أجري عليها علاء الديب تحقيقه الصحفي بتوسع، للانتصار للبنت التي كانت ترفض تلك العملية الجارحة ، وسوف نلاحظ ذلك الانحياز عند علاء الديب، ولكن بعبارات طازجة ورقيقة، أسلمته فيما بعد إلي عالم السرد الذي فتننا به علي مدي اربعة عقود كاملة ، أما أول ما كتبه ونشره علاء في تلك الزاوية التي كلفه بها فتحي غانم ، مقال تحت عنوان "السود" عن مسرحية للكاتب الفرنسي "جون جينيه" ،وذلك بتاريخ 5 أكتوبر عام 1961، ويرصد الديب في مستهل مقاله الكلمات التي كتبها مؤلف المسرحية في مقدمته إذ كتب جينيه قائلا :"أقولها مرة أخري.. كاتب هذه المسرحية رجل أبيض ، وهو قد كتبها لتقدم أمام جمهور أبيض، ولكن إذا حدث وهذا أمر بعيد الاحتمال وكان جمهور الحاضرين من السود ،في هذه الحالة يجب أن توجه الدعوة كل ليلة إلي رجل أبيض ، ويقوم منظمو الاحتفال باستقبال ذلك الشخص الأبيض استقبالا رسميا، ويلبسه ملابس الاحتفال، ويقوده إلي مقعده الذي يجب أن يكون في الصفوف الأولي ،من أجل ذلك الرجل الأبيض سوف يمثل كل الممثلين، وعلي بياضه الرمزي سوف تركز الأضواء طوال العرض". وبعد أن يترجم علاء الديب بضعة فقرات من النص المسرحي لكاتب إشكالي مثل جان جينيه ، يقول رأيه في النص ، وبالتالي يقرر "إن العالم قد استحال إلي مجموعة من القواعد والقوانين ،قواعد للسلوك وقواعد للأخلاق ، تغطي إنسانية الانسان ، وتعوّق حريته وتلقائيته .. إن المسرحية تكشف عن هذا بوضوح ،فهي تكشف عن أن الانسان أكبر من كل قيود اللون والجنس ،وأنه في خضوعه لهذه الأشياء واعترافه بها إنما يعترف بقواعد أقرها المجتمع وجعل منها قوانين يسير عليها الانسان". هكذا كانت بدايات علاء الديب في الصحافة ، ذلك الوعي النقدي والإبداعي الحاد والثاقب، والمدقق في اختياراته، وكان علاء مازال في الثانية والعشرين من عمره، وأعتقد أن ذلك الباب "جديد" قدم مجموعة مقالات ومتابعات طازجة من ثقافة العالم ،وكان علاء يؤكد علي إشراك القارئ في تلك الثقافة ،وكان يبحث عن الأدب الذي يعبّر عن الانسان في العالم كله، ومن الواضح أن علاء الديب كان يعمل علي تحويل القارئ العابر للمجلة ،إلي قارئ ثابت يبحث وينتظر مايكتبه ، وكان الديب يؤكد علي أن "الأديب المعاصر يفترض أن قارئه يشترك معه في عالم معين، وأنه يعاني معه نفس المشاعر والأحاسيس، وينطلق الأديب من هذا الافتراض ليقيم بناءه الفني الخاص مستعملا كل قدرته الفنية لتعميق تلك الأحاسيس والتعبير عن المشاعر"..هذا ما كتبه الكاتب الصحفي الشاب علاء الديب في زاويته "جديد" بتاريخ 19 أكتوبر في مجلة "صباح الخير"، ثم توالت المقالات في ذلك الباب عن يوجين يونيسكو وجان بول سارتر وألبير كامي وغيرهم. لم تتوقف مجهودات علاء الديب في تلك الفترة عند ذلك الباب، بل كان يعدّ تقارير وتحقيقات صحافية نوعية ،وممتازة ولافتة للنظر بشكل واسع ،وكانت تلك التحقيقات تأخذ منحي سرديا، وكان يذهب إلي المحافظات خارج القاهرة، ويستمع إلي المواطنين، ثم يعود لكي يعيد إنتاج ما قالوه في قالب أدبي بديع، ففي تحقيق نشرته المجلة في 14 أغسطس 1961 تحت عنوان "أحزان أغسطس والانتصار" كتب جملة مفتاحية في صدر التحقيق قال فيها :"كان حديثهم يشبه حديث الجنود الذين انهزموا في المعركة.. كله مرارة وحزن.. وكان حديث آخرين فيه رنة انتصار، وهذه قصة أخري ". كان موضوع التحقيق عن جامعي "الدودة" القرويين ، الذين يذهبون إلي الغيطان منذ الفجر ، ليعملوا علي تنقية القطن من الدودة ، وكان استهلاله للموضوع ،كأنه يبدأ في كتابة قصة ، حيث يقول :"انحنيت علي شجرة من الشجيرات القريبة ،وقطعت منها ورقة وقبلتها ، فإذا ببقعة بيضاء قذرة ترقد علي ظهر الورقة ،لزجة الملمس ، شكلها يثير الغثيان ،ونظرت إلي المفتش الواقف إلي جواري فقال في صوت تقريري جاف: عدد اللطع يتراوح مابين 10 آلاف و15 ألف في الفدان لم أعلّق ..كنت أعرف أن اللطعة الواحدة تحوي من 400 إلي 500دودة". تلك بداية قصصية بامتياز ، وتتلوها مرويات متعددة ومختلفة لجامعي الدودة أنفسهم ، هؤلاء الذين وصف أحاديثهم في بداية التحقيق . وإذا كنا حددنا بعض عناصر التكوين التي تركت آثارها علي شخصية علاء الديب الثقافية ،فهنا جاءت النتائج الأولي والسريعة والمثمرة والعميقة ، باب تحت عنوان ثابت يتابع فيه "جديد" العالم من مسرح وقصص وروايات وكتابات نقدية وفكر فلسفي ، هذا الباب الذي أهله فيما بعد لينفرد بباب "عصير الكتب " الشهير، والنتيجة الثانية ،جاءت ممثلة في تحقيقات صحفية اجتماعية ممتازة، وذات طابع سردي وقصصي بجدارة، وجدير بالذكر أن هاتين النتيجتين، لم تنفصلا بأي شكل من الأشكال عن كتابة القصص القصيرة، بل كان باب "جديد" النقدي، والتحقيقات الثقافية الأدبية ، بمثابة المعمل السردي الذي نضجت فيه موهبته القصصية ، فراح يكتب القصص وينشرها، ثم نشر مجموعته القصصية الأولي "القاهرة" عام 1964، ومجموعته القصصية الثانية "صباح الجمعة" عام 1975. كما أسلفنا كانت مكونات علاء الديب ،مكونات ثقافية وأدبية وفكرية عالية القيمة ، وبالإضافة لذلك كان علاء منذ 1956 مؤمنا بما يحدث علي المستوي السياسي ، وفي عام 1956 كان قد آمن بأن الشعب المصري بجميع طوائفه وطبقاته وفئاته هو الذي خاض الحرب علي العدوان الثلاثي الغادر ، كذلك أن الشعب المصري كان قد حقق انتصارا مهيبا ، يباهي به أمام الأمم ، ولكن ذلك الإيمان بدأ يتزعزع ، حينما شعر بأن الثورة بدأت تتحول إلي نظام ومصالح وصراعات ، فراحت عوامل الإحباط تدب في روحه بقسوة ، وكانت القصص التي نشرت في مجوعته الثانية "صباح الجمعة" تحمل بذورا من ذلك الإحباط ، وتحقق الإحباط المدوّي له بعد قاصمة الظهر كارثة 1967، واعتبر أنه عاش حالة الهزيمة ،وكأنه شخص مات ، ولكنه ظلّ يقاوم ذلك الموت بضراوة ، وكانت كتاباته الصحفية بشكل عام ، ومقالاته النقدية لمتابعة كافة أشكال الإبداع الشعري والقصصي والروائي والفكري في بابه "عصير الكتب"، محاولة لمقاومة ذلك الإحباط ، وتجربة مريرة في محاولة القفز علي الأحزان. وإذا كانت مقالاته تلك دافعة للقفز علي الأحزان ، كانت رواياته البديعة، تجسيدا لتلك الأحزان ، وتوثيقا لها ، وتدوين ذلك الإحباط وتحويله إلي جدارية عظمي ،امتدت لتصبح خمس روايات ، بدأها بنشر روايته الأولي "زهر الليمون" عام 1988، ثم "أطفال بلا دموع" عام 1989، ثم "قمر علي المستنقع" عام 1995، ثم "عيون البنفسج" عام 1999، ثم "أوراق وردية" عام 2002"، والمتتبع لمسيرة ابطال تلك الروايات ، سيلاحظ أنهم أبطال مهزومون منكسرون، محطمون، ليست لهم أي أحلام ، بل إنهم يخشون رؤية المستقبل ، ولكنهم دوما كانوا منكفئين علي فترات من ماضيهم ،فهذا عبد الخالق المسيري ، بطل رواية "زهر الليمون"، والذي يعمل موظفا في أحد قصور الثقافة في السويس ، ويعيش غربة قاتلة بين زملائه ، ولا يشعر بالطمأنينة إلا بين أصدقاء قدامي في القاهرة ، وزيارته للقاهرة تتكرر بشكل دوري ، ليأنس لبعض أصدقاء الماضي ، هؤلاء الأصدقاء الذين يعرفون لغته ومزاجه ، ويظل يتعاطي معهم كل أشكال المخدرات، ويظل ذلك البطل يستدعي الماضي المنكسر، وتهاجمه كل ظواهر الحاضر المريبة والعجيبة ، ويمارس الحياة بملل شديد، ويشعر بالتكرار الذي يصل إلي حد الفزع، ويظل يواصل سخطه علي تلك الظواهر ، مثل أصدقائه وبعض زملائه الذين ذهبوا إلي بلادعربية حتي يكونوا ثروة طائلة، وعندما يعود الواحد منهم، يلاحظ عبد الخالق بأنهم فقدوا كافة مكونات انسانيتهم ، لتحل محلها سمات الجشع والشره والطمع وقلة الذوق، مثل زميله مصطفي الكردي. هذا السخط العارم ، لم ينقطع عن أبطال علاء الديب في رواياته التالية، فهذا منير عبد الحميد الأستاذ الأكاديمي والعائد من البلاد العربية، يمارس السخط ذاته، وذلك في رواية "أطفال بلا دموع"، وهذه سناء فرج بطلة رواية "قمر علي المستنقع"، وهي زوجة منير عبد الحميد، تري الأوضاع كما رآها زوجها سابقا، وتستكملها هي في سردية شبه جنائزية، ويأتي ابنهما تامر في رواية "عيون البنفسج"، ثالثة أضلاع الثلاثية الحزينة، ليكمل الدائرة المنصوبة. وتأتي روايته الخامسة "أيام وردية" لندرك أن أمين الألفي ،وهو بطل الرواية ، لا يختلف كثيرا عن أبطاله السابقين ، وهذا مادفع ناقدا عظيما مثل الدكتور شكري عياد ، ليكتب عن هؤلاء الأبطال ، باعتبار أنهم يعبرون عن وجهة نظر وأفكار وآراء الكاتب نفسه ، وهذا الرأي تؤكده سيرة علاء الذاتية ،والتي كتبها مكثفة في كتابه الصغير الحجم ،والكبير القيمة "وقفة عند المنحدر"، والمتأمل لتلك السيرة ، سيدرك أن فقرات مطولة فيها ، مأخوذة بالنص من روايته "زهر الليمون"، مما يجعلنا نتأكد من اشتباك روايات علاء الديب مجتمعة ، بالسيرة الذاتية وأحداثها وأفكارها، تلك السيرة التي كشفت أشكالا عامة وخاصة من الأسي ، لن تنمحي إلا بالتغيير الشامل ، نحو مجتمع الفضيلة ،والذي ظل علاء الديب يحلم به طوال حياته.