يوسف القعيد أقامت ورشة الزيتون, الإثنين الماضي, احتفالية ثقافية بمناسبة حصول الأديب الكبير يوسف القعيد علي جائزة العويس الثقافية في فرع الرواية تقديراً لإسهاماته الإبداعية التي استمرت لأكثر من أربعين عاماً "نحن لا نحتفل هنا بيوسف القعيد لأنه يستحق أن نحتفل به كل يوم" .. هكذا بدأ الشاعر والناقد شعبان يوسف كلمته التي أعرب فيها عن سعادته لفوز القعيد بجائزة العويس الثقافية التي يري أنها جاءت متأخرة والتي يستحقها القعيد عن جدارة نظراً لما قدمه للأدب والفن عبر سنوات عمره وأضاف: " أعتبر أن يوسف القعيد يعد بمثابة الضمير للحياة الثقافية المصرية وبعيداً عن موهبته الكبيرة في السرد فهو في حياته الشخصية كذلك أيضاً فتشعر معه في كل حدث أن هناك قصة تنجذب إلي سماعها, وقد استثمر ذلك بشكل كبير في الكتابة الروائية. لقد عاش القعيد في مرحلة الستينيات التي أنجبت مثقفين ومفكرين كباراً كان القعيد من بينهم ولكن الآن يحدث أمر جديد إذ تتم إزاحة نوع معين من الكتابة لحساب نوع آخر وأنا لا أدري سبباً لذلك. إن هم القرية ومشكلات الوطن مسيطرة دائماً علي القعيد في كتاباته فهو يحلم بتحويل المدينة إلي قرية ليس بفكر رجعي ولكن لما يجذبه في القرية من خضرة وهدوء وصفاء فهو يري أن القرية خلقها الله أما المدينة فهي من صنع المهندسين.عادة ما يستخدم القعيد الأمثال الشعبية في رواياته وهو منذ بداية مشروعه الروائي وحتي الآن تجده يقف منحازاً للقرية يصور مشكلاتها ويغوص في أعماق أبطالها ممن يعيشون علي أرضها ويحيون واقعها.أعتقد أن القعيد أحد الذين حملوا علي عاتقهم مهمة تطوير رواية الأصوات مما ساعد مثلاً علي تحويل روايته (يحدث في مصر الآن) إلي فيلم سينيمائي بعنوان (المواطن مصري) وقد قام ببطولته الفنان عمر الشريف والفنان عزت العلايلي. أري يوسف القعيد مكدساً بأحلام كبيرة جداً وتسيطر عليه حالة يوتوبيا الريف. من جانبه قال الدكتور محمد الشحات : " يمثل يوسف القعيد مشروعاً روائياً وسردي ممتدا علي مدار أكثر من أربعين عاماً يمتاز بالتنوع وتوافر الرؤية بالمعني الفني والجمالي وأيضاً بالمعني الثقافي والسياسي فهو من الكتاب المنخرطين في الواقع الثقافي منذ فترة بعيدة ولذلك تستطيع أن تراهن علي رؤيته وتصوراته. يمكن لمن يقرأ المنجز السردي ليوسف القعيد بأن يقول أن في كتابة يوسف القعيد عدداً من السيمات الرئيسة التي تكاد تكون متقاطعة وهي تمثل رؤيته للعالم بشكل أو بآخر, ثلاث سيمات رئيسة ومحورية أراها تدور في عالم يوسف القعيد وهي الريف والحرب والغربة. الدكتورة عزة إبراهيم قالت : " دائماً ما أشعر بأن القعيد أحد أقاربي أو أصدقائي, أشعر بذلك دائماً أثناء قراءتي له. لقد خاض القعيد رحلة كبيرة في عالم الأدب فهو غزير الإنتاج فتجده قد كتب الرواية والقصة القصيرة وأدب الرحلات الذي كنت أشعر أثناء قراءته بأنه ينتمي هو الآخر لفن الرواية وليس أدباً يختص برحلة فقط حيث إن القعيد كاتب له نكهته الخاصة المتفردة.