كل مرة يثبت الفن أنه قادر علي بناء جسور قوية ربما لا تنجح في بنائها السياسة، فالفن لغة عالمية تصل من روح الفنان إلي قلب المتلقي أيا كان جنسه . وربما كان هذا هو دافع عدد كبير من الفنانين للتوجه نحو اكتشاف القارة السمراء في أعمالهم الفنية ، تلك القارة الغنية بالفنون والتراث والتي لا يمكن فصل مصر عنها فهي قلب القارة السمراء. وقد نظم بيت السناري بالتعاون مع الإتحاد النوعي والجمعية الأفريقية وجريدة أخبار الشباب، مهرجانا لتبادل الثقافات والخبرات في مجال الفنون المختلفة تحت عنوان "إفريقيا في عيون الفنان"، حيث قدم المهرجان دعوة للشباب من مختلف الدول الشقيقة لتبادل الثقافات والخبرات في مجال الفنون المختلفة من شعر وغناء ورسم وموسيقي وأدب واستعراضات وقد تتضمن برنامج المهرجان الذي امتد علي مدار ثلاثة أيام في الفترة من 1-3 ديسمبر افتتاح معرض للفن التشكيلي بمشاركة عدد 90 فنانا و100 لوحة في جميع مجالات الفن التشكيلي إضافة إلي ندوة أدبية وشعرية وفقرات استعراضية وغنائية ، وقد شارك بالمهرجان أيضا فنانون من دول أفريقية وآسيوية بالمهرجان ومنها المغرب ، والجزائر، وإريتريا، والصومال، وأثيوبيا، والعراق، وسوريا، وفلسطين، والسودان، والسعودية، ولبنان. ويقول الفنان هشام طه قوميسير عام المهرجان : إن المهرجان استهدف دعم التواصل الأفريقي مع دول المنطقة فكريا وثقافيا وفنيا بجدية وبفعالية أكبر.. وأضاف أن المهرجان يقام علي مرحلتين.. حيث تقام المرحلة الثانية يوم 28 ديسمبر في قصر ثقافة القناطر الخيرية لترويج أن مصر آمنة وبها أماكن جميلة علي النيل ودعوة الفنانين لرحلة نيلية بالأتوبيس النهري للانتقال من وإلي مكان المعرض .. فمصر ليست شرم الشيخ والأقصر وأسوان فقط .. عشرات الفنانين الذين تحمسوا للمشاركة، فالفنانة أميرة علاء تقول: الفن عموما والفن التشكيلي خصوصا هو اللغة الوحيدة الموحدة في العالم مهما اختلفت الشعوب والأوطان لأنه لا يحتاج لترجمة، إنما العمل الفني الجميل يتحدث عن نفسه بكل لغات العالم.. وعن مشاركتها الفنية بالمهرجان تقول: عرفت عن المهرجان من خلال الفيس بوك، وقد شاركت بلوحه واحدة حاولت أن أعبر فيها عن أفريقيا كما أراها شامخة متحدية ومرفوعة العنق لكنها حزينة وقد حاولت التعبير عن ذلك من خلال نظرة العين، ولكن بجوارها رسمت وجه لطفل أفريقي في محاوله الإشارة للأمل في الأفضل وأتمني أن أكون قد تمكنت من توصيل هذا المعني للمتلقي. ولم يكن هذا هو المعرض الوحيد الذي اتخذ من أفريقيا موضوعا له في الآونة الأخيرة، فقد سبق ذلك إقامة معرض للكاريكاتير نظمته رابطة راسمات الكاريكاتير وأقيم في الجمعيه الأفريقيه بالزمالك بمشاركة 38 فنانا وفنانة .. حيث تقول الفنانة هويدا إبراهيم قومسير المعرض أقمنا هذا المعرض في محاولة لمناقشة أهم قضايا القارة الأفريقية مثل الفقر والمرض والجهل وكان علي هامش المعرض تكريم لكبار فناني الكاريكاتير وهم الفنان جمعه فرحات والفنان سعيد بدوي الفنان طه حسين. وربما كان هذا التجربة ملهمة لكثير من الفنانين ومنهم الفنانة إيمان خطاب التي حرصت علي المشاركة في المعرضين . حيث تقول : عندما علمت بمهرجان أفريقيا ..لم أجد شخصية في عظمة وحكمة....الزعيم والمناضل الجنوب أفريقي نلسون مانديلا لما له من ثقل عالمي ومنهج فريد في التآخي والسلام الاجتماعي والصبر علي الأذي الشخصي...في سبيل وحدة بلاده...وهو من قال: ليس حرا من يري إنسانا يعذب أمامه ..ولا يتألم.! فكان لابد وأن أرسمة برؤية مختلفة وألوان تعبر عن الأرض السمراء الأفريقية للوجه.. وخضرة الغابات...للشعر ..في إشارة...لكونه مثل الشجرة التي نبتت في هذه الأرض الأفريقية ..أرض الحضارات القديمة.. والتي مازالت.. تثمر ..رجالا عظماء...يكونون مثالا للإنسانية والنضال.. أما عن اللوحة الأخري ففضلت أن تكون تعبيرية وتميل إلي الفن البدائي العفوي الذي يميز الشخصية الإفريقية والألوان المبهجة المتنوعة والمتداخلة مع تقاسيم الوجه ذو الملامح والخطوط القوية الواضحة .. كانعكاس للفن الافريقي المميز جدا. في اختيار الألوان المبهجة والحياة الصاخبة .. وطبيعة شخصية الأفريقي العاشقة للفن بكل انواعة من موسيقي ورقص ورسم ونحت ..باعتبار أفريقيا هي أم الفنون ...حقيقة تاريخية وفنية .. لا جدال فيها ..