فور صدور القرار الجمهوري بتعيينه " شيخ الجامع الأزهر" قال الدكتور أحمد الطيب إن أهم أولوياته الحفاظ علي هوية الأزهر ورسالته العلمية. ما قاله د. الطيب حينها، بدا واضحا في قراراته الشجاعة، التي يفاجئنا بها كل يوم. لقد بد واضحاً أن الدكتور أحمد الطيب وضع نصب عينيه أن يعيد الريادة للأزهر الشريف، من هنا لابد من الإشادة بقراره الخاص بتدريس اللغة العبرية علي طلبة كلية أصول الدين، وتدريس الفارسية علي طلبة الثانوية. د. الطيب قال جملة شديدة الأهمية في معرض شرحه لهذا القرار: "إيران تعرفنا ونحن لا نعرفها" وهو محق تماماً في هذا الرأي.. كانت اللغة الفارسية في السابق من اللغات الأساسية التي يدرّسها الأزهر الشريف، وكان الأزهر له باع طويل في الاهتمام بتدريس اللغات التي تبدو مجهولة الآن، مثل اللغة الأمهرية، وهي اللغة الرسمية لأثيوبيا، وليس هناك من يجيدها الآن في مصر، سوي عدد نادر للغاية، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. كما كانت مطبعة الأزهر بالباطنية تطبع أوراقاً وصحفاً بهذه اللغات، فقد طبع الأزهر الشريف أول صحيفة في العالم باللغة الأوردية، وهي اللغة الرسمية في باكستان، كما أنها واحدة من 22 لغة في الهند، وكذلك كان الأزهر يدرس اللغة المالاوية، وهي اللغة الرسمية لماليزيا، بروناي، وسنغافورة. قرار الشيخ د.الطيب كذلك بتدريس اللغة العبرية، كمقرر علي طلبة أصول الدين، هو أمر هام وتصادف اتخاذه مع ولادة الصفحة المتخصصة للثقافة العبرية، التي أطلقتها أخبار الأدب، منذ يوليو الماضي، من أجل معرفة الآخر. قرارات الشيخ الطيب تستوجب تأملها ومساندتها، لأنها تصب بالفعل في اتجاه استعادة دور الأزهر وريادته. الطيب شخصية صاحبة تركيبة خاصة جداً، إذ جمع بين الدراسة في الأزهر الشريف وحصل علي الدكتوراة من السوربون بفرنسا، وهو الآن بالفعل واحد من حملة شعلة التنوير، لذا ليس غريباً أن نعيد من وقت لآخر الحديث عن شيخ الأزهر وقراراته الجريئة والهامة في هذا التوقيت.