دار الكتب والوثائق القومية نظمت برئاسة د. شريف شاهين، تقديرا منها للكاتب الكبير جمال الغيطاني، حفل تأبين بمناسبة مرور أربعين يوماً علي وفاته، استضافت فيه الدار كلاً من: الكاتب يوسف القعيد، المخرجة انعام محمد علي، السيناريست محمد السيد عيد، اسماعيل الغيطاني شقيق الاستاذ جمال. جاء الحفل بعنوان "وداعا جمال الغيطاني". استهل الدكتور شريف شاهين، الحفل بكلام الغيطاني الذي جاء فيه: أمنيتي المستحيلة أن أمنح فرصة أخري للعيش.. أن أولد من جديد، لكن في ظروف مغايرة.. أجيء مزودا بتلك المعارف التي اكتسبها من وجودي الأول الموشك علي النفاد.. أولد وأنا أعلم أن تلك النار تلسع.. وهذا الماء يغرق فيه من لايتقن العوم.. وتلك النظرة تعني الود. وتلك التحذير، وتلك تنبيء عن ضغينة.. كم من أوقات أنفقتها لأدرك البديهيات، ومازلت أتهجي بعض مفردات الأبجدية. ثم تناول الكاتب يوسف القعيد ملمحا من علاقته بالغيطاني والتي اتسمت بالتواصل اليومي بينهما، لافتا إلي الاتصال التليفوني اليومي بجمال في الصباح، ويكون اتصال جمال بالقعيد في الخامسة مساء، مشيرا إلي آخر اتصال بينهما عندما أبدي له الغيطاني رغبته في حضوره عزاء الفنان الراحل نورالشريف إلا أن القعيد نصحه بعدم المجيء خوفا عليه من الارهاق جراء الزحام الذي يمكن أن يكون في العزاء ثم قال له سوف أخبر أسرة نور عزاءك لهم، وسوف أتصل بك في المساء بعد عودتي من العزاء، إلا أن مشيئة القدر لم تكتب لي معه هذا الاتصال. وبحرفية السيناريست تحدث محمد السيد عيد عن أول لقاء جمعه مع الغيطاني الشخص، وليس الكاتب، إذ ذكر أنه كتب عنه دراسة قبل أن يراه شخصيا، وكانت هذه الدراسة عن (الزيني بركات)، حيث قدمها السيد عيد للاذاعة بطولة الفنان الراحل محمد الدفراوي، ثم كان لقاؤهما بعد ذلك مع المخرج الراحل يحيي العلمي، الذي أخرج الزيني بركات للتليفزيون، وذكر محمد السيد عيد، أن هذه الرواية كانت فأل خير لنا جميعا لي ولجمال وللفنان أحمد بدير، ولكل العاملين فيها. وتحدثت المخرجة انعام محمد علي عن فيلم حكايات الغريب، فذكرت أن الفيلم كان قصة قصيرة كتبها الغيطاني وعندما قرأتها أحسست بحالة عشق لهذا العمل،خاصة وأن التليفزيون لم ينتج أي عمل درامي عن حرب اكتوبر، مشيرة إلي أن قصة (حكايات الغريب) كانت تجسيدا لمزج الواقع بالاسطورة ثم روت رحلتها في اخراج هذا العمل إلي النور، واختتمت بالحديث عن حالة الغيطاني عند مشاهدة الفيلم في عرضه الخاص حيث بدا متأثرا، ثم كان بكاؤه الكبير مع نهاية الفيلم، وأخيرا تحدث اسماعيل الغيطاني شقيق الراحل الكبير عن علاقة الغيطاني بأسرته، وكيف أنه كان دائم الشعور بالمسئولية تجاههم، لافتا إلي أن جمال الغيطاني كانت لديه ثقة بالنفس، كما كانت لديه موهبة الرسم التي أهملها بحبه للأدب وللكتابة.