»محمد بن عبدالله« هذا القرشي الفقير اليتيم، يقول إنه نبي مرسل، يأتيه جبريل بالقرآن، وتظل قبائل العرب الاخري عقيما لاتلد نبيا مثل هذا الرجل الذي تفخر به قريش علي سائر العرب؟!! أهذا يصح أن يبقي وفي العرب رجال «فلنصنع» لهم نبيا تفاخر به قريشا ولينزل عليه جبريل أيضا أو أي ملك آخر، وليكن له قرآن أعظم من قرآن محمد. وهكذا ظهر «أنبياء؛ كذابون لم يصل الله عليهم ولم يسلم، ظهروا في اليمن، وفي اليمامة، وفي جهات أخري من الجزيرة العربية والعراق»! ومن أشهر هؤلاء الأنبياء الذين لاصلاة عليهم ولاسلام «مسيلمة» زعم أن الوحي ينزل عليه في الظلام لا في النهار، ومن القرآن غير الكريم الذي نزل عليه قوله في سورة «الضفدعة»: (يا ضفدع يابنت ضفدعين، نقي ما تنقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين) كذب الشيطان الرجيم..! ومنهم امرأة اسمها «سجاح» ادعت النبوة أيضا، وزعمت كذلك أن قرآنا ينزل عليها، والطريف أنها تزوجت بمسيلمة فانقطع الوحي في الحال! وبعد موت النبي صلي الله عليه وسلم كثر هؤلاء الأنبياء الكاذبون، وإليك شيئاً من أخبارهم الطريفة: ادعي رجل النبوة، فجاءوا به إلي خالد بن عبدالله فقال الرجل: لقد صنعت قرآناً أحسن من (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر) وإليكم قولي: (إنا أعطيناك الجاهر، فصل لربك وجاهر، ولاتطع كل ساحر)! فأمر خالد بقتله وصلبه، فلما صلب مر به أحد الناس وقال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك علي عود، وأنا ضامن ألا تعود!! وزعم رجل في عهد المهدي أنه نبي، فأمر بالقبض عليه، ثم سأله: أنت نبي؟ قال: نعم قال المهدي: إلي من بعثت؟ قال الرجل: لم أذهب إلي أحد، فأبني في الساعة التي بعثت فيها وضعيموني في الحبس! وفي البصرة ظهر نبي ظريف ساقوه مقيداً إلي الوالي وقالوا له: أنت نبي «مرسل» فقال: ما دمتم تضعونني في القيد، فأنا نبي «مقيد» وأرادوا أن يمتحنوا رجلا آخر ادعي النبوة، فقالوا له: إن كنت نبيا حقا فافتح هذا القفل فقال: أنا نبي ولم أزعم أني «سمكري». وادعت إحدي النساء النبوة، فقالوا لها: أتؤمنين بمحمد؟ قالت: نعم، قالوا: إنه صلي الله عليه وسلم قال: «لانبي بعدي» فقالت: ولكنه لم يقل: لا نبية بعدي.