حوارات يومية وصور تلصق على الحوائط ونشاط على مواقع التواصل الاجتماعى ومجموعة هائلة من القمصان والبدل والكرافتات والأحذية الغالية وشوية ناس ماشيه تهتف للرجل الحر ولاننسى السبحه فهى دليل الإيمان، أما السياره التى يتحرك بها المرشح فهى لامعة ونظيفة ولازم ولابد تكون سوداء اللون وعليها الستائر والسواق شايل علب السجاير والولاعة وشوية حاجات فى شنطة العربية لاتخرج إلا بموافقة المرشح لأنه يعلم متى واين مكانها كل هذا عادى ومن حق المرشح والكلام عنه مضيعة للوقت، ولكن تعالوا لنتناقش مع المرشح. أولًا لابد أن تبدأ معه بالمسمى الذى يسعده: أهلًا سيادة النائب فتجد من أمامك تحول فجأة وارتفعت قامته وبدأ فى إشعال سيجارته وببعض التواضع غير الحقيقى وكثير من الغرور غير المبرر تجد كلماته تخرج بهدوء الواثق وقوة المنتصر وغرور قاتل للترحيب بك مع التقبيل غير المحسوس وبمبادرة من المتحدث بالتوفيق، ياريس أنت الأحق والأفضل، ويجىء الرد السريع مش مهم أنا المهم مصر ترجع تانى، ورغم أن الرد لا يعجب السائل يبادر بالسؤال أنت نويت الترشح ويأتى الرد بتواضع لايخلو من الغرور ده طلب الناس كل يوم تليفونات ومقابلات وزيارات لا نائب إلا أنت وطبيعى لابد من الكلمة المعتادة، وبعدين إزاى نسيب مصر تضيع مننا تانى ويأتى السؤال بس الناس بتقول عليكم فلول وتأتى الإجابة سريعة وقوية وبها نظرة اشمئزاز غير عادية تصل للقرف من السائل: ده أنا الوحيد إللى عارضت جمال مبارك ورفضت ترشحه وكلمنى بالتليفون ولم أرد عليه. وأنا من عارضت تصدير الغاز لإسرائيل. ويرد السائل بنفس الحدة والقوة ممزوجين بالغضب طيب الثورة قامت عليكم ليه ويرد فى غضب ثورة إيه بتاعة العملاء والبرادعى الخاين، ويرد السائل بنفس الغضب يعنى ثورة ولا مش ثورة، ويرد النائب المنتظر ثورة إيه أنت ماسمعتش عبد الرحيم على والتسجيلات دول خونة، ويرد السائل بس الرئيس السيسى قال ثورة، فيهدأ بسرعة ويشعل سيجارة أخرى ويرد بابتسامة سخيفة وخبيثة السيسى حرر مصر ده أعظم رجل ده عبد الناصر الجديد وأحسن.. ويرد السائل مش ده سؤالى أنا بقول ثورة 25 يناير ثورة ولا مش ثورة ويرد بحدة شديدة هما إللى حرقوا الأقسام دول ثوار، دول خربوا البلد شوف الأمن فى مصر أيام مبارك أيوه ياسيادة النائب يعنى حضرتك ضد رأى السيسى، وبتقول مش ثورة ويرد بسرعة لأ طبعًا لغاية يوم 28 كانت ثورة، وبعدها انقض عليها الإخوان يعنى جملتها ثورة ولا مش ثورة، ويرد بافتخار الثورة الحقيقية هى 30 يونيو ويرد السائل بنفس الهدوء ماهو لولا 25 يناير ماكانت 30 يونيو ويرد بحدة خلاص ياعم ثورة واخربوها أكتر ماهى خربانة، أنتم دمرتم البلد ويرد السائل إحنا أسقطنا نظامين فاشلين، وأنتم لابد أن تتركوا الساحة لجيل جديد، ويلملم النائب الجديد أوراقه ويحمل سجائره ويشير للسائق دور العربية يا ابنى مافيش فايدة فى العقليات، وينظر للسائل وهو يمضى بكرة تشوف إننا حنكسب بوعى الشعب المصرى، طيب ياسيادة النائب كنت عاوز أسألك وأنتم فى المجلس عملتم إيه فى التأمين الصحى مش كنتم بتسافروا تتعالجوا على حساب الشعب والتعليم دمرتوه والشعب ده مش هو اللى قهرتوه وظلمتوه ويفتح النائب السابق والمنتظر زجاج سيارته الاتوماتيك ويقول له دمروها انت والبرادعى والإخوان ياعملاء ويغلق زجاج السيارة وتنطلق لمكان آخر يستمع فيه لأحلى الكلمات.