فى تجربته الإخراجية الثانية بعد "عمارة يعقوبيان"، اختار المخرج مروان وحيد حامد سيناريو جديداً ومختلفاً، اعتبره البعض صادماً وشديد العنف، مما أدى إلى تعرضه للانتقاد من قبل الكثيرين. يقول مروان لليوم السابع "سيناريو إبراهيم الأبيض ظل مشروعى وحلم حياتى لمدة 8 سنوات متتالية، لأنه جذبنى إلى عالم وشخوص غير معتادين فى السينما المصرية من خلال قصة حب مؤثرة مليئة بالأوجاع، فالفيلم بالنسبة لى قصة تراجيدية، كما أننى خلال هذه الفترة اكتسبت العديد من الخبرات التى ساعدت على ظهور الفيلم بهذا الشكل. ولم ينفِ مروان، أن فيلمه يحمل عنفاً شديداً، مؤكداً أن الفيلم عنيف بطبعه، وأنه مثل العديد من الأفلام التى قدمت فى تاريخ السينما العالمية، والتى تتميز بهذه السمة كما أنه ليس أول مخرج يقدم هذه النوعية. أما عن قلة مشاهد الحب التى جمعت بين هند والسقا، أوضح مروان أنها من الأساس قصة حب مبتورة لم ولن يكتب لها النجاح، رغم محاولات بطلى الفيلم، كما أن عباس أبو الحسن قال كلمة مفادها: هل يمكن أن تنمو وردة فى "خرابة"؟ لذلك تموت هذه القصة. أما عن مطالبة بعض النقاد بعرض الفيلم تحت لائحة "للكبار فقط"، فقد رفض مروان ذلك مطالبا النقاد أن يعاملوا عمله الإبداعى معاملة الفيلم الأمريكى، خاصة أن الرقابة لم تكن لديها أى اعتراضات على الفيلم. وأوضح مروان أن الصورة البصرية التى قدم بها الحارة المصرية متعمدة، فالحارة رغم فقرها خرجت بشكل جمالى، لأنه لا يكره الفقر وليس لديه أى موقف تجاه العشوائيات، بل على العكس فهو متعاطف معه، كما أن لكل مخرج رؤيته كما يقول. وحول اختياره للمونتير والمخرج خالد مرعى، أكد مروان أنه ومرعى أصدقاء منذ ما يزيد على العشر سنوات، كما أن مرعى حصد أغلب جوائز هذا العام كمخرج عن فيلمه "أسف للإزعاج"، إضافة إلى أن مروان اعتبر أن المونتاج مرحلة إخراج أخرى، وأضاف: قمنا معا بالتجريب على مستوى الإيقاع لنصل إلى قرار اختزال الكثير من المشاهد. وأشار مروان إلى أنه بدأ التحضير للفيلم منذ انتهائه من تصوير "عمارة يعقوبيان"، وأنه خلال هذه المرحلة ذهب إلى العديد من المناطق، ليجد أن أبو الحسن رصدها بدقة، ويؤكد مروان أنه مدين بالفضل فى هذا العمل لثلاثة أشخاص، هم: مهندس الديكور أنسى أبو سيف ومدير التصوير سامح سليم ومصممة الملابس ناهد نصر الله، وأنه يعود بالفضل كاملاً لأنسى فى بناء هذا الديكور الضخم، حيث اقترح بناء منزل عبد الملك على جبل. وأكد مروان، أنه كمخرج مهتم أن يحقق فيلمه أعلى الإيرادات، وإن كان ذلك من خلال معادلة يخرج من خلالها الفيلم بمستوى جيد لفيلم تجارى بمعنى الكلمة، أما عن المقومات التجارية فى فيلم "إبراهيم الأبيض" فتتلخص كما يراها المخرج فى قناعة فريق العمل بالفيلم وبالمشاعر الموجودة بداخله، سواء كانت قصة الحب أو مشاعر العنف، ونجاحهم فى أن يظل المتفرج بمقعده دون أن يتململ. أما عن إمكانية اختصار وقت الفيلم، فقال مروان بأن هذا فيلمى أنا صنعته ليكون ساعتين، ومن يرى أنه طويل فعليه أن يطرح رؤيته.