عززت تصريحات مسؤول اسرائيلي حذر من حدوث "كارثة" في الحرم القدسي، مخاوف المسلمين القلقين من الحفريات الإسرائيلية التي تجرى أسفل المسجد الأقصى، والتي يرون أنها يمكن أن تكون مجرد "تمهيد لأمر مبيت". وكان الكولونيل حن ليفني، قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمنطقة القدس، حذر أخيرًا من "انهيار في المصلى المرواني" الذي يقع تحت المسجد الأقصى". وأن حدوثه "مسألة وقت". وقال ليفني في تصريح لصحيفة "يروشاليم" الأسبوعية الإسرائيلية الصادرة في الرابع من ديسمبر "عندما نستعد لشهر رمضان، فإن أحد المخاوف الكبرى يكمن في حدوث انهيار في الحرم القدسي؛ إذ أن الوضع هناك هو خرائب فوق خرائب". وأضاف: "السؤال متى سيحدث ذلك؟ وكم سيكون عدد القتلى والجرحى؟ لأن الأمر سيشعل المدينة". واعتبر الكولونيل ليفني أن "هذا تصور ممكن جدا نخطط لمواجهته ونحتفظ بطواقم طوارئ" لتعمل في حال حدوثه. وتعقيبا على ذلك قال الشيخ عزام الخطيب، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لوكالة فرانس برس: "بعد كل تصريح من تصريحات اليمين الإسرائيلي أو شخصيات رسمية وغير رسمية نشعر بالقلق من تصرفاتهم داخل المسجد ومن حفرياتهم في محيط الأقصى وأسفله التي تشكل خطرا عليه وعلى المباني المحيطة به". وردا على سؤال عن الإجراءات التي تتخذها دائرة الأوقاف الإسلامية إزاء هذه التصريحات، قال الشيخ عزام الخطيب إن "هذا الأمر متروك لوزارة الأوقاف في عمان في الأردن لاتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة". ويتولى الأردن الإشراف على الأوقاف الإسلامية والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في مدينة القدس. من جهته، قال يوسف النتشة، رئيس دائرة الآثار الإسلامية في أوقاف القدس لفرانس برس: "نخشى أن يكون تصريح قائد الجبهة الداخلية الاسرائيلية في القدس تمهيد لأمر ما مبيت ولتشتيت انتباه الرأي العام العالمي لغض الطرف عما تقوم به إسرائيل من نشاطات أسفل المسجد وحفر أنفاق". وأضاف أن "الوضع الحالي للمصلى المرواني جيد، لكن لا أحد يعرف المستقبل"، موضحا أن "دائرة الأوقاف تسعى دائما لتقوية المرواني، خاصة الجدار الشرقي، لكنها وجدت صدا ورفضا من قبل السلطات الإسرائيلية". وتابع: "من ينظر إلى الجدار من الخارج يرى أنه بحاجة إلى صيانة". وأضاف أن "دائرة الأوقاف عملت على إقامة شدات للجهة الجنوبية الشرقية للمسجد المرواني وتكحيل الحجارة لتقويته". وكانت إسرائيل حذرت في 2000 و2005 من انهيار المصلى المرواني، بينما قال مسؤولون إسرائيليون في "لجنة منع هدم الآثار الإسرائيلية" في الحرم القدسي، إن الحفريات التي تقوم بها الأوقاف الإسلامية هي التي تهدد استقرار المكان. لكن النتشة "اعتبر اتهامات إسرائيل إسقاطات فارغة"، مؤكدا أن "الأوقاف لا تقوم بالحفر، بل تقوم بصيانة للجدران والمبنى بشكل دوري". ويحاول مستوطنون ويهود متطرفون باستمرار دخول باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، للصلاة في هذا الموقع الذي يعتبر الأكثر قداسة لدى اليهود الذين يقولون إنه يضم بقايا الهيكل الذي دمره الرومان في العام 70. وبعد أن أكد أن الفلسطينيين "ليست لديهم سلطة لتفحص الأماكن المغلقة أسفل الأقصى"، دعا النتشة إلى تمكين دائرة الأوقاف من "المباشرة بأعمال الترميم وإقامة فحص علمي لما يدور من نشاطات أسفل الأقصى المبارك". وكان الإسرائيليون فتحوا أحد أبواب النفق الذي يمر من تحت المسجد الأقصى ويؤدي إلى حائط المبكى (البراق) للزوار اليهود. وأدى فتح هذا النفق في 1996 بقرار من بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حينذاك إلى مواجهات عنيفة في القدس.