تزايد الصراع وحدة الانقسام داخل حزب الوفد، بشكل غير مسبوق بين سيد البدوي رئيس الحزب، والتيار المعارض له، والذي يضم مجموعة كبيرة من القيادات الوفدية. وأخذ الصراع أشكالًا وصورًا متعددة ليست فقط بصورة مركزية بالانقسام والاستقطاب داخل الهيئة العليا والمقر الرئيسي، بل وصل الانقسام إلى الأمانات الفرعية على مستوى المحافظات، والوحدات الحزبية. وبدأت عمليات استقطاب كبرى بكل السبل، على رأسها "سلاح المال" وكذلك "العائلات" وجذب الأمانات الفرعية وجمع أكبر عدد من أعضاء الجمعية العمومية. وتزايد الصراع بعنف شديد وسباق محموم، لمحاولة استقطاب التيار المعارض للدكتور سيد البدوي رئيس الوفد لأعضاء الجمعية العمومية مع انطلاق حملة كبرى لجمع التوقيعات يقودها عصام شيحة، المستشار القانوني للحزب وعضو الهيئة العليا للوفد وأحد الثمانية المُحالين للتحقيق، وبعض المحامين المنتمين للحزب. جبة تحرير الوفد نشط بشكل كبير ما يسمى "جبهة تحرير الوفد"، وتضم أعضاء من الحزب وهم علي الضوي، ورامي البنا، ومحمد حرش، وأشرف أبو العينين، الذين اتهموا السيد البدوي بالتجسس على الرئيس عبد الفتاح السيسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن أعضاء الجبهة طالبوا بانتخابات مبكرة لرئاسة الحزب، وسحب الثقة. الجبهة تقوم حاليًا بدور كبير بين الأمانات الفرعية لتشكيل جمعية عمومية والإطاحة بالبدوي. ووصل الانقسام إلى العائلات الوفدية الكبرى في الاقاليم والمحافظات، حيث أن عملية الاستقطاب طالت عدد كبير من العائلات التي انقسم بعضها مع البدوي، ووقف الىخر بجوار المعارضين. وتقف عائلات بدران وأباظة وعدد من العائلات الكبرى بالدلتا، ضد البدوي، في المقابل تقف عائلة السويدي وغيرها من العائلات مع البدوي. البدوي وسلاح المال يشهر البدوي سلاح المال لاستقطاب بعض القواعد الحزبية، وأعضاء الهيئة العليا، وهو نفس السلاح الذي يستخدمه التيار المعارض خاصة أن عائلات بدران وأباظة يمتلكان المال مما يزيد من صعوبة مواجهة البدوي للصراع خاصة مع بداية الانتخابات البرلمانية، مما سيؤدي لفشل ذريع للحزب في الانتخابات. وقالت بعض المصادر، إن البدوي يلجا إلى استقطاب المعارضين من خلال المصالحات والمبادرات ودعوات توحيد الصف ويستعين لتحسين دوره بتوحيد الأحزاب وتكوين موقف قوي وموحد، بجانب تحسين العلاقات مع الأجهزة الأمنية التي ساءت العلاقات معها بعد هجومه الشديد على الدولة ومؤسساتها الأمنية واتهامها بالتدخل في الانتخابات البرلمانية وتشكيل التحالفات. وذكرت المصادر، أن الرئيس ورئيس الوزراء، اتصلا بالبدوي بعد تهديده باعتزال السياسة، في محاولة لإستعادة الدولة إلى صفه إلا أن ذلك قد لا يجدي نفعًا، وأنه أصبح من مصلحة الدولة أن يغيب البدوي. ويرى بعض المحيطين، أن طريقة البدوي لن تُجدي هذه المرة لأنه يواجه خصوم في صراع على وجود سياسي داخل الحزب وليس صراع انتخابي، وأن أمواله يقابلها هذه المرة أموال أخرى. وتوقعت مصادر داخل حزب الوفد، أن الصراع سيستغرق فترة طويلة، وقد يأخذ شكل قانوني مع إدعاء كل طرف بأنه يمتلك تأييد الجمعية العمومية، وأن الصراع قد يتجدد على المقر الرئيسي، وهو ما يكرر الصراع الشهير بين نعمان جمعة ومحمود أباظة.