اندلعت حرب داخلية بحزب "الوفد"، أعرق الأحزاب على الساحة السياسية، بعد أن وصل إلى أضعف حالاته، ويتوالى تدهوره منذ ثورة 25 يناير، وتولّي الدكتور سيد البدوي رئاسة الحزب. بوادر تدهور الحزب بدأت باختفاء دور "الوفد" الشارع، ووصل إلى قبوله أن يدخل ضمن قائمة انتخابية ب10 مرشحين فقط، ضمن تحالف يضم مجموعة لم تمارس السياسة إلا منذ عدة سنوات. وكشفت مصادر ل"ويكيليكس البرلمان" أن المعارك الداخلية بين عدد من قيادات الحزب، هي مرحلة جديدة من معركة رجال الأعمال الذين يتصارعون للسيطرة على "الوفد"، وأن الانشقاق بين أعضائه بدأ منذ رفض فؤاد بدراوي، منافس السيد البدوي على مقعد رئاسة الحزب، نتيجة الانتخابات الداخلية الأخيرة التي نتج عنها تولي البدوي رئاسة الحزب، وكانت تلك النتيجة هي ناقوس الحرب الداخلية بالحزب، لتتولى بعدها الأحداث، وبدأت بتبادل الانتقادات علانيةً بين بعض قيادات الوفد، وأعضاء هيئته العليا، ومن بينهم فؤاد بدراوي، ومصطفى رسلان، وعصام شيحة وياسين تاج الدين. واحتدمت المعركة بعد اجتماع عقده معارضي البدوي في منزل رجل الأعمال صلاح دياب، عضو الهيئة العليا السابق بالوفد، حضره قيادات وفدية كبيرة من بينهم محمود أباظة، وفؤاد بدران، وأعلنوا خلال الاجتماع عزمهم سحب الثقة من البدوي، وتشكيل مجلس رئاسي لإدارة الوفد. وقالت مصادر مطلعة إن تصريحات البدوي الأخيرة ضد بعض أجهزة الدولة واتهامها بالتدخل في الانتخابات، وهجومه على قائمة "في حب مصر"، كان وراء التحركات التي تتم ضد سيد البدوي للتخلص منه. فيما ذكرت مصادر أخرى ل"ويكليكس البرلمان" أن بعض رجال الأعمال، على رأسهم صلاح دياب، ونجيب ساويرس؛ وراء المعركة المندلعة ضد البدوي، بهدف السيطرة على الوفد، والتخلص من البدوي، وهو ما يرمي إلى أن ما يحدث في الوفد هو صراع رجال أعمال، وأن الهدف المباشر هو الاستيلاء على الوفد، أوإضعافه في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا للحزب وأمد المشاركين في اجتماع صلاح دياب بالشرقية، إن من حضر اجتماع الشرقية كان 16 من أعضاء الهيئة العليا، وليس ال8 فقط الذين تقرر التحقيق معهم لمشاركتهم في هذا الاجتماع، مؤكدا أن من شارك في اجتماع الشرقية هم من الوفديين الحقيقيين، وقرروا سحب الثقة من البدوي. وأشار إلى أن هناك شخصيات لم تحضر هذا الاجتماع رغم كونهم من أبرز معارضي البدوي، ومنهم فؤاد بدراوي، وعبد العزيز النحاس عضوي الهيئة العليا لحزب الوفد، ومحمود علي عضو الهيئة العليا المفصول حديثًا من الحزب، ومصطفى رسلان القيادى بالحزب، إضافة لياسين تاج الدين. وتابع أن هناك تحركات عديدة، من بينها "تحركات قانونية" يقودها دياب، وبدرواي، وأباظة، نحو إقالة البدوي، لافتًا إلى أن الرأس المدبر لسيناريو الانقسام داخل الحزب هو صلاح دياب، ويقدم نفسه كممول للحزب بديلا عن البدوي، ويدعمه في ذلك عدد من رجال الأعمال، ومن المنتظر أن يدخل الوفد في دوامة كبرى. وأكد خبراء أن انقسام الوفد الداخلي سيضعف البدوي بشكل كبير، وسيكون له أثر كبير على وضع الحزب ومرشحيه في الانتخابات القادمة. ويرى معارضوا البدوي أن الحزب في تدهور منذ توليه رئايته، بينها يرى مؤيدوه أن الهجوم على البدوي مؤامرة لإضعاف الوفد في الانتخابات القادمة. وكشفت مصادر ل"ويكليكس البرلمان" أن الأيام القادمة ستشهد تحركات جديدة داخل الحزب، بعضها تحركات قانونية، من بينها دعوات قضائية، وشكاوى أمام لجنة شئون الأحزاب، وهناك اجتماعات مستمرة بين مجموعة من قيادات الوفد، وصلاح دياب؛ نحو عزل البدوي، ولا يزال الصراع مستمر.