أزمات الأندية لا تنتهي خاصة المشاكل المادية التي تعرقل سير العمل، والأندية أنواع.. بعضها ثري، يملك ميزانية مفتوحة بالملايين مثل أندية البترول أو القوات المسلحة، وهذا ليس عيبا.. لأن الكرة نشاط يمارس ورياضة لابد منها في الهيئات والشركات والمؤسسات مثلما يحدث في العالم كله.. وبعض الأندية الأخري مثل المريض الذي يحتاج لأدوية مسكنة حتي تأتي المنية ويودع الحياة، هذه الأندية هي التي يطلق عليها لقب الشعبية لأنها تخص المحافظات، المصري في بورسعيد والاتحاد في الإسكندرية والإسماعيلي في الإسماعيلية وغيرها.. حتي الأهلي والزمالك أيضا.. يمكن أن نطلق عليهما لقب أندية شعبية، ولولا دخل المباريات نظرا لشعبية كليهما.. لربما أغلق النادي أبوابه. وخلال الفترة الأخيرة.. رفع الزمالك يديه ووقف في الشارع ليقول «لله يا محسنين، حسنة قليلة من الأعضاء تمنع بلاوي كثيرة للفريق».. الزمالك يفتح باب التبرعات كحل مؤقت في عمر المجلس الحالي المعين، لكنه لم يبحث عن حل دائم للأزمة المالية، وهذا التصرف انعكاس لتغيير وتجديد تعيين مجالس الإدارة بصفة دائمة.. فأصبح كل مجلس يفكر في نفسه فقط وفترة وجوده وكيف يقضيها، والأهلي هو الآخر في أزمة مالية مستحكمة حتي أن العمل في النادي الجديد في أكتوبر متوقف، ولأول مرة يتحدثون عن مرتبات العاملين، والمدرب الأجنبي في علم الغيب نظرًا للضائقة المالية.. أما الإسماعيلي فقد تم الحجز عليه للضرائب وبعد مساومات ومداولات تم التقسيط علي سنوات، والمصري سبق أن تم الحجز عليه بسبب الكهرباء والماء والضرائب، السؤال وماذا بعد الأندية الخمسة الشعبية الباقية؟! وهل ستستمر تعاني وتئن وتتوجع من أزماتها المالية، وهل ستصبر علي الضغوط التي تواجهها من أندية الهيئات والشركات القادمة بقوة؟! الحرب ليست في الملعب فقط، لأن المنافسة ليست في الكرة أو باقي الألعاب، والحل ليس في إلغاء عشرات الألعاب من الأندية الشعبية بحجة التوفير، ولكن في مجالس الإدارة التي تفكر في وجودها فقط لزوم الوجاهة الاجتماعية دون التفكير في وسائل جديدة لتحقيق الدخل الذي يصرف علي تلك الأندية! والحل في أيدي المحافظين في مختلف المحافظات الذين يقفون موقف المتفرج من بعيد حتي تحدث المصيبة ثم يبدأون الظهور لزوم التصوير أمام الكاميرا فقط!