قبل بداية كل موسم كروي تعود الأندية للحديث عن قضية البث الفضائي وكيفية توزيع الحقوق ومن بيده عقدة الفصال والبيع.. هل الأندية أم اتحاد الكرة؟! وامتدادا لهذا الجدل اختلفت أراء الخبراء حول توزيع عائدات البث الفضائي علي الأندية.. فالبعض يري أن ما يجري الآن من حصول الأندية الجماهيرية علي النسبة الأكثر حق أصيل لها هناك اتجاه آخر يرفض تجاهل الأندية الأقل شعبية مثل أندية الهيئات والشركات التي ساهمت في قوة المنافسة واتساعها.. وحول هذه القضية دار تراشق في وجهات النظر بين خبراء اللعبة. * وأكد حرب الدهشوري رئيس اتحاد كرة القدم السابق ان العائدات المالية للبث الفضائي حق أصيل للأندية الشعبية وليست لأندية الشركات الحق فيها لأنها تعتمد علي بعض الأموال من الوزارات والمؤسسات. واشار إلي أن علي القائمين علي الرياضة في مصر ايجاد حلول تساعد هذه الأندية صاحبة الجماهيرية الكبيرة حتي لا يتحول الدوري إلي أندية وزارات ومؤسسات, وبالتالي تقل المتعة والمشاهدة والجماهيرية عن أكبر دوري وأقدم بطولة في القارة الإفريقية إلي جانب أنه دائما بطولات الدوري تحقق أعلي نسبة مشاهدة في العالم العربي ويرجع الفضل في ذلك إلي هذه الأندية الجماهيرية التي تعتمد علي بعض من رجال الأعمال غير الدائمين. * يري محمود بكر رئيس الأوليمبي الأسبق أن توزيع عائدات البث الفضائي علي الأندية الجماهيرية تدعيما لها لمواجهة أندية الشركات لن يضمن بقاء هذه الأندية في المسابقات الكبري لأن السبب الأساسي من وجهة نظره يعود لمجالس إدارات هذه الأندية المخنوقة بالمشكلات والاختلافات في الرأي إلي جانب أن المسئولين فيها غير مؤهلين للاستثمار المالي وجلب موارد مالية لهذه الأندية تدعيما لها وإن كانت هذه الأندية هي الأحق بهذه الموارد. * وقال الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروي والمحاضر الدولي ان علي اتحاد الكرة أن يعيد النظر في هذه العائدات المالية وتوزيعها علي الأندية الجماهيرية صاحبة الحق الأصيل في هذه العائدات المالية. وأضاف أنها العنصر الرئيسي الذي يجذب المشاهد وبالتالي الرعاة للبطولة بفضل الوجود الجماهيري والمشاهدة التي تتمتع بها هذه الفرق. واستشهد طه إسماعيل بالنادي الأهلي الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في الوطن العربي وإفريقيا وهو ما يعطي للمسابقة قوة كبيرة وثقلا, وبالتالي النادي في احتياج إلي دعم مادي وهو أقل شيء من حقوقه التي يحصل عليها. وأشار إلي أن أندية الشركات لها مواردها الخاصة من الوزارات التابعة لها أو الهيئات والمؤسسات التي تتبع لها وهي أيضا أموال شعب مصر, وعلق طه اسماعيل علي توزيع العائدات, وقال أقل تقدير أن يوجد تكافؤ في الفرص بين جميع الأندية الشعبية بالموارد المالية بعد أن أصبح الدوري الممتاز يمثله11 ناديا من أندية الشركات والمؤسسات وأصبح يشبه دوري الخليج التي ايضا تدعم انديتها بالموارد مع الاستثمار في مشروعات طموحة وهي تجربة ناجحة. * وأعرب محمد عمر المدير الفني لمنتخب الناشئين أن مبدأ تكافو الفرص بين الأندية يعطي الحق لاتحاد الكرة في توزيع هذه الموارد علي جميع الأندية دون تمييز, مشيرا إلي أن أندية الشركات تعتمد علي دعم الهيئات والمؤسسات الحكومية التابعة لها وبعض الأندية الأخري تعتمد علي بعض رجال الأعمال اصحاب الأموال القادرين علي الصرف والاستثمار والبقاء للأقوي في الدوري الممتاز مثل الدوريات الأخري, وتابع محمد عمر أن أندية الشركات جزء من المنظومة الكروية في مصر وهي شريك أساسي لفرق الدوري الممتاز وتعطي قوة منافسة في البطولات المحلية إلي جانب الأندية الجماهيرية ويمكن أن يقوم اتحاد الكرة بعقد اجتماع مع ممثلي أندية الشركات وطرح الفكرة لأنها مفيدة للأندية الجماهيرية التي تسعي إلي الحفاظ علي كيانها في كرة القدم. * وأيد طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة توزيع العائدات المالية من البث الفضائي علي الأندية الجماهيرية, وقال إن أندية الشركات يوجد لديها الموارد المالية اللازمة للصرف علي الكرة لأن أغلبها لخدمة كرة القدم عكس الأندية الجماهيرية مثل الأتحاد والأهلي والزمالك التي توجد بها العاب كثيرة تتطلب بعض المصروفات التي تزداد باستمرار نتيجة ارتفاع الأسعار وهذه الأندية ليس لديها هيئة أو مؤسسة تساعدها علي توفير موارد واستثمارات وتعتمد البعض منها علي رجال أعمال مثل نادي المصري برئاسة كامل أبوعلي أو الاتحاد السكندري برئاسة محمد مصيلحي, ونادي الزمالك ايضا مع ممدوح عباس وهي مصادر غير مستقرة عكس الأندية الأخري التي تساندها الوزارات والهيئات التابعة لها. * من جانبه أيد علي أبوجريشة نجم نادي الإسماعيلي السابق هذه الفكرة تدعيما لموارد الأندية الشعبية والحفاظ عليها من الاختفاء, مشيرا إلي أن جميع الأندية الجماهيرية لابد أن تكون لها الأولوية في الحصول علي الدعم المادي من البث الفضائي لأنها الشريك الرئيسي في رفع مستوي جميع البطولات المحلية من الناحية الجماهيرية التي تحفظ مستوي البطولة. وأضاف أندية الشركات والمؤسسات قادرة علي تحقيق أهدافها من خلال الدعم من المؤسسات التابعة لها. وأوضح ان الدليل علي أن الأندية الشعبية هي العنصر الاساسي والرئيسي في المسابقات أن هذه الأندية هي التي تعطي المنتخبات الوطنية لاعبين علي مستوي فني عال يمثلون المنتخب الوطني في جميع مراحله لما تملكه من قطاع ناشئين عكس أندية الشركات التي تقوم علي فكرة الشراء. * وأوضح طه بصري نجم الزمالك السابق للاتصالات أن الأندية الجماهيرية هي التي تحدد قوة وشكل المنافسة علي الدوري الممتاز وبالتالي هي المتحكم الرئيسي في العروض التي تصل إلي المسئولين عن بيع حقوق البث الفضائي من خلال النجوم التي تمتلكها والشعبية والجماهيرية وهي العنصر الأساسي في نجاح البطولة. وأضاف أن علي المسئولين عن الرياضة الاهتمام بالأندية الجماهيرية التي تتساقط واحدا تلو الأخر مما يضعف شكل المسابقات المحلية ويغير شكل الكرة المصرية التي تتمتع بأكبر حضور جماهيري في الشرق الأوسط وافريقيا.