حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



4 أسئلة تبحث الحكومة إجاباتها قبل تحويل الدعم
نشر في أكتوبر يوم 10 - 02 - 2013

تصريحات المهندس أسامة كمال وزير البترول حول برنامج الحكومة الذى مازال قيد الدراسة حول رفع الدعم تدريجيًا عن الطاقة بنسبة 50% خلال خمس سنوات فى مقابل رفع الأجور، أعادت من جديد الجدل حول التحول من الدعم العينى نحو الدعم النقدى وفتحت من جديد باب جدل المحللين والخبراء المؤيد منهم والمعارض للتحول نحو الدعم النقدى والقضايا التى تتوجب دراستها بجدية للتوصل إلى آليات التحول الآمن نحو نظام الدعم واصلاح منظومته بشكل عام وبما يضمن وصول الدعم لمستحقيه.
وتتعلق تلك القضايا بكيفية حصر الفئات الاجتماعية المستحقة للدعم من غير العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وتحديد ما إذ كانت زيادة الرواتب تشمل جميع العاملين بالجهاز الإدارى للدولة بما فى ذلك أصحاب الأجور المرتفعة أم ستقتصر على فئات محددة ، والقضية الأهم التى يطرحها الخبراء تتعلق بالمزايا التنافسية التى يمكن تقديمها لتشجيع المستثمرين للبقاء فى السوق المصرية بعد رفع دعم الطاقة خاصة فى ظل هجرة الكثيرين منهم نتيجة لتداعيات الأحداث منذ اندلاع الثورة علاوة على وجود دول منافسة مجاورة يمكن أن تغرى هؤلاء من خلال دعم الطاقة، كما حذر الخبراء من عدم القدرة على التحكم فى الأسعار من جانب المتحكمين فى السوق ، علاوة على زيادة معدل التضخم نظرًا لزيادة الأجور بدون زيادة الانتاجية ، بالاضافة إلى نفقات التحول نحو الدعم النقدى وهو ما يدفع الاقتصاد المصرى نحو مزيد من العثرات فى أجواء عدم الاستقرار والتوترات السياسية والاجتماعية الحالية.
ويمكننا تلخيص القضية فى 4 أسئلة رئيسية يجيب عنها هذا التحقيق هى:
1 - هل سيطبق الدعم النقدى على جميع العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة من أصحاب الرواتب الكبيرة والمتدنية على حد سواء.
2 - هل ذلك من شأنه توصيل الدعم لمستحقيه.
3 - هل تمت دراسة كيفية حصر الفئات الاجتماعية الأخرى المستحقة للدعم من غير العاملين بالجهاز الإدارى للدولة؟
4 - هل فكرت الحكومة فى تقديم مزايا تنافسية أخرى تشجع فى جذب المستثمرين للسوق المصرى حال إلغاء دعم الطاقة ودعم المدخلات الوسيطة خاصة فى ظل هجرة الكثير من المستثمرين للسوق المصرية؟.
بداية أوضحت د. يمن الحماقى أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن هناك العديد من الشرائح الاجتماعية فى مصر بداية من الفئات الأكثر فقرًا ومرورًا بمحدودى الدخل ووصولاً للطبقة المتوسطة التى تكاد تختفى وتندرج ضمن صفوف الفقراء، لا تحتمل إلغاء الدعم، مشيرة إلى أن تحويل الدعم العينى إلى نقدى كان يمثل مطلبا لبعض هذه الفئات على مدار السنوات السابقة وذلك بهدف وصول الدعم لمستحقيه.
المبادرة
وأشارت د. يمن إلى أن المبادرة التى اعلنها المهندس اسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية، عن برنامج الحكومة قيد الدراسة لترشيد الطاقة وتتضمن إعطاء مقابل نقدى ورفع الدعم كلياً من الممكن أن تكون تجربة ناجحة كما حدث فى البرزايل حيث يقترن الدعم النقدى بمكافحة الفقر وتحويل الزيادة السكانية إلى طاقة إنتاجية.
وأضافت أن هذه التجربة نجحت فى العديد من الدول من أبرزها البرازيل حيث قامت الحكومة بتكوين فرق تراقب العائلات التى تحصل على الدعم وذلك لمعرفة حالة الأسرة ومدى التزام اولادها فى المدارس حيث يشترط تفوقهم دراسيًا لاستمرار الدعم، بالإضافة إلى مراقبة الحالة الصحية للأسر المستهدفة لمساعدتهم فى ايجاد فرص عمل.ٍ
وأكدت أن تطبيق تجربة الدعم النقدى المشروط برفع قدرات الأسر المستحقة للدعم لتأهيلهم لسوق العمل فى مصر بحاجة إلى وضع استراتيجية جيدة وشاملة ومحاولة تنفيذها فى إطار مؤسسى على أن يتم اختيار العاملين بها بعناية بحيث تتوفر بهم سمات النزاهة والوطنية.
وأشارت إلى ان خفض الدعم تدريجيًا خلال 5 سنوات بنسبة 10% مقابل زيادة رواتب موظفى الدولة بنفس النسبة ضمن المبادرة لن تؤتى ثمارها وتؤدى إلى حدوث تضخم لان زيادة رواتب الموظفين لابد أن تكون مصحوبة بزيادة فى الإنتاجية لذا لابد من عمل توصيف وظيفى ومتابعة للإنتاجية، واعادة هيكلة شاملة للجهاز الادارى للحكومة.
الاستقرار
الاستقرار السياسى والاجتماعى هو العامل الأساسى والأهم على الاطلاق لتطبيق أيه سياسات أو برامج متعلقة بإعادة هيكلة واصلاح منظومة الدعم هذا ما أكده د. مختار الشريف أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، وكشف عن الكثير من القضايا المتعلقة بتصريحات وزير البترول حول برنامج الحكومة المقترح لإلغاء الدعم تدريجيًا خلال خمس سنوات وزيادة المرتبات بنفس القيمة، بلورها فى عدة تساؤلات منها هل سيطبق ذلك على جميع العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة من أصحاب الرواتب الكبيرة والمتدنية على حد سواء؟ وهل ذلك من شأنه توصيل الدعم لمستحقيه؟، هل تمت دراسة كيفية حصر الفئات الاجتماعية الأخرى المستحقة للدعم من غير العاملين بالجهاز الإدارى للدولة؟، هل فكرت الحكومة فى تقديم مزايا تنافسية أخرى تشجع فى جذب المستثمرين للسوق المصرى حال إلغاء دعم الطاقة ودعم المدخلات الوسيطة خاصة فى ظل هجرة الكثير من المستثمرين للسوق المصرية؟.
ومن ناحية أخرى أوضح أن إلغاء الدعم يفتح الباب أمام المتعاملين فى السوق المصرية لزيادة الأسعار بصورة غير محتملة.
وبخلاف ذلك أشار إلى أن دعم الطاقة المخصص للمواطنين يمثل نسبة ضئيلة بالنسبة لدعم الطاقة الموجه للصناعات الثقيلة وهو ما يجعل من غير الضرورى إلغاءه.
الدعم الموجه
ومن جانبه أوضح د. سمير رضوان وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادى أن الدعم الموجه من الدولة ينقسم إلى ثلاث مجموعات: الأولى تضم السلع الغذائية وخاصة الخبز والمجموعة الثانية: تتمثل فى دعم الطاقة والذى يضم البوتاجاز والبنزين والسولار ويمثل هذا الدعم الغالبية العظمى من مخصصات الدعم، أما المجموعة الثالثة فتتمثل فى الدعم غير المباشر للمدخلات سواء كانت مدخلات صناعة مثل الكهرباء التى تدخل فى صناعة الألومنيوم أو دعم السماد لبعض المزارع وهذا النوع من الدعم مهم جدا لإنعاش الحركة الاقتصادية.
وبالنسبة إلى ما يثار من أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه ومن ثم المطالبة بضرورة التحول إلى الدعم النقدى بدلا من السلعى فإن د. رضوان يوضح ان التحليلات المختلفة التى قامت بها الجهات المختصة مثل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وبرامج الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمى ومنتدى البحوث الاقتصادية، قد أشارت جميعها إلى أن الدعم الذى ينتفع به الفقراء فعلا هو دعم الخبز البلدى أما باقى أنواع الدعم فإن الأغنياء والفقراء على حد سواء يستفيدون منه مثل البوتاجاز والذى يشتريه الغنى والفقير بسعر واحد.
ولهذا فقد توصلت هذه الدراسات إلى أن المسألة فى حاجة إلى عملية استهداف الفئة التى من المفترض أن تستفيد أكثر من غيرها. كما تم التوصل من خلال دراسة التجارب الدولية إلى أن أنجح وسيلة لتوصيل الدعم إلى من يستحقه هى أن يتم تحويل الدعم إلى نقدى بدلا من سلعى بمعنى أن الدعم الذى كانت تحصل عليه الأسر فى السلع المختلفة إذا كانت قيمته عل سبيل المثال 400 جنيه فإنه يحصل على بطاقة بقيمة هذا المبلغ بحيث يتيح له استهلاك سلع وخدمات بهذه القيمة.
وردًا على ما يثار حول الصعوبات التى تواجه عملية التحول نحو الدعم النقدى أكد د. رضوان أن الصعوبات يمكن التغلب عليها بسهولة فى ضوء تقدم تكنولوجيا الاتصالات حاليا والتى سوف تتيح لكل مستفيد إمكانية الحصول على المخصص له من خلال البطاقات الخاصة بذلك.
اقتصاد السوق
ومن جانبه أوضح د. أسامة عبد الخالق الخبيرالاقتصادى أنه رغم تحول مصر نحو اقتصاد السوق فإن الحكومات المتلاحقة فشلت فى إصلاح منظومة الدعم والتحول نحو الدعم النقدى، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب يأتى فى مقدمتها عجز مؤسسات الدولة عن تطوير نفسها وتحديث إمكاناتها بما يمكن من التحول إلى نظام الدعم النقدى الذى هو أفضل للتوصل إلى نظام رأسمالى سليم وإلى شفافية فى الأسعار وإلى سلامة التعامل فى الأسواق عرضا وطلبا وإلى صحة التعبير عن المتوسط الحقيقى لدخل الفرد ومن ثم تحديد موقع مصر على مستوى دول العالم فيما يتعلق باعتبارها دولة نامية أو دولة آخذة فى النمو كما يرد حاليا فى تقارير التنمية البشرية والتنمية الإنسانية الصادر عن الامم المتحدة بدءا من عام 2002 وحتى الآن.
ولاشك أن وجود نظام الدعم العينى والتمسك به هو دليل دامغ على فشل مؤسسات الدولة فى إجراء المسح الشامل والإحصاءات ووضع الخطط اللازمة لحصر المستفيدين من نظام الدعم، كما أنه مؤشر على استمرار وجود الفئات الطفيلية المستفيدة من استمرار هذا النظام والذى أثبتت جميع الدراسات أنه بمثابة المال السائب الذى هو محل السلب والنهب وأن هذا الدعم الذى يكلف الدولة مليارات الجنيهات من أموال دافعى الضرائب وأصحاب المعاشات لا يذهب لمستحقيه وهو أحد أسباب سعى جميع الفئات فى الدولة للتهرب الضريبى نظرا لأنهم لا يلمسون بجدية وعن قرب خدمات الدولة فى شتى صورها.
أصحاب المعاشات
ولذلك فإن هناك نداءات عديدة بالتحول إلى نظام الدعم النقدى الذى يتطلب خطوات جريئة تتمثل فى أولا: إجراء حصر واسع ودقيق لجميع الفئات المستحقة لهذا الدعم من محدودى الدخل ومن الفئات التى ليست من العمالة المستديمة مثل عمالة اليومية وعمال التراحيل والعمال الموسميين، بالإضافة إلى أصحاب المعاشات وغيرهم من الذين يستحقون الدعم فعلى سبيل المثال فإن أسلوب الدعم العينى الحالى مثل دعم البنزين يذهب للغنى والفقير على حد سواء ولا يمكن الفصل بينهما عملياً أما فى الدعم النقدى فإنه يمكن توجيه الدعم فقط لمستحقيه سالفى الذكر بعد حصرهم حصرا دقيقا.
ثانيا: لابد من اتخاذ فترة مرحليه للتحول إلى نظام الدعم النقدى تتمثل فى تعميم العمل بنظام البطاقة الذكية وإجراء التوعية الإعلامية بشأنها حتى يمكن استخدامها لفئات محدودى الدخل للحصول على المقررات التموينية وغيرها، وهذه البطاقة يمكنها فرض رقابة كاملة على حصول مستحقى الدعم لهذا الدعم كما أنها شائعة الاستعمال ويمكن استخدامها فى الصرف فى أية محافظة كانت.
والخطوة الثالثة تتمثل فى أنه بعد انتهاء الفترة المرحلية والتى تتحدد مدتها بمدى اكتمال تجهيزات مؤسسات الدولة لإجراء هذا التحول المطلوب ويتم إجراء تحرير كامل لأسعار السلع والخدمات لتعبر بمرونة كاملة عن العرض والطلب مع اضافة قيمة الدعم النقدى إلى دخول مستحقى الدعم بما يمكنهم من الحصول على هذه السلع والخدمات بأسعارها الحقيقية.
فترة خطيرة
وهذا الأمر له ميزة خطيرة كما يقول د.أسامة ويضيف: وهى أن جميع الهيئات الاقتصادية العامة وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام التى تحقق خسائر متتالية وتمثل أحد الأسباب الرئيسية للدين العام المحلى سوف تقوم بتسعير منتجاتها وخدماتها بحرية كاملة بما يؤدى إلى انتفاء حجة أن الخسائر ترجع إلى التسعير الجبرى من الدولة لهذه السلع والخدمات تحقيقا للبعد الاجتماعى وبما يمكن تلك الهيئات والشركات من تحقيق أرباح متنامية ومحاسبة المسئولين عن الخسائر فى حالة تحققها ولذلك فإن التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى هو حاجة ملحة وضرورة اقتصادية قومية ينبغى العمل على إنجاحها وتعاون الجميع فى سبيل تحقيق هذا الهدف الذى يحقق البعدين الاجتماعى والاقتصادى معا ويستطرد دكتور عبدالخالق فى تأكيده على عيوب الدعم العينى، مشيرا إلى أن هناك نماذج لإهدار هذا الدعم من أمثلتها الدعم الموجه لرغيف الخبز والذى يذهب علفا للدواجن والطيور والحيوانات والدعم الموجه لبعض المستحقين الذين تثبت وفاتهم أو عدم صرف مقرراتهم التموينية.. وغيرها ومع هذا يستمر صرف الدعم له والذى يذهب إلى جيوب الغير وهناك كذلك الدعم الموجه لسلعة الدواء والذى يتم المتاجرة به والتواطؤ بين بعض الصيدليات وبعض المستهلكين النهائيين لهذه السلعة والتى تكلف الدولة من العملة الصعبة الكثير.
سياسة الدعم
أما د.عبدالمطلب عبدالحميد أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة بأكاديمية السادات فيدعو إلى تحويل الدعم من الدعم العينى إلى دعم نقدى. ويشير إلى أنه قدم رسالة الماجستير الخاصة به عام 1982 حول الجوانب الاقتصادية لسياسة الدعم فى مصر وأنه قام بتقديم دراسة محددة حسم من خلالها هذه القضية الشائكة.
وهو يؤكد أن الدعم النقدى أفضل من الدعم العينى وكان يجب على الحكومة أن تتخذ إجراءات حاسمة وتقوم ببلورة الدراسات التى أجريت فى هذا الصدد فى شكل إجراءات يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
ويضيف نحن مع الدعم النقدى لأن الدعم العينى فيه حسابات سياسية غير صحيحة ومن أبرز عيوب هذا النظام هو تسرب الدعم لغير مستحقيه وإن كان الدعم النقدى أيضا به عيوب مثل كيفية تحديدالمستحقين للدعم ثانيا على أى أساس يمكن تحديد المبلغ النقدى وكيفية وصوله لمستحقيه.
ولكن هذه العيوب يمكن التغاضى عنها من خلال عمل برنامج محدد فالقضية لا تحتاج أكثر من برنامج محدد وقرار حاسم واختيار مجتمع فإذا حسمنا اختيارنا نحو الدعم النقدى فمن السهل تحديد المجموعات المستهدفة ويشير إلى إمكانية تحديد المجموعات المستهدفة والمستحقة للدعم من خلال عمل دراسات يتم من خلالها عمل موازنة بين الأجور والأسعار فى ضوء الحد الأدنى للأجور فإذا تم تقسيم مستوى الأجور فى القطاع الحكومى إلى فئات فمن الممكن أن نكتشف بسهولة نسبة المستحقين للدعم.
المستحقون
وفى الآونة الأخيرة نسبة كبيرة من المصالح الحكومية تم بيعها وبذلك من السهل حصر الباقى ومعرفة المستحقين للدعم ويتم تحويل دعم نقدى إلى هذه الفئات كما يمكن حصر الفئات الأخرى من الشعب كالمزارعين الصغار مثلها فيمكن حصرهم وتوصيل الدعم النقدى إليهم.
كما أن القطاع الخاص المنظم عند مستوى أجر معين يمكننا من معرفة أصحاب الأجور الضعيفة وتحويل دعم نقدى إليهم.
وأضاف أن قضية الدعم تعتبر قضية حصر والأمر أصبح أكثر سهولة فى ظل ثورة المعلومات التى نعيشها الآن فالدول التى استمرت فى تطبيق نظام الدعم العينى تخلت عن سياسات الدعم العام للغذاء واستبدالها بالبطاقات المشفرة الذكية، حيث تحصل الفئات المستهدفة على بطاقات مشفرة للاستخدام فى متاجر المواد الغذائية التى تبيع المنتجات منخفضة السعر فى بعض المناطق بهدف تقليل التلاعب فى توصيل الدعم.
رفض
أما د.ابراهيم سليمان استاذ الاقتصاد الزراعى جامعة الزقازيق فيعلن رفضه لالغاء الدعم او المساس بحقوق محدودى الدخل ففى حالة الغاء الدعم سوف تزيد نسبة الفقراء من 50% الى 75%.
وأكد أنه يؤيد الدعم العينى فنحن فى دولة نامية يزيد بها عدد الفقراء وبالتالى لا يمكننا الاستغناء عن بطاقة التموين او رغيف العيش. فحتى الدول المتقدمة اقتصاديا والتى يتمتع شعبها بمستوى معيشى مرتفع استمرت فى تطبيق نظام الدعم العينى من خلال اعطاء المواطنين اعانات بطالة او البطاقات المشفرة الذكية التى يتم استخدامها فى الحصول على المعونة الغذائية.
ومن ناحية أخرى أوضح أن الدعم النقدى له عيوب كثيرة تعرقل من مهمة تنفيذه أهمها تحديد المستوى المعيشى الذى يستحق الدعم النقدى ، وكيفية تحديد المستحقين لهذا الدعم وكيفية ضمان وصول الدعم اليهم مؤكدًا أن تلك الجوانب تؤكد ضرورة ترشيد الدعم وعدم إلغائه.
الرغيف
وأوضح سليمان أنه على سبيل المثال التسرب الذى يحدث فى الخبز يأتى نتيجة لأن الرغيف ردئ فالدعم الذى يصل إلى صاحب الفرن لم يتغير منذ عام 86 وبالتالى لو قام صاحب الفرن بإنتاج رغيف جيد لن يستطيع تحقيق أرباح أيضا بطاقات التموين يمكن ترشيدها من خلال زيادة السلع الأساسية وهى السلع التى يحتاج إليها كل بيت مصرى وفى نفس الوقت يزيد سعرها يوما بعد الآخر بشكل ملحوظ فيمكننا التركيز على هذه السلع الأساسية وترشيد السلع الأخرى بالاستغناء عن جزء منها.
وأكد أن الدعم ليس منحة حكومية بل هو حق للمواطنين والدولة تحصل على الضرائب من المواطنين وتعطيها للفقراء فى شكل دعم عام فالمواطن العادى له الحق فى التعليم والغذاء والصحة ففى الدول الرأسمالية التعليم قبل الجامعى يكون مجانا مع توفير وجبة غذائية وأتوبيس خاص للطلاب.
كما أن المواطن له الحق فى العلاج المدعم وأن كان الدعم الصحى دليلا على فشل الدعم العينى سوء الخدمة فى مستشفيات التأمين الصحى فإن هذا يعتبر فشل إدارة.
ويطالب سليمان بضرورة وجود تشريعات تحفز رجال الأعمال على التدخل فى العمل الاجتماعى بما يعود عليهم بالنفع من خلال تقديم تسهيلات مثل رفع الضرائب أو إلغاء الجمارك واستفادة الفقراء من هذه المشاريع بما يؤدى إلى رفع مستوى المعيشة لهم.
فئة لا تستحق
ومن جانبها أوضحت د. كريمة كريم أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن الدعم العينى يمثل مشكلة حقيقية فهناك فئة من الشعب لا تستحق الدعم ومع هذا تحصل عليه من خلال الدعم العام للسلع والخدمات، وبالتالى فالدعم العينى لا يصل إلى مستحقيه.
وأضافت أنه فى حالة إلغاء الدعم العينى واستبداله بالدعم النقدى سوف نواجه عقبة كبيرة ألا وهى تحديد مستحقى هذا الدعم وهذه المهمة وإن كانت صعبة إلا أنها ليست مستحيلة، فالأمر يحتاج إلى العمل الجاد فقط فمن الخطأ إلغاء الدعم العينى قبل تحديد مستحقى الدعم النقدى.
ومن ناحية أخرى أوضحت أنه من الجوانب السلبية للدعم النقدى أن قيمة الدعم التى سوف تفرضها الحكومة ستكون منخفضة جداً بالنسبة لمستوى المعيشة، لعجز الجهات المعنية عن حصر كل مستحقى الدعم وإعطائهم قيمة نقدية، حيث يؤدى ذلك إلى خلل فى الاقتصاد المصرى.
وأشارت إلى أنه فى حالة تطبيق الدعم النقدى يجب وضع دراسة شاملة يتم من خلالها تحديد الشرائح الاجتماعية المستحقة للدعم بشكل حقيقى، كما يجب أن تشتمل الدراسة على بند أساسى وهو فى حالة تطبيق الدعم النقدى فإنه يجب أن يواكب هذا الدعم ارتفاع الأسعار فتجب المتابعة الدائمة للسوق حتى يتماشى الدعم مع ارتفاع مستوى معيشة الأفراد، وكل هذه الدراسات اقتصادياً تحتاج إلى نفقات فالدعم النقدى ليس بالصورة الوردية فقط ولكى يحقق النتائج المرجوة يجب على المسئولين أن يضعوا فى اعتبارهم ألا تتم النقلة من الدعم العينى إلى النقدى فجأة حيث يجب فى البداية تحديد كمية الدعم ومن هى الجهات المستحقة للدعم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.