في الساعات الأخيرة للعام الراحل وعلي أعتاب العام الجديد ألقي نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم حدام أحدث المنشقين السياسيين علي نظام بشار الأسد بقنبلة سياسية في وجهه ووجه المنطقة بأسرها عندما اتهم سوريا بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ووجه هجوما عنيفا إلي الرئيس السوري خلال حديثه إلي قناة العربية الفضائية. والمثير في تصريحات نائب الرئيس السوري المنشق انها تأتي في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة وسوريا علي خلفية اتهام لجنة التحقيق الدولية لمسئولين سوريين كبار بالتورط في اغتيال الحريري.. وفي ظل ضغوط أمريكية وفرنسية وإسرائيلية غير مسبوقة بما في ذلك اللجوء إلي استخدام القوة تصريحات خدام لايمكن قراءتها بمعزل عن التلميحات الإسرائيلية بضرب سوريا في أعقاب عملية طولكرم واتهامات واشنطن لحزب الله بالمشاركة في العملية التي أسفرت عن مصرع جندي اسرائيلي واصابة ثلاثة آخرين. من جانبه وفي أول رد فعل لبناني وصف غازي العريضي وزير الاعلام اللبناني تصريحات نائب الرئيس السوري السابق "عبدالحليم خدام" بأنها تمثل مفصلا اساسيا في القضية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال العريضي في تصريح لراديو لندن أمس انها تقدم معلومات قيمة للغاية وشهادة أساسية للجنة التحقيق الدولية، معتبرا ان تصريحات خدام ستكون في أولوية الأجندة الخاصة للجنة التحقيق الدولية في المرحلة المقبلة. وأوضح انه لايمكن لأحد بعد الآن التشكيك بلجنة التحقيق الدولية التي صار بين يديها اعترافات عندما تكون صادرة عن شخص بمستوي نائب الرئيس السوري ليس ثمة مجال بعد الآن للحديث عن تسييس عمل لجنة التحقيق الدولية. وحول تقديره لحجم مسئولية خدام في قضية اغتيال الحريري باعتباره الرجل الثاني في القيادة السورية لفترة طويلة، قال العريضي خدام لم يرد في التحقيقات الخاصة باغتيال الحريري.. لافتا إلي انه كان صديقا حميما للحريري. ولفت إلي ان ما تضمنته تصريحات خدام حول قضية الحريري هو ما أشارت إليه لجنة التحقيق حول احتمال ان يكون لهذا الأمر علاقة بحادث الاغتيال نظرا لحجم الاموال الكبيرة التي سلبت من بنك المدينة وساهمت في تمويل هذه الجريمة. وكان خدام النائب السابق للرئيس السوري قد شن أمس الأول هجوما لم يسبق له مثيل علي الرئيس بشار الاسد قائلا إنه هدد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير الماضي. وقال خدام في تصريحات لقناة العربية من منزله في باريس أن الاسد أخبره انه وجه كلاما قاسيا جدا للحريري من قبيل انه سيسحق كل من يحاول أن يعصي سوريا وان الحريري بدأ ينزف من انفه بعد تلك المقابلة وان موقفه في سوريا كان معقدا. واستقال خدام الذي كان مساعدا مخضرما للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في يونيو الماضي. ولم يتكهن خدام بشأن من الذي أمر بقتل الحريري قائلا انه يجب انتظار النتائج النهائية لتحقيق تجريه الاممالمتحدة. وأشار التحقيق إلي تورط مسئولين سوريين كبار ومن المرجح ان تكثف تصريحات خدام الضغوط علي دمشق. وقال خدام "من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني أو غير أمني في الدولة السورية ان يتخذ مثل هذا القرار منفردا والرئيس بشار نفسه نفي التهمة عن سوريا وقال اذا كان يوجد سوريون متورطون اذا فأنا متورط" . "جهاز أمني يتورط منفردا هذا غير ممكن". واشار خدام إلي أن الحريري تلقي تهديدات كثيرة وان تهديدات كثيرة وجهت في دمشق وفي لبنان. وانتقد خدام الحكومة السورية لارتكابها ما وصفه بأخطاء سياسية في لبنان وقال ان سوريا تسير عبر حقل الغام في ظلام دامس بسبب سياسات الاسد. واسقط خدام ادعاء مفجر انتحاري فلسطيني في شريط فيديو والذي قال انه وجماعة متشددة قتلا الحريري وقال في اشارة الي هذا الفلسطيني "من طرح فرضية احمد ابو عدس هو في غاية الغباء..عملية التفجير تطلبت 1000 كيلوجرام من المتفجرات وتطلبت اجهزة تقنية لتعطيل اجهزة التشويش بسيارات الرئيس فهل يستطيع احمد ابو عدس ان يأتي بهذا الحجم من المتفجرات واذا كان في السيارة فأين جسمه واين اشلاؤه". "لا اعتقد ان هناك عاقلا يقبل ان يقال ان احمد ابو عدس وراء الجريمة". وانحي خدام ايضا باللائمة علي الرئيس اللبناني اميل لحود ومسئولين لبنانيين اخرين في "تحريض" الاسد ضد الحريري الذي كان في الماضي حليفا وثيقا لدمشق ولكنه أيد قرارا اصدرته الاممالمتحدة في عام 2004 دعا الي انسحاب القوات الاجنبية من لبنان. وتعرضت دمشق لضغوط دولية شديدة منذ اغتيال الحريري في بيروت في 14 فبراير الماضي. واضطرت سوريا لسحب قواتها من لبنان بعد وجود عسكري استمر 29 عاما. وتنفي سوريا تورطها في انفجار الشاحنة الملغومة الذي قتل الحريري و22 اخرين. واعتبر خدام في الثمانينيات خليفة محتمل للرئيس الراحل حافظ الاسد. ولكن أيد بعد ذلك بشار الذي تولي السلطة في عام 2000 . وعندما استقال قال انه يريد افساح المجال لدماء جديدة. وقال خدام ايضا ان حكومة الاسد اصابت الشعب السوري بالفقر بسبب مقاومتها للاصلاح السياسي والاقتصادي. واضاف ان عملية الاصلاح لم تحدث ولذا قدم استقالته . وقال انه رأي ان السلطة يمسك بها رجل واحد وان المؤسسات الحكومية اصبحت غطاء لاوامر الرئيس. واضاف انه بسبب عدم وجود اصلاحات استشري الفساد الان في الحكومة كما ان الفقر يتزايد. وقال ان ملايين السوريين لا يستطيعوا العثور علي طعام وان كثيرين اخرين يبحثون عن الطعام في القمامة في الوقت الذي تتجمع فيه الثروة في يد قلة. واضاف ان سوريا لا تستطيع مواجهة الضغوط الخارجية في الوقت الذي لا يتمتع فيه الشعب السوري بحرية التعبير كما انه ليس جزءا من العملية السياسية. وقال ان الاسد ارتكب اخطاء كثيرة في طريقة تعامله مع لبنان بما في ذلك حماية رئيس المخابرات السورية السابق في بيروت رستم غزالي حتي علي الرغم من ان تحقيق الاممالمتحدة ورطه في قتل الحريري. وقال خدام "لماذا حماية رستم غزالة والجميع يعرف موبقات هذا الرجل". وقال انه طلب مرارا من الرئيس بشار ان يقيله. وكان خدام المستشار المعني بشئون لبنان للرئيس السوري الراحل الذي امر بتدخل عسكري سوري ابان الحرب الاهلية هناك في عام 1976. وظلت القوات السورية هناك حتي ابريل 2005.