قبل ساعات من انتهاء عام 2005 وبدء العام الجديد ،2006 تلقي نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضربة شديدة من الوزن الثقيل بعد ان فجر عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق واحد اركان النظام الحاكم في سوريا لعدة عقود قنبلة مدوية موجها من مقر اقامته في العاصمة الفرنسية باريس انتقادات حادة لاذعة لبشار الاسد ونظامه، وجاءت مفاجأة خدام في وقت يعاني فيه النظام السوري من تزايد حدة الضغوط الدولية وعلي رأسها الضغوط الامريكية علي دمشق منذ جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري لتضييق الخناق علي بشار بعد ان قال خدام في تصريحاته التليفزيونية ان الرئيس السوري هدد الحريري قبل اغتياله بأشهر قليلة مما دفع لجنة التحقيق الدولية المكلفة بكشف النقاب عن قتلة الحرير الي طلب مقابلة الرئيس بشار الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع، وبلا شك فإن خدام بانشقاقه قد وضع مسمارا في نعش النظام السوري وسبب له ارتباكا شديدا، ولكن ما هي الدوافع الحقيقة وراء انتقال خدام الي معسكر منتقدي نظام الاسد؟ هل هي مصلحة الوطن كما يدعي ام هي محاولة للقفز من السفينة قبل غرقها؟ ولماذا سكت خدام عن الفساد والتجاوزات التي يفضحها الآن بعد صمته طوال 35 عاما قضاها متقلبا في دوائر الحكم؟ وهل يعد خدام نفسه مدعوما من جهات دولية كبديل لرأس الحكم في سوريا؟ فقد عادل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق الي الواجهة بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها مؤخرا لنظام الاسد ولعلاقته باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقد ادلي خدام بهذه التصريحات بعد اشهر من ابتعاده عن الحياة السياسية والرسمية في سوريا، واختياره الاقامة بالعاصمة الفرنسية في اعقاب المؤتمر القُطري لحزب البعث الاشتراكي الذي انعقد في منتصف العام الماضي. وهذه التصريحات تحيي ماضي خدام "73 عاما" الذي قضي زهاء اربعة عقود في سلك الدولة نصفها كان في منصب نائب رئيس البلاد، وتجعله موضع مساءلة حادة من عدة اوساط في سوريا، وخلال هذه الفترة الطويلة تقلب خدام، السنّي المنحدر من عائلة ميسورة من مدينة بانياس شمال غربي البلاد، في عدة مناصب منذ ان انضم الي حزب البعث وهو في سن السابعة عشرة. وبعد وصول البعث الي السلطة عام ،1963 عين خدام محافظا لحماة ثم القنيطرة قبل ان يتسلم عام 1969 حقيبة وزارية للمرة الاولي بحكومة نور الدين الاتاسي حيث تولي وزارة الاقتصاد، وعام 1970 عين عضوا بالقيادة القُطرية للبعث. وبعد ذلك تولي خدام حقيبة الخارجية ونائب رئيس الوزراء، عام 1984 عين نائبا لرئيس الجمهورية واوكلت اليه اساسا مهمة تدبير الملف اللبناني كونه يشكل منطقة النفوذ الرئيسية لسوريا، وملف العلاقات الايرانية السورية في ذروة الحرب العراقية الايرانية. وعند وفاة الرئيس حافظ الاسد في يونيو 2000 تسلم خدام مهام رئيس الجمهورية حسب الدستور السوري بمرحلة انتقالية، ثم كان من الذين امنوا انتقال السلطة لنجله بشار من خلال اقرار تعديل دستوري لملائمة ترشيحه. لكن حضور خدام بالمشهدين السياسي والرسمي بدأ في التراجع عمليا اواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما سحب منه الملف اللبناني لمصلحة بشار الاسد وقادة الاستخبارات ووزير الخارجية فاروق الشرع. ومع وفاة الاسد الاب زادت وتيرة تراجع خدام، المتوسط القامة والمعروف بأناقته العالية وصراحته، من الواجهة بوصفه من رموز الحرس القديم، وبتقلد طاقات شابة مناصب مهمة بسلك الدولة. وبيّن خدام ان القيادة القطرية في سوريا كانت مغيبة تماما، وانه كان في الاجتماعات يطرح مسألتي الضغوط الخارجية والحاجة الي الاصلاح الداخلي، بالاضافة الي تحقيق الحوار الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومشاركة الناس. وقال خدام ان صدام حسين اغلق اذنية وعقله عن نداءات المعارضة للحوار، وادي ذلك لامر غير متوقع، بحيث شكلت الغطاء السياسي للحرب الامريكية علي العراق، واوضح انه لم يكن يريد لاي مواطن سوري ان ينزلق لما انزلقت اليه الامور في العراق. وقال خدام ان الوضع الذي تعيشه سوريا حاليا، من ضغوط دولية، لم تعشه اي دولة اخري، والوحدة الوطنية هي الكفيلة بالوقوف مع النظام. واشار الي ان الشعب هو من يدافع عن الوطن والنظام، موضحا ان الشعب يخرج بقناعاته، وذلك عندما تتوافر له الحريات اللازمة. واكد ان ما نسب للحرس القديم في اعاقة الاصلاح، انما هو نقمة طرحتها اجهزة الامن، لتغطية التقصير في الاصلاح وبالتالي ارادت ان تنسب هذا التقصير للحرس القديم. واوضح ان الاسباب التي ادت لهذا الوضع، هي انفراد بشار بالسلطة، اضافة الي القراءة الخاطئة للاحداث العربية والدولية، اما السبب الثالث فهو الانفعال وردود الفعل وهما صفتان سيئتان اذا لازمتا اي مسئول، لان التصرف بالانفعال وردود الفعل يُفقد المنفعل القدرة علي التمييز بين الخطأ وبين الصواب. وقصد خدام بالانفعال، انفعال الرئيس الذي يثيره ويحمسه، فيتخذ قرارا بناء علي ذلك بعكس، الرئيس حافظ الاسد الذي تميز بقدرة كبيرة علي ضبط النفس. واكد ان البعض قد زرع في عقل بشار ان الولاياتالمتحدةالامريكية ستأتيه زاحفة تفاوضه من اجل العراق وتبقيه في لبنان هذه قراءة خاطئة، هذه القراءة الخاطئة اوصلت الي النتائج اتت فيما بعد، اذا القراءة الخاطئة والاستنتاج الخاطئ وضع البلاد ايضا في مجموعة من المطبات تعاني منها الآن. ويري خبراء ومحللون ان خدام كتب نهاية النظام الذي ساهم في بنائه وقالوا ليس بعد الحديث الذي ادلي به الي قناة "العربية" الفضائية حدث، واوضحوا ان ظهور خدام الاعلامي الصاخب وتصريحه بما صرح به لم يأت عفوًا وارتجالاً، بل استلزم وضع خطة عمل متعددة الاضلاع شاركت فيها قوي وحتي دول عربية وغربية وجدت في المسئول البعثي الرقم اثنين طوال ما يزيد علي عشرين عاما، والركن الابرز للنظام في ظل الرئيس الراحل حافظ الاسد، ضالتها المنشودة ليكون الحصان البديل من الحكم القائم في سوريا برئاسة بشار الاسد، اذ ان خدام تتوافر فيه كل الميزات والمواصفات المطلوبة لهذا الدور باعتباره بالاقدم حتي الامس القريب في التركيبة الحاكمة والاخبر والاعرف بتفاصيلها وخفاياها واسرار رجالها، فضلا عن انه من الاكثرية السنية في سورية التي قيل ان جماعة "القاعدة" قد تحكمها في حال قرر المجتمع الدولي التخلي عن نظام الاسد او اطاحته، وان اندفاعه الي الواجهة يذكر بأن ثمة دوما احتمالا افضل من السييء القائم، وليس ضروريا ان يأتي بعده الاسوأ. ويلفت المحللون الي ان المقابلة السبق بلا منازع مع "العربية"، والتي ختمت السنة بهزة قوية زعزعت اركان النظام السوري الحالي، تضمنت كلاما لخدام مفادة ان رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري كان له الحق في ان يجمع حوله الطائفة السنية ويقويها ويتقوي بها، علي غرار ما هو حاصل مع زعماء الجماعات الاخري في لبنان ذي التكوين الطائفي، وهي اشارة ذات دلالات في سورية بالنظر الي الصيغة التي حكمتها منذ اكثر من 35 عاما بأقلية علوية تستعين بشعارات الغالبية السنية التي تشارك في الحكم من مستوياته الادني، ولربما يرمز خدام الماهر في انتقاء الكلمات الي حقها هي ايضا في بلاده في ان تقوي وتتقوي كما هو الامر مع غيرها، وعلي هذا تكون الارض تمهدت ووضعت عليها الاساسات اللازمة لتغيير لم يعد ينقصه لتكتمل عناصره سوي العثور علي حليف علوي يكون من داخل النظام الحاكم ومحتفظا بموقع مؤثر وفاعل فيه ولا يوافق اركانه المتحكمين فيه علي خياراتهم وسياساتهم، مدركا ان سورية الاسد وصلت الي المأزق التام الذي يسمي عنق الزجاجة، وبالتالي لابد من تحرك انقاذي للدولة والشعب، فمن يكون المتقدم لشبك يده بيد خدام؟ وختم هذا الفريق من المحللين قوله بالتأكيد ان فرنسا ودولة عربية فاعلة مهتمة بتفاصيل ما يجري بين لبنان وسورية وفيهما كانتا علي اطلاق بنية خدام اطلاق قنبلته الهائلة القوة في وجه نظام بشار الاسد، وانهما ساعدتا في اعداد الظروف الملائمة لها وحمايتها واستبعدوا ان يكون نائب الرئيس السوري او احدا من انجاله والدائرين في فلكه علنا يرغب في العودة الي سورية قبل حدوث التغيير الحقيق والجذري فيها، واوضحوا ان خدام اذكي من ان يدعهم في دمشق يكررون معه ما فعل "البعث" الآخر العراقي بقيادة صدام حسين بصهره حسين كامل. ولم يستبعدوا في الختام ان ينضم رئيس اركان الجيش السوري السابق العماد حكمت الشهابي وفي طريقة مشاهبة الي خدام في مواقفه، باعتبارهما كانا ولا يزالان يشكلان ثنائيا تطابقت مواقفه حيال كل الازمات والموضوعات والتحديات التي واجهت سورية، ومن شأن انضمام الشهابي الي خدام ان يجهز علي كل ما تبقي من انقاض في حكم الاسد المتزعزع. ويري فريق آخر من الخبراء ان الحديث الذي ادلي به خدام لقناة "العربية" هو اقوي من كل المقالات والتحليلات، وما قاله في لقائه التلفزيوني اقوي بكثير من تقرير ميليس، والحديث يتعلق بفساد مالي يصل الي مليارات الدولارات ودولة، بل دول داخل الدولة وعمليات بلطجة، وشكوك وعلامات استفهام، وواضح لكل من شاهد "تقرير خدام" ان التلميحات فيه كانت اخطر من التصريحات، وان التهديد بكشف المزيد يجعل المسألة اكبر بكثير مما يتوقع المراقبون، وان ما في الفخ اكبر من العصفور. فكل الذي قاله المحللون وتحدث عنه تقرير ميليس اكده خدام، وحديثه كان قبنلة من الوزن الثقيل تحتاج الي مراجعة وقراءة واعية، ما الذي سيفعلونه في دمشق امام هذا الحدث، الزلزال؟ لن ينفع حديث الوجوه التي تدافع عن الموقف السوري ببلاده، الي درجة ان الناس تعرف ما سيقولونه قبل ان يتحدثوا، ولن يستطيع الاعلام الرسمي السوري الرد بإقناع علي كل هذه المعلومات الخطيرة وفي سوريا ايضا هاجمت الصحف نائب الرئيس السابق، وحملت افتتاحية صحيفة تشرين عنوان "حتي انت يا خدام؟" متهمة اياه بالبحث عن مجد شخصي ضائع وأحلام زعامية خائبة في عواصم الغرب ومنتجعاته الاسطورية الجميلة. وقالت تشرين "الحقيقة اننا لم نسمع يوما ان السيد خدام كان ديمقراطيا وطرح برنامجا للاصلاح وانه كان اشتراكيا ونصيرا للفقراء، فعلي من تقرأ مزاميرك يا داود". وبالنسبة للشارع السوري فقد شكك مواطنون سوريون في مواقف عبدالحليم خدام الذي اتهم النظام السوري بالفساد ، مؤكدين ان نائب الرئيس السوري السابق جزء من النظام كونه شارك في الحكم علي مدي اكثر من 35 عاما. وقال مواطنون ان كل مسئول سوري ومنهم خدام يطلق العنان له ولأولاده للسرقة والنهب ويستولون علي كل ميزانيات الدولة من تعهدات واعمال. وأضاف يوجد لدينا المئات من خدام وأمثاله والسؤال متي نحاسبهم؟ وكرروا ما يتردد في الشارع السوري حول امتلاك خدام اموالا طائلة بقولهم "هل تعرفون ماذا يملك خدام في سوريا وفي الخارج؟ نعلمكم بأن شارع ابو رمانة وسط العاصمة دمشق وأغلي منطقة سمي بشارع خدام، وهو يملك علي الساحل السوري مئات الهكتارات مزروعة بالحمضيات وقصورا في كل المصايف السورية، كما يملك وأولاده في اسبانيا قصورا وفيلات للايجار، فهل هذا من راتبه ام مهماته الخارجية؟". وأضافوا: "متي ننتهي من هذه المصائب التي حلت علينا من أناس يكونون في السلطة وعندما لا تلبي مطالبهم وغاياتهم الشخصية يهربون إلي الخارج ويصنفون أنفسهم معارضين ويطلقون التصريحات ويكذبون علي الله وعلي الشعب وعلي أنفسهم". وقالوا: "من أين جمع خدام وأولاده ثروتهم التي تقدر بمليارات الدولارات وهل نسي خدام التجاوزات التي قام بها وتهريب الأموال وقضية دفن النفايات في صحراء تدمر؟". وفي لبنان تباينت مواقف القوي السياسية اللبنانية إزاء تصريحات خدام والتي وجه فيها انتقادات لاذعة للنظام السوري وسارعت قوي من داخل الحكومة وخارجها إلي اعتبار شهادة للتحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وصدقيته. في حين وصفت قوي موالية لسوريا خدام بالمتناقض والخائن. ودافع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عما اعتبره وطنية وسورية خدام، وثمن مواقفه تجاه لبنان ودوره في تعزيز الوحدة الوطنية، وعلاقتهالمتميزة بالحريري. واعتبر جنبلاط أن ما جاء علي لسان خدام يثبت مصداقية التحقيق الدولي في عملية الاغتيال، مطالباً الأحزاب اللبنانية الموالية لسوريا بالعمل علي إدانة ما وصفه بالإرهاب السوري. ومن جانبه اعتبر زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشيل عون تصريحات نائب الرئيس السوري السابق، بمثابة شهادة للتحقيق الدولي باغتيال رئيس الوزراء الأسبق. ودعا عون في تصريحات ل BBC خدام إلي إبقاء ذاكرته منفتحة وألا ينتقي حدثاً بعينه وأن يتحدث عن الاغتيالات الأخري التي جرت في لبنان أثناء استلامه للملف اللبناني، مشيراً بالخصوص إلي اغتيال الرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض ومفتي البلاد حسن خالد. وعلي الجانب الآخر استهجن الوزير والنائب اللبناني السابق سليمان فرنجيه ما جاء في حديث خدام، وأسف في تصريح له أن يخون خدام بلاده من أجل الدولارات علي حد تعبيره. ومن ناحيته قال الوزير السابق طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، إن "أمثال خدام من الخونة سيسقطون". كما اتهم خدام بأنه "هو من كان سبب الخلل في العلاقات السورية اللبنانية". وعلق محلل لبناني طلب عدم كشف هويته قائلاً: "إن هذا الحديث صب لمصلحة اللبنانيين السياديين الذين يواجهون مناورات دمشق التي تسعي إلي عرقلة التحقيق الدولي لعدم إثبات تورطها في اغتيال الحريري". واعتبر أن "انشقاق خدام يشكل ضربة شديدة لنظام بشار الأسد وحلفائه في لبنان الذين كانوا يعدون هجوماً مضاداً يقضي بشل الحكومة تمهيداً لإسقاطها". وكان الوزراء الشيعة الخمسة الموالون لسوريا والذين يمثلون حزب الله وحركة أمل قد علقوا في 12 ديسمبر الماضي مشاركتهم في الحكومة التي يترأسها فؤاد السنيورة المدعوم من الغالبية النيابية التي ترفض استمرار التدخل السوري في الشئون اللبنانية. بدوره، لاحظ المعارض المسيحي توفيق الهندي ان تصريحات خدام الذي شارك في رسم السياسة السورية عشرات الاعوام تشكل "اتهاما رسميا يورط رأس النظام" السوري. وصرح الهندي "اضافة الي كونها (التصريحات) تهدد وجود النظام السوري، فانها تضعف المعسكر الموالي لسوريا في لبنان، وعلي رأسه تحالف أمل وحزب الله". في المقابل، ركز النائب فريد الخازن العضو في تكتل العماد ميشال عون البرلماني علي تأثير ما قاله خدام علي التحقيق. وأكد في هذا السياق ان "التحقيق سيتقدم سريعا؛ لان خدام بمثابة شاهد رئيسي". وحظيت تصريحات خدام باهتمام الصحف الاجنبية وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية الي ان قرار حزب البعث السوري طرد خدام من عضويته ونيته محاكمته بتهمة الخيانة العظمي بعد يومين من تصريحاته التليفزيونية. وقالت ان خدام "وهو سني في نظام تهيمن عليه الاقلية العلوية في سورية" كان رفيقا في الاعمال وصديقا مقربًا للحريري الذي اغتيل في فبراير من العام الماضي. واختتمت الجارديان التقرير بالقول إن انشقاق خدام يعد ثاني حادث رئيسي داخلي يحدث اضطرابا داخل النظام السوري خلال اقل من ثلاثة اشهر بعد العثور علي وزير الداخلية غازي كنعان ميتًا في مكتبه في اكتوبر الماضي حيث زعم انه انتحر بمسدسه.