"ساعة تروح وساعة تيجي".. تعكر مزاج المصريين محيط - نرمين صبري حسمت الحكومة المصرية حيرة عقارب الساعة التي كانت تنتظر مصير 60 دقيقة ضائعة بين التوقيت الصيفي والشتوي ، وأغلقت الباب في وجه أولئك الذين يدعُون إلى إلغاء التوقيت الصيفي باعتباره بدعة تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للانسان . وأعلنت الحكومة بدء العمل بالتوقيت الصيفي (الجمعة 25/4/ 2008) ، ويعد صيف 2008 ذو طبيعة خاصة ، بعد ان ظن الكثير من المواطنين إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي هذا العام ، عقب تقدم أحد نواب مجلس الشعب في البرلمان بطلب فيه إنهاء العمل بهذا التوقيت ، هذا إلى جانب أن تغيير التوقيت إلى الشتوي العام الماضي تم قبل أيام قليلة من شهر رمضان ، حتى لا يكون الافطار بعد الساعة السابعة والنصف مساء. وتعود قصة التوقيت الصيفي في مصر إلي 15 ابريل/نيسان عام 1941 عندما صدر الأمر العسكري بتقديم التوقيت 60 دقيقة في فترة الصيف وحتي 15 سبتمبر من نفس العام وذلك اثناء الحرب العالمية الثانية، ثم الغي بعد انتهاء الحرب، واعيد العمل به سنة 1957 ثم الغي 1959 ثم اعيد 1982 ثم الغي 1985 ثم اعيد بالقانون رقم 140 لسنة 1988 والمعدل بالقانون 14 لسنة ..95 ولايزال العمل به ساريا حتي الان . يجب إلغاؤه تقدم مصطفى الهوارى أحد نواب الحزب الوطنى باقتراح مشروع قانون إلى مجلس الشعب يطالب بإلغاء التوقيت الصيفى ، قائلا :" إن التوقيت الصيفي يؤثر على الساعة البيلوجية للانسان ، فيحدث حالة من الارتباك وإضطرابات تصيب الإنسان ، حيث يتغير وقت الصلاة والصوم ". وأضاف إن هناك دراسة اعدتها جامهة هامبورج الألمانية أجريت على 55 ألف شخص ، تؤكد أن التوقيت الصيفى يمثل عبئا كبيرا على المنظومة البيولوجية للإنسان ، حيث لا تتغير هذه الساعة مع تغير التوقيت الصيفى مما يتسبب فى إرهاق الذين يعانون من مشاكل فى النوم ، خاصة أولئك الذين يعملون صباحا . وتابع الهواري :" معظم دول العالم التي طبقت قانون التوقيت الصيفي عدلت عنه ، بعد ان اثبت الواقع عدم وجود أي جدوى من ورائه" ، معربًا عن إصراره من أجل الغاء العمل بهذا القانون . وأشار إلى أن التوقيت الصيفي سيخلق أزمة قوية هذا العام والأعوام القادمة إذا استمر العمل فيه ، بسبب شهر رمضان وطول فترة الصيام ، قائلا :" قانون تغيير التوقيت الذي تتبعه الدولة يستثني شهر رمضان من هذا التوقيت ، فهل سيتم تغيير التوقيت في الشهر الكريم إلى الشتوي لتقليل عدد ساعات الصيام ، وتغييره بعد إنتهاء شهر رمضان ، وهو ما يعاني تغيير الوقت 4 مرات في السنة " ، متسائلا :" هل يعقل هذا الاضطراب في الوقت". وقال عضو مجلس الشعب إنه أجرى استطلاع على عينة للوقوف على أرائهم في التوقيت الصيفي ، إلا ان 80 % من العينة اثبتت عدم جدوى هذا التوقيت . عديم الجدوى وقالت الدكتور عالية المهدي استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة :" إن تغيير التوقيت ما بين صيفي وشتوي ، لم يعد يحقق هدفه الاساسي وهو توفير استهلاك الكهرباء ، بسبب ارتفاع درجة الحرارة واستخدام المراوح والتكييفات ، فضلا عن السهر أمام التليفزيون الذي يعد المتعة الرخيصة أمامهم مع ارتفاع الأسعار . وأشارت المهدي إلى أن العمل بالتوقيت الصيفي كان محاولة لتقليل استهلاك الكهرباء في فترة كانت مصر تعاني فيها نقص إنتاج الكهرباء ، وكذلك قلة فيضان نهر النيل ، اما الآن فان انتاج الكهرباء ، وبات هناك مصادر يعتمد عليها في توليد الكهرباء غير السد العالي . وكان مسئولين في وزارة الكهرباء أكدوا أن استهلاك الطاقة الكهربائية فى مصر قد يكون متساويا بين الصيف والشتاء، حيث نستخدم نفس نمط الوحدات من خلال السخانات الكهربية أو المدافئ فى الشتاء، ومكيفات الهواء فى الصيف والثلاجات ولكل فصل مشاكله مع الطاقة الكهربائية. مضر للصحة يقول الدكتور هشام أبو النصر اخصائي الغدد الصماء بمستشفى طيبة بالجيزة :" هناك تغييرات حيوية تحدث عند بزوغ ضوء الشمس منها افرازات الغدد وسيطرة المركز المخي المنظم للحرارة وقد نظمت الطبيعة هذا التغير النمطي للظلام والنور بشكل تدريجي طبقا لاختلاف الأيام ، إلا إن تغيير التوقيت يؤدي إلى اضطراب هذه الافرازات وهو ما ينعكس على الحالة النفسية والمزاجية للانسان . إن التوقيت الصيفي ربما يصلح مع البلاد التي تقصر فيها فترة النهار بشكل كبير ، أما في مصر فالفارق بين طول فترة النهار بين الصيف والشتاء ليس كبيرا
إرباك الحياة وأعربت (نهى كريم - مرشدة سياحية) عن تأييدها للتوقيت الصيفي قائلة :" هذا التوقيت مفيد ، حيث يمكن الاستفادة من طول فترة النهار في أداء المزيد من الأعمال ، والتمتع بزيارات المنتزهات في ضوء الشمس ، خاصة الشواطئ التي تجذب الأجانب إلى البلاد بقوة ". ورفض "سمير محمد - موظف" تأييد التوقيت الصيفي ، مؤكدًا إنه يربك الحياة ويؤثر على حالته النفسية ، قائلا :"تغيير التوقيت يؤدي في بدايته إلي ارتباك ساعات النوم، وقلة المزاج والشعور الدائم بالغثيان وقلة التركيز" أما السيدة (زينب حسن - ربة منزل) :" مشكلة التوقيت الصيفي والأعوام القادمة ستكون أثناء شهر رمضان ، حيث يطول فترة الصيام ، لذا فإذا كانت الحكومة قررت العام الماضي انهاء التوقيت الصيفي قبل ميعاده بشهر ، فكان عليها إلغاء توقيت العمل به ، حتي لا تشق علي المواطنين". وأنضم (علي خليل - صاحب متجر)لصفوف المعارضين للتوقيت الضيفي ، مؤكدًا إنه أصبح عديم الجدوى ، فأصبح لا يفيد في توفيرالكهرباء ولا اتاحة الفرصة للمحلات 'ساعة زيادة' بعد أن اصبحت تعمل طوال اليوم.