يعد التوقيت الصيفى من أكثر الموضوعات التى أثارت جدلا كبيرا فى الأونة الأخيرة، حيث انقسم الجميع ما بين مؤيد ومعارض للفكرة مع إصرار الحكومة على تطبيقه كل عام، ويرجع تاريخ تطبيق نظام التوقيت الصيفى فى مصر إلى توقيت الحرب العالمية الثانية، وتحديدا فى الفترة ما بين منتصف إبريل إلى منتصف سبتمبر عام 1941 واستمر العمل به حتى انتهاء الحرب، ثم تم اللجوء إلى التوقيت الصيفى مرة أخرى بعد قيام ثورة 1952، وتحديدا عام 1957 واتخاذه وسيلة للحفاظ على الطاقة وتوفير أستخدام الكهرباء، ولم يستمر العمل به وقتذاك لأكثر من عامين ثم أعيد العمل به مرة أخرى. حول أهمية التوقيت الصيفى ما بين تأثيره الإيجابى على إنتاجية العامل بالإيجاب وتأثيره السلبى على الساعة البيولوجية للأنسان، وجه اليوم السابع سؤالا إلى الشارع والمتخصصين لاستطلاع آرائهم فكانت الإجابات فى السطور التالية. نسمة عبد العظيم (22 سنة) تعترض قائلة: "والله أنا بشوف أن موضوع التوقيت الصيفى ده موضوع فاشل، ومصر هى البلد العربى الوحيدة اللى بتطبق النظام ده، بس الأكيد أنه بيلخبط المواعيد، وبيخلى الاتصالات صعبة بين الناس وخصوصا مع ذويهم المسافرين خارج البلاد لفروق التوقيت المختلفة". كما يؤكد سعيد محمود (29 سنة) على كون الأمر مضحكا حيث قال: "بصراحة أنا شايف أنها حاجه ملهاش لازمة فى وقتنا الحالى، وكفاية أننا كل سنة بنغير المعاد قبل رمضان عشان الصيام وده شىء يضحك جدا، ما هو يأما هى حاجة مهمة ويجب أن نلتزم بميعادها سنويا، يأما الموضوع أى كلام". أما أحمد عصمت (32 عاما) فيقول: "النظام ده كان مطبق زمان عشان زيادة الإنتاجية فى المصانع، وبعدين قالوا عشان ترشيد استهلاك الكهرباء، بس الحقيقى إنه مش مفهوم الهدف منه لحد دلوقتى، بس معظم الناس بتفضل التوقيت الصيفى عشان بتنام ساعة زيادة". وتؤيد نسمة زعزوع (22 سنة) نظام التوقيت الصيفى بشدة حيث تقول: "والله أنا بشوف أنه بيجعلنا أكثر تفائل وبيحسسنا بتغير الفصول، وبيساعد على كسر الروتين". وبسؤال دكتوره هالة حماد، استشارى طب نفسى علاج أسرى وأطفال، حول تأثير التوقيت الصيفى على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان أجابت قائلة: "أعتقد أن فرق ساعة واحدة ما بين التوقيت الشتوى والصيفى لا يحدث فرقا كبيرا فى تغيير الحالة المزاجية للإنسان، ولكن بشكل عام إطالة النهار يرفع معنويات الإنسان فى الدول الأوروبية التى تعانى من برودة المناخ، ولكن فى مصر لا يحدث تأثير ملحوظ". أما التأثير المتعارف عليه لفصل الصيف بغض النظر عن تغيير التوقيت الصيفى هو الاكتئاب الصيفى الذى يصيب معظم الناس مع حلول فصل الصيف. وأشارت دكتوره ألفت هندى، أستاذ معهد الكبد قسم أمراض دم ومناعة، إلى الأضرار الناجمة عن تطبيق التوقيت الصيفى على الساعة البيولوجية للإنسان قائلة: "قامت إحدى الدراسات الطبية الألمانية الحديثة بالكشف عن العبء الطفيف الذى يشكله التوقيت الصيفى على الصحة العامة للإنسان، حيث أوضحت الدراسة أن الساعة البيولوجية للإنسان تتغير بشكل طفيف تأثرا بتغير التوقيت الصيفى، مؤكدين على أنها نظام معقد للغاية يتأقلم على الفترات الزمنية خلال اليوم، ويؤثر بالتبعية على نظام النوم ومواعيد تناول الطعام والقيام بمهام العمل". كما أكد عصام عبد الملك، خبير الإدارة وتطوير الذات، على عدم وجود أى تأثير لتطبيق نظام التوقيت الصيفى على إنتاجية العامل المصرى، حيث إن هذا يعتمد على استعداد الشخص نفسه وطموحه لتقديم إنتاجية عالية، وبشكل عام ووفق إحصائية تؤكد على أن معدل إنتاجية العامل تتلخص فى 36 دقيقة فى اليوم، فهذا يدل على ضعف فى الإنتاجية بعيدا عن تطبيق التوقيت الصيفى من عدمه.