المكان : ركن جديد من مزبلة التاريخ . وزير القتل يدخل على بتار ويدور بينهما الحوار التالي : وزير القتل : الظلام عليكم يا سيدي . بتار : وعليكم الظلام ونقمة الله ولعناته . وزير القتل : كيف أصبحتم يا سيدي ؟ بتار : بأسوأ حال . وزير القتل : ولم يا سيدي ؟ بتار : سأسألك سؤالاً . وزير القتل : تفضل يا سيدي . بتار : عزيزي وزير القتل أنا عينتك وزير قتل ولاّ وزير سياحة وفنادق مثلاً ؟ وزير القتل يقف وقفة عسكرية صارمة ويضرب الأرض بقدمه ويرفع صوته قائلاً : بل وزير قتل سيدي . بتار : يا طيب يا إبن الطيب ( شتيمة ) أتاني تقرير الأمس ووجدتكم لم تقتلوا إلا 1742 مواطن فقط , والمصيبة إنو ما فيهم إلا 457 امرأة و226 طفل فقط , انتوا بتلعبوا ؟ واضح انك ابن حلال فعلاً ( شتيمة أقوى ) . وزير القتل تبدو عليه علامات الاضطراب ويقول : لا أبداً يا سيدي هذه إشاعات مغرضة و ...بتار يقاطع وزير القتل : ليكن شعار المرحلة القادمة : بتار يريد إسقاط الشعب . وزير القتل : أمرك يا سيدي ولكن .. ولكن ..
بتار : ولكن ماذا ؟وزير القتل : اسمحوا لي فخامتكم فعندنا مشكلة , باطن الأرض امتلأ بالموتى ولم يعد هناك متسع للمزيد من القبور . بتار : ولماذا الدفن أصلاً ؟ ألم أقل لكم أحرقوا الجثث ولا تدفنوها ؟ وزير القتل : فعلنا ذلك , قطعنا أشجار الغابات كلها وأحرقنا بها الموتى فانتهت الأشجار ولم يبق في الوطن غصن أخضر . بتار : ارموهم في النهر إذن . وزير القتل : فعلنا ذلك يا سيدي وألقينا جثثهم في النهر فتراكمت الجثث على بعضها حتى جف النهر ونضب الماء من الوطن ,,,, وزير القتل يستدرك : وكل ذلك ليس مهماً يا سيدي , لا نريد وطناً , لا نريد شعباً , لا نريد ماءً ولا زرعاً ولا حياة ,, بل نريدك أنت وحدك لا شريك لك ,,ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار بالروح بالدم نفديك يا بتار ,,, بالروح بالدم نفديك يا بتار ,,,يهدأ غضب بتار قليلاً ويأخذ في التفكير ويشعل سيجارته ويأخذ منها أنفاساً ثم يطفئها في جمجمة أحد المعارضين ( أهداها له وزير التعذيب ) ,, صرخ بتار بفرحة غامرة : وجدتها , وجدتها , لا تدفنوهم ولا تغرقوهم , بل اتركوهم هكذا في العراء لتأكلهم الكلاب .وزير القتل : فعلنا ذلك يا سيدي وأصبح الوطن مقبرة . بتار : ليكن مقبرة ما هي المشكلة ؟ لا حاجة لكم بالوطن فأنا الوطن والوطن أنا . وزير القتل : نعم نعم يا سيدي , المشكلة أن الكلاب أصيبت بالتخمة ولم يعد لديها رغبة في مزيد من الدماء .
بتار بغضب شديد وصوت هادر : هذه مؤامرة على الوطن أظن أن قناة الجزيرة ورائها , مرسوم رئاسي : اقتلوا الكلاب فوراً بتهمة العصيان العسكري .وزير القتل : فمن يحمينا إذن ؟؟؟؟صمت مطبق