حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهاك حرمة المقابر مساكن ومخدرات وبلطجة ودعارة.. داخل مدافن الأقاليم
نشر في المساء يوم 27 - 04 - 2012

منذ السبعينيات في القرن الماضي تحولت معظم مقابر القاهرة إلي مساكن ومأوي لمن كانت تتهدم العقارات التي يسكنون فيها ولم يجدوا بديلا سوي المدافن وشيئا فشيئا أصبحت هذه المقابر مأوي أيضا للخارجين علي القانون ويرتكب فيها ما يخطر علي بالك وما لا يخطر.
هذه العدوي انتقلت مؤخرا إلي المقابر بالأقاليم وفي هذا الملف نزيح الستار عن هذه المسرحية الهزلية التي تحدث في مدافن القري والمدن بالمحافظات.
مكان آمن لإخفاء جثث القتلي.. ولعب القمار
بني سويف - أسامة مصطفي:
تعد المقابر في بني سويف مزارات للموتي بوجه عام ولكن أحيانا يستخدمها الخارجون علي القانون في اشياء مخالفة للقانون مثل اخفاء جثة قتيل أو لعب القمار أو تعاطي المخدرات.
يقول محمود علي مدير الادارة العامة لأملاك الدولة: في نهاية التسعينيات قرر المحافظ الأسبق سعيد النجار انشاء منطقة مقابر جديدة بعد ان ضاقت منطقة المقابر القديمة شرق النيل بالموتي واطلق عليها منطقة مقابر الفردوس فتم تخصيص مساحة 100 فدان تم تقسيمها إلي كتل وقطع بمساحة 80 مترا لكل قطعة ويسدد الراغب في الحجز 326 جنيها في بنك التنمية لحساب ادارة الأملاك ويحرر له محضر تسليم للقطعة ليقوم ببناء حوش يضم 4 عيون أما العميد أحمد زكي رأفت السكرتير العام المساعد للمحافظة فقال ان هناك مقابر بالقري تتبع الوحدات المحلية الواقعة في نطاقها من ناحية التصاريح الخاصة بالبناء فيتم استخراجها من الوحدات المحلية .
وقال د.مجدي حزين وكيل مديرية الصحة ومدير الطب الوقائي ان الصحة مسئولة من الناحية الفنية الخاصة باشتراطات اقامة مناطق للمقابر .اضاف العميد زكريا أبوزينة رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن بني سويف ان بعض الخارجين علي القانون يستخدمون المقابر في وقائع مخالفة للقانون كما حدث مؤخرا في قيام الاشخاص بعد ان استعان بصديق له باختطاف طالب بالصف الأول الثانوي من جيرانه وطلب فدية من والده لاطلاق سراحه إلا ان والده تأخر في دفع الفدية وقام بابلاغ الشرطة فما كان من المتهم إلا بالتخلص من الطلب بقتله خنقا بحبل ثم قام بالقاء جثته في منطقة مقابر شرق النيل وعاد إلي منزله ليمارس حياته الطبيعية .
أكد حسن فؤاد هنداوي عمدة قرية منقريش ان المقابر لها حرمة ويجب استخدامها في المزارات فقط وليس لأعمال مخالفة للقانون
أما جمال عزوز - مدرس فقال ان الخارجين علي القانون يلجأون لمنطقة المقابر باعتبارها بعيدا عن المناطق السكنية .
علق اللواء عطية مزروع مساعد وزير الداخلية لأمن بني سويف قائلا: ان ارتكاب بعض الجرائم في مناطق المقابر في بني سويف لا تمثل ظاهرة ولكن هي جرائم فردية ترتكب بين الحين والآخر .
ورش وأسواق.. بالشرقية
الشرقية - عبدالعاطي محمد:
أحمد حسن - موظف - البعض من مقابر المحافظة خاصة بمدينة الزقازيق توجد بها عشش يلجأ إليها اطفال الشوارع والمشردون للمبيت فيها إلي جانب ممارسة الرذيلة واقامة سهرات شيطانية بين الأموات ولابد من وقف انتهاك حرمات الموتي بإقامة اسوار حول هذه المقابر .
* ابراهيم عبدالعظيم "مدرس" بعض المقابر يتردد عليها مدمنو المخدرات والخارجون علي القانون ظنا منهم ان الشرطة لن تطولهم
* سلامة أحمد سلامة - طالب جامعي - أكوام القمامة موجود بجوار المقابر والكلاب حولها تبحث عن لقمة عيش مما تنتج رائحة كريهة تعذب أهالي الموتي المترددين علي المقابر
* وسام أحمد اسماعيل طالب جامعي: البعض من الأهالي الذين يقيمون بجوار المقابر خاصة التي لا توجد عليها اسوار يعيشون حالة رعب ويتعرض بعضهم للتثبيت ليلا من قبل هؤلاء الشاردين الذين سكنوا المقابر ليلا .
عرفات سعيد - موظف: العديد من الاشخاص اقاموا ورشا داخل المقابر خاصة في القري ويقومون بعرض منتجاتهم علي المقابر مما يعد انتهاكا صارخا لحرمة الموتي ولابد من رصد كافة صور المخالفات الموجودة بالمقابر خاصة وان الغالبية من هذه الورش تعمل بدون ترخيص.
* مدحت كساب: المقابر المجاورة لسوق الثلاثاء بالزقازيق تمتهن فيها حرمة الموتي حيث يقوم التجار بوضع الاحذية والملابس وبضاعتهم المتنوعة علي المقابر "عيني عينك" إلي جانب قضاء حاجتهم فيها وهي أم الكوارث والمعاناة لحرمة الأموات.
* محمد ياسر موظف: الكلاب الضالة تمرح في المقابر وتهدد اهالي الموتي المترددين عليها للزيارة خاصة كل خميس
* محمد عطوة - موظف: يجب انارة معظم المقابر الموجودة بالمحافظة ليتحقق الأمان .
صبحي ابراهيم - موظف: الغالبية من المقابر بجوارها مدارس ملاعب ولابد من إسراع الخطي في اقامة اسوار حولها
* محمد السيد - مزارع: بعض الاشخاص يقيمون مقاه صغيرة بالمقابر ولابد من ازالة هذه المقاهي التي تستقطب "الصيع".
أحمد اسماعيل - مزارع: بعض الفلاحين يقيمون حظائر بجوار المقابر الملاصقة لأراضيهم الزراعية بل وربط المواشي بها
مأوي للخارجين علي القانون .. في دمنهور
البحيرة - كارم قنطوش:
بسبب اللامبالاة وعدم اهتمام المسئولين علي مدار السنوات الماضية أصبحت مقابر المسلمين بمدينة دمنهور مرتعا لجميع الاعمال غير المشروعة والمنافية للآداب ولا تنقص شيئا من الحقيقة المؤلمة التي يعلمها جميع أهالي دمنهور عندما نقول انها تحولت بفعل الاهمال الصارخ لمأوي للخارجين علي القانون والبلطجية واللصوص وارباب السوابق ومدمني المخدرات بأنواعها. المقابر تم اقامتها بداية القرن الماضي بالناحية الجنوية للمدينة ويبلغ عددها حوالي 9 آلاف مقبرة علي 12 فدانا مملوكة للوحدة المحلية لمدينة دمنهور وفي منتصف التسعينيات ظهرت ظاهرة سرقة المقابر وبيعها وبناء مقابر في الطرقات والمشايات مما دفع عددا من أهالي الخير لتأسيس جمعية خيرية لرعاية مقابر المسلمين بدمنهور وتم اشهارها برقم 731 لسنة 1996 وبدأت الجمعية في اتخاذ عدد من الضوابط والاجراءات التي تكفل الحفاظ علي المقابر والطرق والمشايات والممرات وعدم اقامة اسوار جديدة فضلا عن تشكيل لجنة لبحث طلبات الترميمات التي تقدم بها الأهالي لمقابرهم وقامت الجمعية بانشاء خمس مظلات للمشيعين علي مساحة 120 مترا مربعا لحمايتهم من الشمس والامطار وتم اضاءة المظلات والمقابر بالكشافات ومع مرور السنوات وتنامي البناء اصبحت المقابر تتوسط المدينة وباتت تؤثر علي البيئة المحيطة بها وخاصة الأهالي فضلا عن ان وجود المقابر داخل المساكن ساعد المنحرفين علي اتخاذها وكرا لتعاطي وحقن المخدرات ومأوي للهاربين من الاحكام ومما زاد الطين بلة ان الخارجين علي القانون قاموا بتكسير الكشافات والترنسات الخاصة بها حتي تظل المقابر مظلمة لا يراهم أحد وبرغم شكاوي القائمين علي جمعية رعاية المقابر للأمن ولمسئولي الوحدة المحلية إلا ان أحدا منهم لم يحرك ساكنا. المؤسف ان هناك حوالي 100 أسرة يتخذون المقابر سكنا برغم حصولهم علي وحدات سكنية من مجلس المدينة قاموا ببيعها ورفضوا مغادرة المقابر ولم يستطع أحد حتي الآن أن يخرجهم منها أما الاستيلاء علي المقابر وبيعها فحدث ولا حرج وتبدأ خيوط هذه المشكلة بقيام أحد الاشخاص ببيع مقبرة تخص اسرته لشخص آخر ويعترض باقي اسرة البائع وتشتعل المشاكل بينهم وبين المشتري وبرغم ان الجمعية أعلنت مرارا وتكرارا عبر لافتات انها لم تعتد بأي بيع أو تنازل بين الافراد حيث ان هذا لا يجوز قانونا لأن الأرض ملك للوحدة المحلية وهي حق انتفاع شخصي لا يجوز التنازل عنه للغير لم تقف المشاكل عند هذا الحد بل ظهرت مشاكل أخري أبرزها قيام عدد آخر من الأهالي باتخاذ المقابر حظائر لتربية المواشي وقيام جامعي القمامة باتخاذ الطريق المؤدي إلي مسجد الحصافي والملاصق للمقابر مكانا لجمع وفرز القمامة وتحميلها علي سيارت والطامة الكبري ان كل هذا يحدث تحت سمع وبصر كافة المسئولين بمختلف مواقعهم ولم يفكر أحد منهم في تغيير هذه الأوضاع المقلوبة فكان لزاما علي مجلس ادارة جمعية رعاية المقابر ايجاد حل لكل هذه المشاكل وبالفعل تقدم مجلس الادارة بمشروع متكامل متضمنا دراسة للجدوي لاقامة مقابر جديدة تلبي زيادة السكان بعد ان اصبحت المقابر الحالية لا تصلح للمرور فيها لأن معظم الطرقات انتشرت بها المدافن والمرور يتم فوق المقابر بما لا يحافظ علي حرمة الموتي وقام مجلس الادارة بتكثيف جهوده حتي توصل إلي قطعة أرض تتوافر فيها جميع شروط قانون الجبانات وتقع أول طريق حوش عيسي وتبعد عن مسجد التوبة بدمنهور بحوالي 10 كيلو مترات وتضمنت دراسة الجدوي اقامة 8686 مقبرة و170 حوشا ومساحات خضراء ومظلة ومسجدا ومبني اداريا وورشا وجراجا وسورا خارجيا وبلغت التكلفة التقديرية حوالي 5.9 مليون جنيه وتقدم أعضاء مجلس ادارة الجمعية بهذه الدراسة لمحافظ البحيرة الاسبق اللواء محمد شعراوي وظلت هذه الدراسة التي في حال تنفيذها لم تكبد الدولة جنيها واحدا حبيسة الادراج حتي. عدد كبير من الأهالي طالبوا مسئولي المحافظة بتبني هذا المشروع وانهاء الموافقات الخاصة به للقضاء علي الظواهر السلبية التي تحدث بالمقابر الحالية والتي بدأت بالفعل في تفريخ أجيال من البلطجة والمنحرفين خاصة وان هذا المشروع سيتم تمويله من أحد البنوك وسيتم سداد هذا التمويل من حصيلة بيع المقابر والاحواش الجديدة ولن تتحمل خزانة الدولة أي أعباء في اقامته. هناك ايضا عدد من المشاكل التي ظهرت بعد الانفلات الأمني عقب الثورة حيث قام العديد من الأهالي بقري المحافظة بالاعتداء علي الأراضي الزراعية وقاموا ببنا مقابر عليها بدون أي تراخيص وبطريقة عشوائية.
تحت سيطرة البلطجية .. بالإسماعيلية
شاهد علي الفساد .. بالقنطرة
الإسماعيلية مجدي الجندي :
مازالت مقابر الإسماعيلية تعاني الإهمال منذ سنوات.. ولم يفكر أي مسئول أن هذا المكان هو نهاية المطاف وأنه سيكون أحد سكانه يوماً ما. ولكن تقف الامكانيات وسلوكيات البعض حائلاً أمام تطوير المقابر المقامة علي 30 فداناً بوسط مدينة الإسماعيلية وأنها ستظل تعاني من الظلام الدامس وعدم توافر طرق ممهدة تسهل علي المشيعين أثناء دفن موتاهم ولا سيما خلال الفترة المسائية في ظروف كثيرة تضطرهم للدفن ليلاً.
بجانب أن المقابر تحولت إلي مأوي للخارجين علي القانون ومدمني الهيروين والمخدرات و"الكولا".. ولصوص البوابات الحديدية وارتكاب الأعمال المخلة بالآداب العامة.
يقول خالد محمدي "محام" إن سلوكيات المواطنين قد تغيرت كثيراً ولا سيما بعد الثورة وهذا لا يمنعنا بأن نقول إن مقابر الإسماعيلية تعاني الإهمال منذ سنوات طويلة فهي تحتاج إلي تطوير شامل وإضاءة ورصف الطرق الداخلية ورفع المخلفات.
وتضيف سماح عرفة أمينة المرأة بحزب الوفد بالإسماعيلية ان بعض المواطنين استباحوا للأسف الاستيلاء علي مقابر الغير وأقاموا مقابر خاصة بهم فوق "اللحود" واكتشف بعض المواطنين اختفاء "لحودهم" وضياع رفات أقاربهم الموتي. حتي الموت ياناس فيه سرقة. ألا يكفي الاستيلاء علي أراضي الدولة في كل مكان.
تطالب سماح بضرورة فتح باب الحجز لأراض جديدة لبناء مقابر لأبناء الإسماعيلية داخل المساحة التي تم تخصيصها للمقابر بمدينة المستقبل. وكذا توفير الحماية الأمنية داخل المقابر لحمايتها من السرقة.
ويؤكد تامر كساب "موظف" أن مقابر الإسماعيلية تتعرض للسرقة وظلت فترة طويلة وحتي الآن تحت سيطرة البلطجية الذين يستولون علي البوابات الحديدية الخاصة بالمقابر "والسجانات" الخاصة بأغطية المدافن وبيعها لتجار الخردة. بالإضافة إلي سيطرة المدمنين والنوم داخل المقابر الخالية لتناول المخدرات وارتكاب الأعمال المنافية للآداب.
ويشير محمد خليل أبو كريم "موظف بشركة الموانئ" إلي أن عملية بيع سعف النخيل كل يوم خميس للزوار الوافدين علي المقابر لزيارة أمواتهم ثم يتركونها تجف. ومع كل مرة تتحول إلي أكوام مخلفات منذ سنوات طويلة وللأسف لم نجد من يعمل علي إزالتها. كما أن الظلام الدامس داخل المقابر يسهل للبلطجية الاقامة بشكل دائم طوال الليل وارتكاب كافة الجرائم. كما أن المقابر قد شهدت منذ فترة جريمة قتل. ونطالب بضرورة فرض السيطرة الأمنية علي المقابر واضاءة شوارعها الداخلية لحماية الموتي من العبث وتعرضها للسرقة. مع إزالة كافة صور الإشغالات من جهة سوق الجمعة. حيث قام تجار الخضر والفاكهة والباعة الجائلون بتخزين بضاعتهم بمداخل المقابر وبجوار المشرحة. الأمر الذي يؤدي إلي إعاقة الطريق أمام المشيعين.
من جانبه قال المهندس محمد حفني الصافي رئيس حي ثان الإسماعيلية إن مشاكل المقابر وما تتعرض له من عند المواطن أولاً فإذا تغيرت سلوكياته للأفضل فمن الممكن أن ينصلح الحال.
أضاف أنه يتلقي العديد من شكاوي المواطنين تفيد تعرض مقابرهم "اللحود" للاختفاء والسرقة وقيام آخرين ببناء "مقبرة عليها" ولذلك منعنا الدفن في اللحود منذ فترة طويلة وطالبنا أصحابها الأصليين بإقامة مقابر وكتابة لافتات عليها لسهولة التعرف عليها والحفاظ عليها أيضاً.
أوضح أن هناك دراسة شاملة لتطوير المقابر من حيث رصف الطرق الداخلية لسهولة التنقل داخل المقابر وتسهيل دخول وخروج المواطنين أثناء تشييع جثامين أقاربهم.. مشيراً إلي أنه تم حصر جميع الباعة الجائلين الذين يشغلون المنطقة المتاخمة للمقابر ويحولونها إلي مخازن لبضائعهم حتي وصلت إلي مقر المشرحة داخل المقابر تمهيداً لنقلهم بعيداً عن تلك المنطقة التي تحولت إلي وكر ومقلب للقمامة وهناك خطة جاهزة للتنفيذ لتطوير المنطقة المحيطة بالمقابر.
وناشد رئيس حي ثان المواطنين بضرورة الإقلاع عن ظاهرة استخدام جذوع النخيل وتركها بجوار مقابرهم لتتراكم وتتحول إلي مخلفات تشوه المنظر. بالإضافة إلي وضع المقابر في خطة التطوير بداية من رصف الشوارع الداخلية والاضاءة. وتوفير خدمات أمنية طوال 24 ساعة داخلها لحمايتها من البلطجية.
القنطرة أحمد فرج الله :
ستظل مقابر القنطرة غرب بالإسماعيلية هي الحالة النادرة والغريبة علي مستوي الجمهورية والشاهد علي الفساد بعدما تنازلت القوات المسلحة عن عشرة أفدنة من أراضيها وأعطتهم هدية لمجلس مدينة القنطرة بالمجان وتقدر قيمتها بالملايين لبناء مقابر جديدة بالقنطرة غرب بدلاً من المقابر المتهالكة التي أصبحت مأوي للكلاب الضالة وبديلاً عن مقابر القنطرة غرب المشتركة بالقنطرة شرق التي امتلأت عن آخرها وأصبح الموتي في حالة يرثي لهم والأدهي من ذلك أن القوات المسلحة أهدت الأرض للمحافظة بالمجان لإقامة المقابر الجديدة عليها وبسبب إهمال المسئولين تم إلغاء التخصيص لعدم الجدية في البناء واستلام الأرض.
يقول عبدالفتاح الباز ويوسف علاء الدين "محاميان" إن الموتي بالقنطرة غرب يتعرضون لمعاناة شديدة حيث ان مقابر أبناء مدينة القنطرة غرب أصبحت ضيقة ومزدحمة للغاية ويقع منها جزء كبير في مدينة القنطرة شرق منذ عشرات السنين وأن أبناء وأهالي القنطرة غرب يقومون بدفن موتاهم في مقابر القنطرة شرق التي امتلأت بالموتي. وقال أحمد الصمدي من ائتلاف شباب بيحب مصر إننا سمعنا أنه تم تخصيص عشرة أفدنة لمساعدة أهالي القنطرة غرب لدفن موتاهم بدلاً من مقابر القنطرة القديمة التي ضاقت بالموتي. إلا أن الفساد والإهمال أضاع علي الأهالي تلك الهدية.
ويضيف ياسر فواز تاجر أن العبور لدفن الموتي من القنطرة غرب إلي الشرق أمر في غاية الصعوبة بسبب المعدية وعبور القناة حيث يتصادف مرور سفن حربية من قناة السويس مما يؤدي إلي انتظار الأهالي بالمتوفي عشرات الساعات لحين عبور السفن الحربية.
ويقول عربي هويدي ويحيي عباس ومحمد عبدالعال وسلامة المر من ائتلاف شباب بيحب مصر بالقنطرة غرب إننا نناشد المسئولين بإعادة النظر في قرار التخصيص لمقابر القنطرة غرب الجديدة رحمة بالموتي.
ورش لتشحيم وغسيل السيارات .. في قنا
قنا عبدالرحمن أبو الحمد :
تحولت المدافن داخل محافظة قنا إلي صورة مأساوية تعكس ما يرتكب داخل مكان حساب الملكين من انتهاكات صارخة. أبرزها قيام أحد الأشخاص بإنشاء ورشة لغسل وتشحيم السيارات لتقوم بتصفية المياه داخل المقابر وكأن الموتي يغسلون بعد دفنهم. إلي جانب سرقة المدافن بقرية دندرة. وكذا أفعال البلطجية بمناطق أخري والذين وجدوا أن المدافن هي المكان الآمن لممارسة جرائمهم بمختلف أنواعها ما بين الأعمال المنافية للآداب واحتساء الخمور وكذلك إخفاء الأسلحة بعيداً عن أعين أجهزة الأمن.
ففي نقادة يقول أحمد قلتاوي إن المدافن الكائنة بنجع البركة والمخصصة من الوحدة المحلية لقرية البحري قمولا تتعرض يومياً لما يمثل إهداراً لكرامة الموتي بعد قيام أحد الأشخاص ويعمل حفاراً بالمقابر. بإنشاء ورشة لتشحيم وغسل السيارات فوق المقابر حيث انها مخالفة للاشتراطات البيئية وقد أقيمت بعيداً عن المكان المخصص لها بعدة أمتار. مما أدي ذلك إلي تصفية كميات كبيرة من الطين والانتظار حتي تجف المقبرة بسبب مخلفات المغسلة المخالفة. مطالباً الجهات الأمنية والتنفيذية بفحص تراخيص الورشة لبيان مدي مخالفتها واتخاذ اللازم بشأنها من أجل صون كرامة الأموات الذين أصبحوا يغسلون مرتين الأولي قبل الدفن والثانية بعد دفنهم. كما يطالب بإنشاء أسوار للمدافن وتغذيتها بكشافات إنارة.
بينما يقول أحد المواطنين طالباً عدم ذكر اسمه إن المدافن الكائنة بمدينة نقادة الجديدة بحاجة إلي تكثيف الجهود الأمنية لمنع ما يرتكب بداخلها من أعمال منافية للآداب تتكرر بين الحين والآخر.
وفي مركز قنا يقول أحمد حمدي إن المدافن داخل المدينة وقرية الترامسة أصبحت مأوي للخارجين عن القانون لممارسة الأعمال الإجرامية من جرائم قتل وسرقات بالإكراه بعد استدراج الضحايا. وكذلك لجوء من استحلوا الحرمات لانتهاك حرمة المقابر باحتساء الخمور عليها دون مراعاة لحدود الله وشرعه. بينما تحول الأمر في قرية دندرة لأعمال نصب بعد تعرض بعض المدافن للسرقة والاغتصاب من جانب آخرين فرضوا سطوتهم ليزعموا بامتلاكهم للمدفن دون وجه حق مما أدي إلي تحرير عدة محاضر بقسم الشرطة بشأن تلك الوقائع.
وتقول دعاء كريم من مركز أبو تشت ان أبرز ما يجري داخل القبور يتمثل في لجوء بعض السيدات اللائي تأخرن عن الانجاب بناء علي نصائح المشعوذين والدجالين بزيارة المقابر وتقوم الواحدة منهن بالنوم داخل أقدم قبر بمنطقة المدافن من أجل فك السحر الذي تعاني منه حتي تتمكن من الانجاب.
ويشير أحمد كمال جبر إلي تكرار زيارات أقارب الموتي للمقابر كل يوم جمعة وكذلك في الأعياد والمناسبات وتوزيع الأطعمة علي المتواجدين وإن لم يتواجد أحد توضع المأكولات علي المقابر وتترك حتي تأكلها الكلاب الضالة التي تهاجم المدافن خاصة وأنها تفتقد لأسوار تحميها من الانتهاكات المتزايدة. ويطالب بإنارة المدافن حتي لا يضطر أهل الميت الذي توافيه المنية ليلاً للانتظار حتي الصباح لدفنه بعيداً عن الظلام الدامس الذي يغمر المدافن.
وفي قفط يقول محمود عمر إن المدافن أصبحت هي المكان الآمن لتجار السلاح لدفن الكميات المهربة التي تصل عبر الحدود السودانية. حيث يقوم هؤلاء بإخفاء الأسلحة داخل المقابر حتي تكون بعيدة عن أعين أجهزة الأمن. وكشف السيول في أحد الأعوام الماضية عن ذلك بعدما جرفت تلك الأسلحة وألقت بها علي سطح الأرض.
دعارة وتجارة.. بمدافن الثغر
الاسكندرية - دينا زكي:
الإنسان من الاسكندرية قد يعاني طوال حياته من ظروف معيشية صعبة لتستمر معاناته حتي بعد الوفاة لما يلقاه علي يد "مافيا المقابر" التي لا ترحم رفات ميت فإما تسرقها لتبيعها واما تسرقها لتطحنها وتضاف إلي مادة الهيروين وأما تسرق القبر نفسه ويا ويل من يموت وهو بلا أقارب أو أولاد يترددون علي قبره فبالتأكيد سيكون موته ما هو إلا سلسلة من العذاب.. "مقابر الاسكندرية" مثلها مثل حال الاسكندرية ككل تعاني من حالة انفلات أمني وأخلاقي وتنفيذي ولكن مشكلتها ان حالة الانفلات بها كانت قبل الثورة في ذروة قوتها لتزيد عمليات النهب والسرقة والانحراف بالمقابر بعد الثورة لانعدام وجود جهاز تنفيذي متكامل وعدم تمكن الأمن في الوقت الحالي من مراقبة المدافن أو مهاجمتها.
ونعود للبداية فالاسكندرية بها العديد من المقابر منها العمود وربما هو الاقدم لكونه يقع ضمن منطقة عمود السواري الاثرية بمنطقة كرموز ومقابر المنارة والدخيلة وابوالنور بالظاهرية ومقابر سيدي بشر وأم كبيبة والناصرية وهي الأحدث وغيرهم وتعد مقبرة أو جبانة المنارة ثاني أكبر مساحة بعد جبانة عمود السواري وتضم في جانبيها اشهر نجوم المجتمع سواء مقبرة والد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وبعض أفراد اسرته ومقبرة الفنان سيد درويش والوزير السابق ممدوح سالم ومقبرة للكاتب توفيق الحكيم واسرة المحافظ السابق فوزي معاذ ومقبرة خاصة بأسرة الوزير السابق فاروق حسني بخلاف مقابل القيادات الأمنية ورجال الأعمال المعروفين والباشوات وغيرهم وكان عدد المقابر بمدافن المنارة يصل إلي 870 مدفنا والآن تجاوز الألفين بعد الاستيلاء علي اتساع مدخلها والشوارع الجانبية التي كان اتساعها 30م ليصبح مترين وغيرت المقابر العشوائية من معالم الخريطة الهندسية للمدفن بأكمله تماما ولن يختلف الحال بالطبع لباقي الجبانات فالمنارة تقع في وسط المدينة وتطل علي شارع أبوقير ولها دار مناسبات خاصة بها وسور أنيق وتتعرض لما تتعرض له فما بالكم بمقابر المناطق الشعبية التي بلا أسوار أو حماية أمنية وسنتطرق لمشاكل كل مقبرة علي حدة.
ولعل أولي ما تتعرض له الجبانات بوجه العموم هي عملية سرقة الجثث لبيعها لطلبة كلية الطب ويرتفع سعرها في بداية الموسم الدراسي لتزيد المسألة مع أوقات الامتحانات والغريب انه لا يوجد شييء من الجثث يتم الاستغناء عنه فهناك هوس لدي بعض المدمنين بشم مسحوق الجماجم بدلا من الهيروين فتذكرته رخيصة الثمن ويقوم بعض تجار المخدرات ببيعها للمدمن الفقير الذي بلا يعمل ويعمل في أي مهنة ولا يستطيع ان يفرق بين الهيروين وغيره ودائما ما يتم خلط بودرة الجماجم أو العظام البشرية بأقراص الفراولة أو الترامادول أو أي نوع من الاقراص المخدرة لتعطي نتيجة قريبة من مخدر الهيروين.
ولم يختلف الحال بالنسبة لمقابر الدخيلة والتي كانت ملكا لتوفيق الحكيم وتحولت إلي مقابر للفقراء وبالرغم من ذلك فسعر المدفن يتراوح ما بين 5 إلي 6 آلاف جنيه ولا توجد عليها حراسة ومع الانفلات الأمني أصبحت مقابر الدخيلة محل غز ولبناء العقارات المخالفة!!
حتي مجلس محلي حي المنتزة سبق وان أوصي بضرورة توفير الحماية لأسر الموتي ومنع فرض اتاوات علي الموطنين عند دفن الموتي!! وبطبيعة الحال لك ان تتخيل الوضع الذي آلت إليه الأمور هذه الايام مع انتشار اعمال البلطجة والسرقة وعدم وجود اعمدة انارة بالشوارع وفي حالة تواجدها فهي لا تعمل ولا يتم صيانة ادائها لتظل منطقة المقابر في ظلام حالك مما يفتح المجال لكل ما هو مخالف للقانون أو حتي العقل البشري فالأغرب علي الاطلاق هي "دعارة المقابر" وهي رخيصة الثمن ولا يتعدي سعر الفتاة التي تقبل علي نفسها ممارسة الدعارة "أعلي تربة أو مدفن" أو أسفله "العشرين جنيها" ودائما ما تكون مدمنة أو متسولة وتعمل بمفردها ويتم التعارف عليها من الشارع خاصة بمدافن ابوالنور أو العامود وبالطبع فنوعية الرجال لا تختلف ايضا عن النساء ومن الصعب ضبط هذه النوعيات التي تعيش مغيبة عن المجتمع وتعيش اليوم بيومه كما ان تجارة المخدرات تعيش ازهي عصورها بالمقابر من حيث اخفاء المخدرات أو التعاقد علي صفقاتها أو توزيعها بالجملة والقطاعي أو عمليات حقن الهيروين وكثيرا ما تسير وسط المدافن لتفاجأ بحقن ملقاة وسط المقابر من المتعاطين ليلا ويعيشون نهارا علي التسول من الأسر القادمة للدفن أو قراءة الفاتحة والغريب حقا انك قد تفاجأ ايضا بشخص يفرض نفسه عنوة لقراءة الفاتحة لك علي المدفن أو اجزاء من القراءات أو تلاوة الادعية بكثافة وإذا رفضت أو تركته فإنه يطاردك وخلفه خمسة آخرين مطالبين بأموالهم كفردة تدفعها لزيارة القبر والأغرب هم المتلعثمون في قراءة الفاتحة بحكم الادمان وتضطر لدفع أي مبلغ لهم لاتقاء شرورهم.. وبوجه العموم فالمقابر الآن اصبحت أما وسيلة لبيع المخدرات ودائما ما تكون الأرخص لفئات متدنية أو لتخزينها أو لسرقة التربة وبيعها من جديد أو لسرقة محتوياتها خاصة ترب الاثرياء أو لممارسة الدعارة والتي يحترف فنونها البلطجية والمدمنون والباعة الجائلون والمتسولون واحيانا تضطر لدفع أرضية عشرة جنيهات وعشرة للفتاة إذا كان هناك من يستطيع جلبها في أي وقت كما ان هناك عمليات بيع الجثث سليمة أو قطع منها وعمليات بيع ممرات المقابر وشوارعها الجانبية بالاضافة إلي "قهوة فتح التربة" لاعدادها لاستقبال جثة المتوفي وقد تصل إلي 600 جنيه وهو نوع جديد من الاتاوات وأصبح عالم الجبانات أو المدافن كله أرباحا ومكاسب طائلة علي حساب المتوفي واسرته.. أما الطامة الكبري الآن فهي في مقابر عامود السواري الأثرية التي يحتاج زوارها من السياح لحماية خاصة وربما جاء انخفاض نسبة الاقبال من السائحين في صالحهم لصعوبة تأمينهم بعد ان انتشرت البلطجة بكافة انواعها ومجاملة البلطجية في الاعتداء علي رجال الأمن لاستمرار انتشار الفوضي ويبقي عالم المقابر هو الأكثر ربحا بعيدا عن الضرائب أو الحساب القانوني أو المراقبة الأمنية.
مزارات في المناسبات والأعياد .. بالمنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق :
أكد ابراهيم سالم الطلي مدير عام بالتعليم أن مقابر المنوفية تختلف عن باقي المحافظات. فنظام المباني عبارة عن مقابر مفردة وليست مدافن إلا القليل تتساوي فيها المدينة مع القرية. إلا أن هناك مقابر في بعض القري تستغل في تجارة المخدرات وأعمال البلطجة لبعدها عن المناطق السكنية.
وقال إن الأهالي يقصدون المقابر دائماً في حالات دفن موتاهم وزيادتها في المناسبات الدينية فضلاً عن طقوس الذكري "الخميس والأربعين والسنوية".. مشيراً إلي أن أسر وأقارب المتوفين في المناسبات المختلفة يصطحبون مقرئين لتلاوة القرآن أمام مدافن موتاهم ويقومون بتوزيع الصدقات من المخبوزات والفاكهة فضلاً عن النقود علي المساكين المتواجدين أمام المقابر بصفة دائمة في تلك المناسبات. ووهبها لأرواحهم.
* ويقول د. بسيم عبدالعظيم أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنوفية إن النظرة إلي المقابر في المنوفية تقليدية في كل تجمع سكاني بدءاً من النجع والقرية ونهاية بالمدينة والمقابر لها حرمتها الخاصة وتستخدم في دفن الأموات وهي تعاني من زحف العمران عليها ومحاطة بأسوار من الخارج كما يلاحظ في مدافن الأسر والعائلات.
أضاف أن معظم القري والمدن بها مقابر للأولياء ملحقة بالمقابر الأخري لكنها تتميز بقباب مشيدة علي ضريح الولي وتسمي المقابر باسمه.
* وقال ابراهيم المحروقي موجه بالتعليم إن هناك اختلافاً بين نظرة الناس إلي المقابر. فمنهم من يرون مزاحمة الموتي في قبورهم فيجالسونهم ويكثر ذلك في الأماكن المزدحمة بالسكان وبين الأوساط التي وصلت إلي أدني خطوط الفقر. فلم يجدوا سكناً فاتخذوا من المقابر مساكن لهم. وهناك من ينظرون إلي المقابر علي أنها أماكن هادئة بديلاً عن الكهوف والمغارات في قيعان الجبال فيلجأون إليها كأماكن خالية لترويج مناشطهم في بيع وتعاطي المخدرات ومنهم من يتخذها أماكن مستترة بعيدة عن الأعين لقضاء أوقات من المتعة الرخيصة. إلا أن مازال هناك عدد غير قليل ينظرون إليها بعيد الحرمة لمن سبقوا إلي جوار ربهم الكريم.
أضاف أن نظر أهل المتوفية وغيرهم للمقابر هي نظرة إجلال ووقار. فيهتمون بها ويمدون إليها المرافق من كهرباء ومياه وأحياناً رصف الطريق المؤدي إليها وشوارعها. وبعضهم يظلل مداخلها ومخارجها ويجعلون لها ساحات انتظاراً للجنائز وبعضهم يشيدون بجوارها مساجد لتكون جاهزة للصلاة علي من سبق إلي الرفيق الأعلي.
* وأوضح د. مصطفي شعبان وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية أن للمقابر حرمتها وتقصد للعظة والاعتبار يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة" وهي تذكر الإنسان بهذا المصير الذي يؤول إليه لذلك كان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا زار المقابر بكي بكاءً شديداً فقالوا له: "ما يبكيك يا عثمان" فقال: هذا أول منزل من منازل الآخرة. فإذا صلح صلح ما بعده.
أوضح وكيل الوزارة أن ذكري الخميس والأربعين وخلافه لا أساس لها في الدين بل هي عادات مصرية قديمة ربما لها أثر فرعوني قديم والواجب أن يتذكر الإنسان الموت في كل لحظة.
* وطالب المحاسب السيد حسن عبدالعال "رئيس الوحدة المحلية بجنزور مركز بركة السبع" بتعيين حراسات أمنية علي المقابر حفاظاً عليها من أعمال السرقة والأعمال المنافية للآداب. موضحاً أن مقابر المنوفية تشهد حالة من الإهمال والفوضي حيث تحولت في الفترة الأخيرة في ظل الانفلات الأمني الذي عاشته مصر عقب ثورة 25 يناير إلي وكر للبلطجية وأرباب السوابق الذين يجدون فيها مخبأ لممارسة كافة الأعمال الخارجة عن القانون.
أضاف أن المقابر تعرضت في فترة الثورة لسرقة البوابات الحديدية الخاصة بالمدافن بهدف تقطيعها لبيعها في أسواق الخردة في ظل غياب الأمن وإهمال الأهالي حراستها ظناً أنها محروسة بحرمة الموتي. كما شهدت مقابر بعض القري حالة من الإهمال تمثلت في تسرب المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي إلي داخلها مما اضطر الأهالي إلي ردمها بالرمال.
الأحياء يزاحمون الموتي .. في سوهاج
سوهاج طه الهوي :
يتباهي ميسورو الحال والهابطون بالباراشوت بصحبتهم ريالات ودنانير ودولارات دول الخليج من أبناء سوهاج ببناء القصور والفيلات والأبراج والعمارات بهدف المنظرة لمحدثي النعمة أو لفت الأنظار لأصحاب الطموحات السياسية وعندما يصل الحال للمقابر "الجبانات" فالأمر ينتهي ببناء عدد من العيون "الفساقي" المدفونة بباطن الأرض لدفن الموتي دون الاهتمام ببناء الأسوار حول الجبانات تاركين للحيوانات المارقة والهاربة أن تمرح "سداح مداح" بين المقابر وكذلك الكلاب الضالة خاصة المقابر المقامة تحت سفح الجبال وبالظهير الصحراوي وتترك الجبانات بدون إنارة إلا ما ندر وتضم 1500 قرية أم بسوهاج 700 مقبرة منها 500 بالصحراء والباقي كان في الأربعينات والخمسينات علي مسافة معقولة من الكتلة السكنية والآن أصبحت الجبانات محاطة بالمساكن من كل جانب للزحف العمراني إليها وأصبح الأحياء يزاحمون الأموات مقابرهم بل ان بعض المدن الرئيسية مثل مدينة سوهاج ومدينة جرجا تشكو النقص الحاد في المقابر حتي وصل الحال لقيام بعض أعضاء المجلس المحلي الشعبي السابق بالحزب الوطني عام 2006 في عهد محافظ سوهاج الأسبق سعيد البلتاجي بالاتجار في بعض المقابر بمبلغ 35 ألف جنيه للعين الواحدة 4 * 4 م..2 وتم إحالة الموضوع للنيابة وقتها وتعقب البلتاجي المخالفين. ومن الأمور المحزنة أن بعض العائلات أو الأسر الوافدة من أسوان واستوطنت سوهاج تعاني الحصول علي المقابر لدفن موتاهم ويضطرون للسفر بموتاهم لمسقط رأسهم لمواراتهم التراب وأصبحت "العيون" و"الفساقي" بعد بنائها وتجهيزها علي أيدي الحانوتية مصدر دخل كبير عند بيعها أو الاتفاق عليها لمن يطلب.
تمثل مقابر قرية بني جميل إلي الغرب من مدينة البلينا أشهر مقابر المحافظة ويرجع تاريخها لبداية الفتح الإسلامي ومقابرها تنطق بأثريتها لكن عيون الأثريين بسوهاج غافلة عنها وأثبت د. محمد عبدالستار عثمان رئيس قسم الآثار الإسلامية بجامعة سوهاج ونائب رئيس الجامعة الأسبق في دراسة أعدها عن مقابر بني جميل أهميتها كقيمة أثرية إسلامية تضاهي أعظم الآثار الإسلامية بمنطقة الحسين والأزهر الشريف.. وتمثل أضرحة أولياء الله الصالحين بها مقصداً لمن يعتقدون من البسطاء طلباً للشفاء أو اخراج العفاريت والجان التي تشكو منها بعض الأسر التي فاتها قطار التعليم أن تلازم أحد أفراد الأسرة. بل ان الأمر الذي يزيد الطين بلة أن بعض الأسر الفقيرة تذهب لأضرحة بني جميل طلباً لفك العنوسة وتمكث بعض الوقت داخل بهو الأضرحة طلباً لفك النحس ومجئ العريس المنتظر وتفضل بعض الأسر الذهاب لأضرحة الصالحين ببني جميل ليلة الخميس والمبيت فيها حتي صلاة ظهر الجمعة والاعتقاد في قضاء الحاجة من زيارة أضرحة.. بني جميل يعلو كل اعتقاد.. وأصبحت زيارات المحتاجين والملهوفين لبني جميل مصدر رزق للكثير من أهلها وتنفرد بني جميل بوجود العديد ممن يطلق عليهم "الحواة" الذين يتعاملون مع الثعابين السامة والخطيرة ويشلون حركتها ويقبضون عليها وسط تصفيق ورعب الحاضرين.
وتعتبر مقابر مدينة جرجا التي خنقتها الكتلة السكنية من المقابر الكبيرة بسوهاج تشهد علي ذلك الأشجار المعمرة والتي تمتد أعمارها لأكثر من 300 عام داخل المقابر ومقابر جرجا لا تهدأ الحركة منها وإليها ليلاً أو نهاراً لقراءة الفاتحة ترحماً علي الموتي.. وقيام أحد أفراد الأسرة من البسطاء بالشكوي علي قبر المتوفي من الأسرة حول ظلم تعرض له من أحد أفرادها وبعدها يعود لمنزله بأعصاب هادئة.
وتشتهر المقابر داخل الكتل السكنية بزيارات كثيرة للسيدات والفتيات التي فقدن الوالد أو الوالدة. أما شرق النيل حيث مقابر الهوارة بقرية أولاد يحيي الحاجر التي تضم مقابر لعدد 31 قرية ومساحتها أكثر من 4 آلاف فدان بسفح الجبل وهذه المقابر مشتركة بين الهوارة بأولاد يحيي وقرية أولاد خليفة ممن يطلق عليهم الفلاحون وشهدت في أكتوبر الماضي في معركة الهوارة والفلاحين واقعة غريبة عندما رفض الهوارة دفن قتلي قرية خليفة ولكن عقلاء الهوارة وعمدة القري والمحافظ اللواء وضاح الحمزاوي واللواء عبدالعزيزالنحاس مدير الأمن والحاكم العسكري السابق العميد علاء عبدالشافي نجحوا في إقناع الهوارة بالموافقة علي دفن موتي أولاد خليفة بعد ثلاثة أيام علي الوفاة.
وتشهد مقابر سوهاج مواقف تشيب لها الرؤوس حيث يقوم شباب بعض العائلات الذين لهم خصومة ثأرية مع عائلة أخري بعد أن يأخذون بثأرهم بدقائق والتمكن من قتل الطرف الآخر يقومون والضحية يترنح بزيارة المقابر علي قبر قريبهم الذين أخذوا له بثأره من قاتله أو أقاربه ويقومون بإطلاق النيران من الأسلحة الآلية بكثافة ويرقصون علي أصوات طلقات الرصاص فرحاً وبأعلي أصواتهم ينادون علي قبر الضحية الخاص بهم "أخذنا بثأرك.. نام وارتاح".
يشهد علي ذلك قيام شباب احدي العائلات بقرية بيت علام بجرجا الملاصقة للظهير الصحراوي الغربي بقتل 22 شخصاً صباح يوم الثامن من ابريل عام 2003 من عائلة أخري كانوا في طريقهم الحضور جلسة في المحكمة بهدف أخذ الثأر منهم لقتلهم كبير العائلة الأخري وبعد أن تأكدوا من قتل كل من كان بالسيارتين اتجهوا بأعداد غفيرة للمقابر وأطلقوا مئات الأعيرة النارية علي قبر تابعهم وبأعلي أصواتهم ينادونه "أخذنا بحقك".
مقابر سوهاج القاسم المشترك بينها أنها ممنوع إقامة أرباب السوابق أو المسجلين خطر أو القوادين أو من لا سكن لهم بها ويا ويل من يرتكب تلك الممنوعات بمقابر سوهاج نظراً لتركيبة العائلات ولأن كل عائلة لها ركن لدفن موتاهم والعائلات تحترم بعضها البعض. وتشترك مقابر سوهاج بزيارات الأحياء لموتاهم والترحم عليهم بل والبكاء علي المقابر من شدة الفراق. وكذلك البسطاء الذين يقومون بالشكوي لموتاهم من ظلم الأحياء من أفراد الأسرة وتغالي بعض الأسر ببناء "قبة" علي قبر كبير العائلة عند موته بحجة أنه "بين" أي ظهرت كراماته وتجعل له كل عام من يوم وفاته ليلة احتفال وإنشاد.. ويدعي إليها الكثيرون.
حقن ماكس ومسجلون خطر.. في الفيوم
الفيوم - نبيل خلف:
تحولت مقابر محافظة الفيوم الموجودة بجميع مراكز المحافظة بمراكز ابشواي وسنورس واطسا ويوسف الصديق وطامية ومركز ومدينة الفيوم إلي وكر ومأوي لتعاطي الماكس والمسجلين خطر ولم تسلم المقابر وحدها فقط لهذا الاهمال بل امتد إلي الترابية الذين أصبحوا عرضة للخطر من البلطجية واصحاب السوابق الذين يرفضون عليهم الاتاوات بالاضافة إلي مما يعرضهم للخطر.
انتقلت "المساء" إلي مقابر المسلمين بمدينة الفيوم والتي تضم 70 ألف مقبرة مقامة علي 110 أفدنة ويعمل علي خدمتها ودفن موتاهم 35 تربياً ومعظمهم ورث المهنة أبا عن جد منذ أكثر من 40 عاما.يقول احمد يوسف رجب تربي أعمل بهذه المهنة منذ 22 عاما ومتزوج وأعول 3 أولاد بخلاف الزوجة حيث يوجد مسجلون خطر يقتحمون المقابر ويفرضون علي التربية اتاوات دون ان يتدخل أحد لحمايتنا واصبحنا لا نساوي شيئاً بالمقارنة بترابية أكتوبر والبساتين والإمام الشافعي الذين يملكون سيارات وعقارات أما نحن ترابية الفيوم لا نملك سوي قوت يومنا.
ويطالب اشرف اسماعيل - مدرس بوضع حد للسرقات المنتشرة بالمقابر حيث ان الأبواب الحديدية تم سرقتها ولا يوجد خفراء للمقابر حيث كان يوجد خفيران وتم سحبهما من قبل قسم شرطة الفيوم وتحولت المقابر إلي أماكن لتعاطي الماكس والمخدرات وارتكاب الآداب العامة مع بعض الساقطات ومن يعترض يتم طعنه بالمطواة.
وتؤكد ريهام علي عبدالرحمن مدرسة بمدرسة العجميين الاعدادية أن بعض الهاربين من السجون أيام الثورة مازال البعض منهم يتخذ من المقابر مكانا آمنا لاقامته ويكون مسلحا بأحدث الاسلحة للدفاع عن نفسه عند التعرض له.
ويقول حازم عبدالعليم عيد - محام بالفيوم تتعرض بعض المقابر بالمحافظة إلي نبش للقبور من قبل بعض الاشقياء والمسجلين خطر وبعض تجار البشر لأخذ بعض الهياكل العظيمة وبيعها لطلبة كلية الطب بالاضافة إلي تعاطي بعض المدمنين لحقن الماكس داخل المقابر وكذلك ارتكاب بعض الاعمال المنافية للآداب العامة انتهاكا لحرمة الموتي.
ويضيف عبدالناصر أبوراتب أمين حزب العمال والفلاحين بالفيوم تحت التأسيس أن أجهزة الأمن بالمحافظة تقوم بحملات مستمرة علي معظم المقابر ويتم ضبط معظم المسجلين والاسلحة التي بحوزتهم لكن يعودون مرة أخري إلي المقابر في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد بعد الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.