أطلس ضخم بطعم الموروثات الشعبية المصرية مسعود شومان محيط - رهام محمود قرر الشاعر مسعود شومان مدير عام أطلس المأثورات الشعبية المصرية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عمل أول قاعدة بيانات في مصر والعالم العربي عن الاحتفالات الشعبية بموالد الأولياء والقديسين في مصر. لم يكن الهدف وضع خريطة "زمنية ومكانية " صماء"؛ بل كان الهدف هو نقل حيوية الشعب المصري وإبداعه إلى هذه الخريطة، التي بدأ رصد تفاصيلها منذ يوليو 2008، ومن المتوقع أن تظل " قاعدة البيانات " هذه قابلة للإضافة إلى أن يتمكن باحثو الأطلس من حصر ثم رصد وتوثيق وقائع كل الاحتفالات الشعبية المصرية بموالد الأولياء والقديسين والتي حُصر منها حتى الآن حوالي "4000" احتفالية من حيث الزمان والمكان. وكانت هذه أولى إنجازات إدارة أطلس المأثورات الشعبية المصرية، والتي تنفذ حاليا عددا من الأطلس الجديدة في المجالات المختلفة لتوثق تاريخها؛ ولتكون قاعدة بيانات كبرى لن تندثر عبر التاريخ، كما تقوم هذه الإدارة بالكثير من الأنشطة الأخرى لدعم هذا المجال التوثيقي تحت إدارة الشاعر مسعود شومان، الذي توجهت إليه شبكة الإعلام العربية "محيط" وكان لنا معه هذا الحوار: محيط: ما مدى أهمية إنشاء "أطلس المأثورات الشعبية"؟ مسعود: أطلس المأثورات الشعبية عمل وطن مهم يعتني بجمع وتصنيف وأرشفة المأثور الشعبي في كل أنحاء جمهورية مصر العربية، في القرى والمراكز المختلفة والمحافظات؛ لتوثيق عنصر ثقافي شعبي ما، سواء كان متعلقا بالعادات أو التقاليد أو الفنون التشكيلية الشعبية أو الأدب الشعبي، فكل هذه العناصر من المفترض أن الأطلس يقوم بجمعها عن طريق أدلة الجمع الميداني عبر المادة العلمية الجاهزة التي نضع من خلالها مجموعة من الأسئلة؛ كي نستطيع التحليق حول الرواة والحرفيين والمعنيين من حفظة التراث والموروث الشعبي عندما ننزل إلى الميدان، فنعرف عاداتهم وتقاليدهم. بائع العرقسوس محيط: كيف يتم الجمع الميداني؟ شومان: الجمع الميداني يتم في كل محافظات وقرى مصر، فنحن عندنا حوالي 100 باحث، موزعون في كل أنحاء الجمهورية، ويتجه الفريق لجمع المادة العلمية من أماكنها ومن رواتها الأصليين، بعد ذلك يتم تفريغ هذه المادة في بطاقات، يتم قراءتها ومراجعتها علميا من خلال لجنة مختصة تضم أساتذة في الموسيقى الشعبية، الرقص الشعبي، المعتقدات، الأدب، الخرائط إلخ ، حتى نصل في النهاية إلى أطلس العنصر الذي نختاره سواء كان أزياء، فخار أو غير ذلك. محيط: ما هو المجال الذي تستعدون له ضمن الأطلس حاليا ؟ شومان: في المرحلة القادمة نعد أطلس "الفخار" ، كما نقوم بأنشطة ثقافية وفلكلورية أو في مجال إعداد قاعدة للبيانات وقد بدأنا بقاعدة عن الاولياء والقديسين في مصر ، وحينما يبدأ أحد الموالد نذهب لتسجيله فيديو ، ونتامله بعدها لنعرف ما هي المظاهر الشعبية المنتشرة والأزياء والرقصات وأنواع الإنشاد أو المدائح النبوية. محيط: هل تأخر ذلك الأطلس بقرار منع الموالد خوفا من تفشي الاوبئة؟ شومان: حدث ذلك بالفعل وخاصة بعد أن قرر محافظ القاهرة تضييق مساحة الاحتفال بمولد السيدة زينب ، والقرار الآخر بإلغاء مولد المرسي أبوالعباس ، السيد البدوي حرصا على سلامة الأفراد من أنفلونزا الخنازير، ويواجه الباحثون صعوبات في الموالد منها منع التصوير أو استغرابهم للأجواء العامة هناك ، ورغم كل ذلك فقد سجلنا ما يقرب من 180 جيجا بايت مادة فيلمية وسنخرج منها بقراءة للعقلية الشعبية المصرية ، من واقع احتفالاتها وموالدها ، ونعرف لماذا يحلق المصريون حول موالد الأولياء الصالحين الراحلين ؟، وأوضح أن المسألة لا تتوقف عند المصريين المسلمين ، فقد ذهبنا إلى مزارات القدسية دنيانا وماري جرجس، وصورنا طقوس أحد الزعف وأربعاء أيوب. احتفالات شعبية محيط: ما الأنشطة الأخرى التي تقومون بها كباحثين ؟ شومان: نجري برامج تنشيطية ، كبرنامج فلوكلور الطفولة، نجمع فيه الألعاب والأغاني الشعبية من خلال الأطفال في مهرجان "القراءة للجميع"، أو برنامج "حكايات الجدود والجدات" نجمع فيه الحكايات الشعبية من جداتنا قبل أن تذوب هذه الحكايات وتموت تماما من على الألسنة. برنامج "بنك المأثورات الشعبية"، يشبه البنك بالمعنى الرسمي، فكل مواطن مصري عليه أن يضع وديعته في هذا البنك، وهو الذي يجمع بنفسه المعلومات من خلال إلقاء محاضرات على الجمهور، فنعرفهم ماذا يعني الفلوكلور وغيره، وكل فرد يمكنه وضع مثل أو عادة او تقليد أو غنوة. وهناك برنامج تحت مسمى "مكتبة الدراسات الشعبية"، يناقش أهم الإصدارات الفولكلولية من كتب العلماء والباحثين. محيط: كم عدد الاطالس الشعبية التي خرجت للنور حتى الآن ؟ شومان: أصدرنا أطلسين، الأول عن الخبز، ثم أطلس آلات الموسيقى الشعبية، والجزء الثالث الذي نقرب من الانتهاء منه هو أطلس الفخار، وبعدها سنعد أطلس الأزياء. المرأة البدوية أواني تراثية