تحفظ ذاكرة مصر الوطنية هذا المشهد الرائع, حين رفع العلم المصري علي أرض سيناء واستعاد آخر جزء فيها ليعود التلاحم والتلاقي مع أهلها. فكان أن افتتح بها عددا من البيوت والمراكز الثقافية التابعة لهيئة قصور الثقافة وحين تم إنشاء إدارة لأطلس الفلكلور المصري في عام1991 .وكان الحرص علي التمثيل الكارتوجرافي لمناطق سيناء التي قسمها المحتل الصهيوني الي سيناء شمالية وأخري جنوبية, وتم اختيار نخبة متميزة من باحثي الأطلس لتغطية المادة الميدانية من المحافظتين بحسب خطة العمل الكلية للأطلس وبناء علي توجيهات اللجنة العلمية بإدراج المناطق علي لائحة أدلة الجمع الميداني فتضمنت أسئلة يتم جمعها خصيصا حسب فرادة المحافظتين وخصوصيتهما الثقافية والحضارية. وقد التقت دنيا الثقافة الشاعر والباحث مسعود شومان مدير عام أطلس المأثورات الشعبية الذي قال... لم ينصب اهتمام الباحثين علي رصد وجمع وتدوين المادة الميدانية في مجال الفلكور من قلوب وصدور أهالي سيناء فحسب, بل حرصت ادارة أطلس علي تقصي وتتبع سريان المأثور الشعبي وارتباطه بالجذور المصرية الأصيلة في نفوس الناس, هؤلاء الذين فشل الاحتلال الصهيوني في طمس هويتهم أو تشويه ذاكرتهم الجمعية مع أبناء الوطن المصري العربي. هذا.. وقد تم توثيق وتصوير عدد أربعة عشر موضوعا من الفلكلور المصري السيناوي, فمن العادات والتقاليد والمعتقدات تم جمع عادات الطعام والخبز الذي صدر عنه أول أطلس مطبوع عام2006 متضمنا خريطتي توزيع الخبز بالمحافظتين, كذلك عادات الميلاد, والعادات الاحتفالية بشهر رمضان المعظم والمعتقدات حوله. كما تم رصد وتوثيق المعتقدات حول خصائص الشهور, والطب الشعبي المختص بعلاج الأطفال. كذلك عادات شم النسيم التي جمعت عام1999 ويعاد جمعها مرة أخري ضمن قاعدة بيانات الاحتفالات الشعبية المصرية للوقوف علي تفاصيل الاحتفالية التي تمتد لأسبوع كامل يبدأ بأحد الشعانين وينتهي بيوم الاثنين عيد شم النسيم, والذي لوحظ تزايد انخراط أهالي سيناء بالاحتفال بهذا الأسبوع والتعبير العملي عن المعتقدات حول أهمية أيامه دينيا وشعبيا عاما بعد عام. وفي ميدان الأدب الشعبي تم تسجيل وتوثيق أغاني الزواج في يونيو2004 ويتم حاليا جمع أغاني الأطفال وأغاني الهدهدة, أيضا يتم جمع الأمثال الشعبية بالمحافظتين, كذلك يتم جمع المعتقدات حول الأولياء والقديسين ضمن قاعدة البيانات التي شرع الأطلس في رصدها منذ منتصف عام2008, كما تم حصر ورصد الآلات الشعبية المستخدمة في الفنون الشعبية السيناوية عام1999 وتضمنها كتاب الأطلس الصادر في عام2008 عن إدارة أطلس المأثورات الشعبية المصرية. وفي ميدان الثقافة المادية والحرف التقليدية تم جمع مادة تصنيع الحصير والكليم والسجاد ومنتجات النخيل, وصناعة الفخار في عام2000 والذي تم إعادة جمعها وتوثيقها ميدانيا في عام2009 توطئة لتضمينها كتاب أطلس الفخار المزمع إصداره هذا العام عن إدارة أطلس للمأثورات الشعبية, ويضيف الشاعر والباحث مسعود شومان مدير أطلس المأثورات الشعبية: ظلت عقول الباحثين تعمل علي الدرس العلمي والتذوق الفني والجمالي لإبداعات أهالينا في سيناء راصدين التنويعات الثقافية والخصوصية التي يتماهي فيها المأثور الشعبي مع معطيات البيئة والجذور الحضارية المصرية المتراكمة عبر الزمن في أصحاب الأرض أهالي هذا الجناح الشرقي الغالي من أرض مصر المنيعة. وفي قراءة لاستخلاصات بعض باحثي الأطلس في سيناء عن شعور الأهالي ومظاهر الاحتفالات بعيد التحرير يقول محمد شعيب رئيس مجموعة الباحثين بمحافظة جنوبسيناء تحتفل مصر بيوم الخامس والعشرين من أبريل من كل عام بيوم النصر.. بينما يسبق أهالي جنوبسيناء الاحتفال في19 مارس من كل عام, يوم ذكري استعادة آخر شبر مصري في طابا1989 ورفع علم مصر علي أرضها المستردة في حضور محافظ الإقليم يشاركه كبار رجال الدولة شعبيين وتنفيذيين وشيوخ القبائل, حيث توضع أكاليل الزهور علي قبر الجندي المجهول واستعراض الطابور العسكري والموسيقات العسكرية التي تشارك في هذا الاحتفال. ويتفق الباحث طاهر صقر مع بقية باحثي سيناء, أنه من المهم إقامة عدد من قصور الثقافة بالمدن ذات الكثافة السكانية ودعم العمل الثقافي والفنون التقليدية والتلقائية دعما ماديا ومعنويا وإعلاميا, كذلك العمل علي جذب قطاع الشباب المصري للتوسع العمراني بسيناء كي يكونوا درعا بشرية يستحيل اختراقها من أي عدو طامع, ويشير الباحث إلي أن احتفالات هذا العام جاءت في أضيق الحدود نظرا لظروف المناطق التي تضررت بالسيول. ويطالب الباحث سمير عباس كبير باحثين ورئيس مجموعة أطلس بشمال سيناء, بربط سيناء بوسائل الاعلام والاتصال المصرية منعا لغزو الفضائيات المعادية وجذب الاستثمار الوطني في إقامة مشروعات انتاجية وصناعية وزراعية وتوفير طلمبات رفع المياه الجوفية لتشجيع الزراعة, وقد أجمع باحثو أطلس المأثورات الشعبية المصرية علي خصوصية التنويعات الثقافية والإبداعية لأهالي سيناء.