هي صديقة للجميع لا تفرق بين غني وفقير. عالم وأمي وساكن قصر أو كوخ.. تنطلق من السيارات الفارهة والموتوسيكل الصغير.. قلما يخلو بيت في مصر لا يستمع إليها.. يجد فيها الجميع المتعة الروحانية والثقافية أيضاً.. عروستي هي إذاعة القرآن الكريم صوت الإعلام الوسطي الهاديء الرصين عندما تصخب الأصوات اخترت أن أكتب عنها هذا المقال لأنني لازلت تحت تأثيرها منذ شهر رمضان حتي الآن.. فقد كانت المائدة الإذاعية لها حافلة بما لذ وطاب من التلاوات والبرامج المتميزة مثل الكلم الطيب. وفقه المقاصد ومن وجهة نظري كان برنامج "مع الصائمين" الذي كان يرد علي استفسارات المستمعين وأسئلتهم من خلال أساتذة الفقه والفتوي بالأزهر وجامعته من فواكه الإذاعة.. وقد استفدت منه كثيراً. حتي الدراما وسيرة السيدة "نسيبة بنت كعب" ودورها كامرأة مسلمة.. أضافت إليَّ الكثير.. كما أنني علي المستوي الشخصي.. أحسبها علي قمة الإعلام المسموع. فهي بالنسبة لي الواحة التي أجد فيها راحتي الذهنية. والهدوء. وإعمال العقل والقلب لأنها تخاطبني بالدليل العقلي.. وأجد سعادتي بسماعها لأنها تخاطب الفؤاد من خلال آيات القرآن والحديث. وبالمنطق من خلال الثقافة الدينية لإظهار الإسلام المعتدل الوسطي. والدين السمح عرفتها منذ زمن يربو علي ثلاثين عاماً.. كانت خير مؤنس لي.. فعرفت منها مقاصد الشريعة والطرح الصحيح للإسلام وسماحته والوسطية. ونبذ التطرف والغلو في العقيدة.. بلا تهوين. ليت الغرب يعرف أن مبدأ حقوق الإنسان الذي يتشدقون به. وأوجعوا به رؤوسنا ليس من اختراعهم. وإنما هو تشريع سماوي جاء في العديد من الآيات القرآنية. حتي الحق في حرية الإيمان بالله الواحد الأحد في آية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". وذلك في إطار لا ضرر ولا ضرار. أقول إن إذاعة القرآن الكريم مولود نطق يوم مولده منذ أكثر من 55 عاماً حقاً وصدقاً.. بعيدة عن أي تيارات سياسية.. والسياسة عموماً.. تعرف هدفها جيداً.. وتتجه إليه.. بتقديم صحيح الدين. وشرح المفاهيم الدينية بعيداً عن الغلو والتشدد ولأن الدين المعاملة فقد اهتمت بتقديم فقه المعاملات بالإضافة لفقه العبادات.. وللتأكيد علي أن الدين المعاملة.. وأيضاً تقديم خطاب ديني معتدل يدعو إلي التسامح وقبول الآخر. وعموماً أرجو أن يمتد تأثير إذاعة القرآن الكريم إلي شريحة الشباب من الجمهور الذي يستخدم الهواتف الذكية في كل تعاملاته لتصل إليهم فهم نسبة لا يستهان بها.