في مطلع مارس الجاري وفي منطقة محطات إرسال الإذاعة المصرية في مدينة السنطة بمحافظة الغربية تم افتتاح المحطة الجديدة التي تبث برامج اذاعة القرآن الكريم وهي محطة تعتبر من المحطات فائقة القدرة واقيمت بدلا من المحطة التي تهالكت وعفا عليها الزمن تقديرا وتعظيما لكتاب الذكر الحكيم وسنة المصطفي عليه الصلاة والسلام وتبلغ قوة المحطة الجديدة الألمانية الصنع600 كيلو وات بما يجعلها قادرة علي نقل رسالة الدين الإسلامي الحنيف إلي أكثر من95% من مساحة مصر وإلي بعض دول الشمال الإفريقي والشرق الأوسط وبعض من دول جنوب أوروبا, كما أنه يمكن لرسالة إذاعة القرآن الكريم أن تجوب أنحاء العالم اذا ما تم الإرسال عبر الأقمار الصناعية مثل النايل سات وبعض الأقمار الأخري, بل إن طموح ابينا محمد عويضة رئيس هذه الإذاعة وكوكبة المذيعين ومقدمي البرامج يمتد إلي الرغبة العارمة لديهم في أن يتم الاتفاق مع شبكات المحمول لبث البرامج علي الموبايل خاصة وأن هناك الآلاف المؤلفة وأغلبهم من الشباب يريدون أن تتاح لهم هذه الخاصية وبالتالي تصبح إذاعة القرآن الكريم تحت أطراف أصابع الملايين من مستخدمي أجهزة المحمول, كما تصبح هذه الإذاعة وسيلة اتصال عالية القيمة والقامة تقدم الدين الحنيف في وسطية وشمول خاصة وأن كل المتحدثين فيها هم من الثقاة إذ هم أساتذة من الأزهر الشريف الذين يفقهون الناس ويعلمونهم الإسلام في وسطيته بعيدا عن الغلو والتزمت. وهكذا تصبح إذاعة القرآن الكريم قوة دينية ضاربة تحارب التكفيريين من خلال التلاوات لأي الذكر الحكيم بما يشغل نحو70% من خريطة برامجها وبقية البرامج الأخري أن بحوث الاستطلاعات التي يجريها اتحاد الإذاعة والتليفزيون تؤكد أن إذاعة القرأن الكريم تحظي بأكبر نسبة من المتابعين متفوقة علي كل الشبكات الإذاعية الأخري. وكم أنا سعيد بهذا التألق الذي تحظي به هذه الإذاعة التي شهدت مولدها في منتصف ستينيات القرن الماضي وكان صاحب الفكرة وزير الإعلام النابه عبدالقادر حاتم متعه الله بالصحة والعافية, فقد لوحظ في تلك الفترة ظهور طبعات من المصحف وبها تحريف لبعض الآيات وكان لابد من مجابهة الأمر فكان قراره بإذاعة المصحف عبر الأثير كما يحفظه الناس ويقرأه الجميع ممهورا بموافقة الأزهر ومشايخه ومن كابينة بها ماكينة تشغيل أشرطة وجهاز تشغيل اسطوانات في حجره في مبني4 شارع الشريفين بدأت إذاعة القرآن الكريم تحت إشراف مدير عام الشئون الدينية الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل وفي مرحلة تالية وبصوت الراحل أحمد فراج كانت التنويهات بأن ما يتلي هو من سورة كذا وتبادلت التلاوة أصوات الحصري ومصطفي إسماعيل وعبدالصمد والبنا وغيرهم من ثقاة القراء وجاء كامل البوهي رئيسا لهذه الإذاعة التي أصبح لها قوام مكون من عدد من المذيعين ومقدمي البرامج ووضعت خريطة برامجية تتضمن أحاديث تفسر آي الذكر الحكيم وتشرح السنة المطهرة, كما بدأت موجاتها تنقل صلاة الجمعة وصلاة الفجر وكانت مدة الارسال أربع عشرة ساعة والآن تبث الإذاعة برامجها علي مدار الساعة ويوالي أبناؤها جهودهم وأفكارهم وتلمحهم يقدمون علوم القرآن والفقه وبرامج عن السيرة والفتاوي, مستضيفين ثقاة الأساتذة من الأزهر الشريف مستهدفين تقديم وسطية الدين الحنيف بعيدا عن الغلو ويجوب ميكروفون الإذاعة أنحاء ريف مصر ومدنها ليقدم الأمسيات الدينية التي تحظي بشعبية ضخمة وتتهافت القري والمدن علي استضافة هذه الأمسيات ويقود كوكبة العاملين بإذاعة القرآن الكريم أبونا محمد عويضة وهو مذيع قدير يحظي بشعبية لدي المتلقين, وكم أرجو أن تتحقق أمنيته وامنيتي أيضا في أن تتضاعف ميزانية هذه الإذاعة حتي يتاح لها أن تقدم دراما إذاعية تتناول تقديم أئمة الإسلام وفقهائه, فالدراما الإذاعية من أقوي البرامج تأثيرا في النفوس ومن خلالها يمكن تقديم نفائس وكنوز الدين الحنيف في صورة محببة للسامعين.