- مثالٌ حيٌ ومتميز على عالمية الدعوة الإسلامية - قدمت رموز الدعوة والتلاوة والإنشاد الديني عبر خمسة عقود - دورها لا يُنكر في محاربة الفكر المتشدد ووسطية الإسلام أساسها - القراء القدامى يتربعون على عرش التلاوة ويسحبون البساط من تحت الجدد نصف قرن من التميز.. نصف قرن من التلاوة.. نصف قرن من الإنشاد الديني.. نصف قرن من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. نصف قرن على إنشاء إذاعة القرآن الكريم.. الإذاعة الأولى من نوعها التي على غرارها أُنشئت إذاعات أخرى مشابهة في السعودية والكويت وغيرها من الدول، والتي تحتفل هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيسها. منذ أُنشئتْ عام 1964م بقرار من وزير الإعلام –آنذاك- الدكتور محمد عبد القادر حاتم، وهي تبث القرآن ليل نهار حتى صارت ملاذ المسلمين ومقصدهم للاستماع إلى القرآن الكريم وأحكام التلاوة. قدمت المصاحف المرتلة لكبار قراء القرآن، أمثال: الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود على البنا، وغيرهم، فضلًا عن بثها للمصاحف المجودة لكبار القراء، أمثال: الشيخ محمد رفعت، وطه الفشني، وعبد الفتاح الشعشاعي، وأبو العينين شعيشع، وغيرهم ممن لهم تلاوات متفرقة. بالإضافة إلى التلاوات القرآنية تقوم هذه الإذاعة ببث مجموعة من البرامج الدينية، والموشحات، والاحتفال بالمناسبات الإسلامية كالاحتفال بشهر رمضان، والأعياد الإسلامية والمولد النبوي، وغير ذلك من البرامج والموضوعات التي تهدف لنشر الثقافة الإسلامية وتعزيز الوازع الديني في نفوس أفراد المجتمع، مثل: برنامج الأسرة والمجتمع، وبراعم الإيمان وفقه المرأة المسلمة، وبريد الإسلام، وغير ذلك من البرامج التي تبثها الإذاعة على مدار أربع وعشرين ساعة متواصلة. ومنذ افتتاح إذاعة القرآن الكريم، تعاقب عليها رؤساء كثر، وهم: كامل البوهي، وعادل القاضي، ومحمد الشناوي، وعطية السيد، وعبد الصمد الدسوقي، وهاجر سعد الدين، وإبراهيم مجاهد. نجحت إذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها نجاحًا منقطع النظير، فقد حصلت على شهادات دولية باعتبارها الأكثر استماعًا في العالم كله! وفي العالم العربي على وجه الخصوص، فقد كشفت أحدث التقارير أن إذاعة القرآن الكريم تستحوذ وحدها على 93.7% من مجموع متابعي شبكات الإذاعة المصرية; وهو ما يؤكد زيادة حجم الاستماع نظرًا لتعدد وسائل الاستماع من أجهزة الاستقبال الفضائي والهواتف الخلوية وشبكة المعلومات الإنترنت وغيرها، وأوضح أن 57% من جملة مستمعي الإذاعة المصرية تقتصر متابعتهم على إذاعة القرآن الكريم دون غيرها. وأكد التقرير أن 95.6% من المستمعين يتابعونها من أجل الاستماع إلى آيات الكتاب الحكيم, وتظل التلاوات القرآنية هي القيمة الرئيسة في هذه الإذاعة من المصاحف بجميع أنواعها تجويدًا وترتيلًا، ورغم أن 74% يستمعون إلى البرامج الأخرى، في حين يستمع 55% إلى برامج تفسير القرآن الكريم وحدها, وهكذا يؤكد المستمعون من خلال هذا التقرير أن الدافع الرئيس من الاستماع هو التلاوات القرآنية ثم الثقافة الدينية بصفة عامة. وعن أفضل البرامج التي يتابعها المستمعون على موجات إذاعة القرآن الكريم هي عشرة برامج، احتل منها الشيخ الشعراوي ثلاثة أماكن, بمعنى أنه لو تم جمع نسب الشيخ الشعراوي على مدى اليوم لكان أول البرامج الأكثر استماعًا باكتساح, وجاء برنامج "بريد الإسلام الأول", وهو برنامج يرسل فيه المستمع رسالة إلى البرنامج في فتاوى دينية, وحقق نسبة استماع 62%, وبرنامج "مع القرآن الكريم" الذي حقق نسبة 57.8%, وبرنامج "خواطر الشيخ الشعراوي" في المركز الثالث بنسبة 57.6%, و"حديث الصباح" في المركز الرابع بنسبة 45%, ثم يعود حديث الشيخ الشعراوي من جديد بنسبة 37.6%, ثم "دعاء الشيخ الشعراوي" بنسبة 37.6% أيضًا, وبرنامج "الدين المعاملة" في المركز الثامن, وهو من البرامج التي تهدف إلى تعليم المستمع السلوك الإسلامي الصحيح, و"المصحف المعلم" في المركز الثامن بنسبة 31%. كما أكد التقرير في جانب منه أن نسبة المستمعين إلى القرآن يفضلون المجوَّد، والمرتَّل معًا, وأن60% من مستمعي التلاوات القرآنية يستوي عندهم سماع التلاوات المرتلة أو المجودة, أمَّا بالنسبة لأحب المقرئين للمستمعين أو في قوائم الأفضل بالنسبة إلى قراء القرآن الكريم على موجات الإذاعة, فقد نجح القراء القدامى أمثال: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، ومحمد رفعت، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمود علي البنا وغيرهم من اكتساح نسبة الاستماع في قوائم الأفضل، حيث فضل 59.5% من المستمعين المقرئين القدامى على الجدد, بينما فضل 3% فقط الاستماع إلى القراء الجدد, و37% فقط تساوى لديهم الموضوع الجديد والقديم. جدير بالذكر؛ أن شرح العقيدة والعبادات يأتيان في صدارة الأهداف التي حققت فيها البرامج الدينية أعلى المؤشرات, بينما وافق 87% على وجود دراما دينية في إذاعة القرآن الكريم, بينما رفض 1% وجودها, واختار80% سير الأنبياء وقصصهم كأفضل أعمال درامية, وجاءت سير الخلفاء الراشدين والصحابة في المراكز الأولى. ونجحت إذاعة القرآن الكريم، والتي تحتفل هذه الأيام بالعيد الذهبي لها، في اتخاذ الإسلام الوسطي المعتدل منهجًا لها، بلا إفراط أو تفريط، حتى في ظل التقلبات السياسية التي تموج بالمجتمع، من خلال الاستعانة بنخبة متميزة من علماء الأزهر ومشايخه ومفكري الأمة الكبار لشرح الدين بمنهج الوسطية دون تعصب أو تحيز.