ليس لأنه تقرير سري لايتم تداولة إلا بين قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون فقط, أولأنه يحتوي معلومات عن أهم وأخطر اذاعة في مصر والعالم العربي وهي شبكة القرآن الكريم. باعتبارها المتخصصة الوحيدة في علوم الدين والقرآن, والأعلي استماعا في العالم العربي. لكن لأنه يكشف وبصراحة ووضوح عن رغبات الجمهور وآرائهم وتوصياتهم, كما أنه يكشف عن ضرورة تطوير هذه الإذاعة, مطالبا بصوت مرتفع ضرورة وجود مقرئين عرب بجوار المقرئين المصرين, بل ويكشف أن القدامي هم أصحاب السيطرة, وأنه لايوجد قارئ للقران الكريم في العصر الحديث من مصر قد استطاع أن يبعد' الطبلاوي ورفعت وشعيشع ونعينع والمنشاوي'عن الصدارة تحقيق طارق رمضان: والتقرير الصادر عن الإداراة المركزية لبحوث المستمعين والمشاهدين بالامانه العامة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون مؤخرا, يستعرض أسرارا أخري نكشفها في هذه السطور عن إذاعة القران الكريم التي أصبحت الآن أكثر الإذاعات السياسية, بعد سيطرت' محمود خليل' مدير البرامج عليها وتهميش دور رئيس الشبكة' محمد عويضة' الذي يفاجأ كل يوم بوجود مدير البرامج علي شاشة قناة الحافظ الدينيه يتحدث ويهاجم الجميع تحت عنوان مدير محطة القرآن الكريم رغم أنه مديرا للبرامج فقط, وهو ما يشعل الخلافات بينه وبين رئيس المحطة الشرعي محمد عويضة والذي لايستطيع منع مدير برامجه من إدخال السياسة كعامل رئيسي في البرامج التي يرفض الجمهور تحويلها إلي اذاعة سياسية, أو إذاعة خاضعة لفكر تيار محددد, وفوق كل ذلك أنها ملكا لجميع المصريين وليست ملكا لتيار أو فصيل سياسي محدد كما يرغب ويفكر ويدير مدير برامجها الآن. كل ذلك هو ماجاء في التقرير الخاص والذي رفض فيه الجمهور وجود أية تيارات سياسية تسيطر علي الشبكة, وأعلن انتماؤه فقط في الاستماع للقران الكريم وتعليم أمور الدين فقط, وأن الرجل الوحيد والعالم الوحيد الذي يتابعه ويستمع إليه هو' الشيخ الشعراوي', الذي يكتسح نسب الاستماع في برامج المحطة ويقبل عليه الجمهور في كل الأحوال. علي جانب آخر كشف التقرير عن حجم الاستماع الرهيب لإذاعة القرآن الكريم والذي يصل إلي84.2% من حجم متابعي شبكات الإذاعة المصرية الذين يتابعون شبكة القران الكريم مقابل15.8% لايتابعونها; وهو مايؤكد زيادة حجم الاستماع نظرا لتعدد وسائل الاستماع من أجهزة الاستقبال الفضائي والهواتف الخلوية وشبكة المعلومات الانترنت وغيرها واتضح أن57% يتابعونها بانتظام من حجم الاستماع للاذاعة المصرية, وتختلف الدوافع للاستماع إلي الاذاعة الأولي في الشرق الاوسط والوحيدة المتخصصة في إذاعة آيات القرآن الكريم وأكد التقرير أن95.6% من المستمعين يتابعونها من أجل الاستماع إلي آيات الكتاب الحكيم, وتظل التلاوت القرآنية هي القيمة الرئيسية في هذه الإذاعة من المصاحف بكافة أنواعها تجويدا وترتيلا كما تقوم قناة المجد بعرضها ورغم أن74% يستمعون إلي البرامج لكن ليس للمواد السياسية بحسب التقرير- إنما الهدف هو معرفة الأمور الدينيه في حين يستمع55% إلي برامج تفسير القرآن االكريم وحدها, وهكذا يؤكد المستمعون من خلال هذا التقرير أن الدافع الرئيسي من الاستماع هو المصاحف المرتلة ثم الثقافة الدينيه بصفة عامة. أما عن أفضل فترات الاستماع, فيشير التقرير إلي إقبال المستمعين علي هذه الإذاعة في الفترة الصباحية, والحقيقة كما أظهرها جدول مواعيد الاستماع أن نسبة الاسستماع مستمرة علي مدي اليوم; وأن أعلي نسبة استماع وهي77.8% تبدأ من السابعة إلي العاشرة صباحا, ثم تنخفض النسبة ل42% من العاشرة إلي الواحدة ظهرا, ثم تنخفض مابين35 و39و30و37و33% من الواحده ظهرا إلي الواحدة صباحا. ولأن المستمع يرفض التدخل السياسي ويرفض محاولات التيارات السياسية السيطرة علي هذه الشبكة, فقد أعلن عن الحقيقة عند سؤاله عن أفضل البرامج التي يتابعها علي موجات إذاعة القران الكريم, حيث رفض تماما البرامج التي تخوض في السياسة صباح كل يوم, بل إنهم أكدوا أن أفضل عشرة برامج لديه احتل منها الشيخ الشعراوي ثلاثة أماكن فيها, بمعني أنه لو تم جمع نسب الشيخ الشعراوي علي مدي اليوم لكان أول البرامج الأكثر استماعا باكتساح, لكن حسب التقرير جاء برنامج' بريد الاسلام الأول', وهو برنامج يرسل فيه المستمع رسالة إلي البرنامج في فتاوي دينية, وحقق نسبة استماع62%, وبرنامج' مع القرآن' الكريم الذي حقق نسبة57.8%, وبرنامج' خواطرالشيخ الشعراوي' في المركز الثالث بنسبة57.6%, وحديث الصباح في المركز الرابع بنسبة45%, ثم يعود حديث الشيخ الشعراوي من جديد بنسبة37.6%, ثم' دعاء الشيخ الشعراوي' بنسبة37.6% أيضا, وبرنامج' الدين المعاملة' في المركز الثامن, وهو من البرامج التي تهدف لتعليم المستمع السلوك الاسلامي الصحيح, لولا أن بعض الحلقات خاضت في عمق السياسة, مما جعل نسبة استماعه تتراجع إلي المركز السابع في قائمة أفضل عشرة برامج في قوائم الاستماع, و' المصحف المعلم' في المركز الثامن بنسبة31%. كما أكد التقرير في جانب منه أن نسبة المستمعين للتلاوات القرآنيه يفضلون الاثنين' المجود والمرتل' معا, وأن60% من مستمعي التلاوات القرآنية يستوي عندهم سماع التلاوات المرتلة أو المجودة, أما بالنسبة لأحب المقرئين للمستمعين أوفي قوائم الأفضل بالنسبة لقراء القران الكريم علي موجات الاذاعة, استطاع قدماء القراء مثل' الشيخ عبد البابسط عبد الصمد وطه الفنشي ومحمد رفعت والطبلاوي وغيرهم' من اكتساح نسبة الاستماع في قوائم الأفضل حيث فضل59.5% المقرئين القدامي, ببينما فضل3% ففقط الاستماع للقراء الجدد, و37% فقط تساوي لديهم الموضوع للجديد و القديم, ومع ذلك طالب56% من المستمعين بالسماح للمقرئين العرب بتقديم التلاوات القرآنية باصواتهم, وجاء فيصدارة قائمة المطالب القراء المشايخ' عبد الرحمن السديسي ومشاري راشد العفاسي وأحمد بن علي العجمي' بنسب مرتفعة جدا عن باقي القراء, حيث حقق كل منهم16% بينما جاء المشايخ' الحذيفي وماهر المعيقلي وسعود الشريم' بنسبة مابين5 و4 و3%. وأشارالتقرير إلي أن شرح العقيدة والعبادات يأتيان في صدارة الأهداف التي حققت فيها البرامج الدينيه أعلي درجات النجاح, بينما وافق87% علي وجود دراما دينيه في إذاعة القران الكريم, بينما رفض1% وجودها, واختار80% سير الأنبياء وقصصهم كأفضل أعمال درامية, وجاءت سير الخلفاء الراشدين والصحابة في المراكز الأولي. وقام الجمهور بتفسير بعض الاعتراضات علي مضماين محددة في إذاعة القران الكريم حيث حدد13.8% أن الوقت المخصص لتفسير القران الكريم غير كاف, و11% رأوا أن ضيوف البرامج لايتغيرون وعدم التجديد في مضامين البرامج وثبات الشكل العام لكل البرامج التي تقدم علي الشبكة, كما يطالبون بضرورة التنوع في البرامج والتجديد فيها, ويري10% منهم أن مقدمي بعض البرامج دون المستوي.
